عرف عن المرأة المصرية عبر التاريخ القديم والحديث مواقفها الوطنية التي نالت كل الاحترام والتقدير.. فلقد شاركت في الثورات المصرية سعياً وراء تحقيق مطالب قومية للشعب المصري.. فدورها كان بارزاً في ثورتي «25 يناير» و«30 يونية» المجيدتين. كذلك في «ثورة 19» كانت أول شهيدة في الثورة شفيقة محمد، حيث استشهدت وهى تحمل مطالب الأمة الى المعتمد البريطاني في مقره فقتلها الجنود. ومنذ أكثر من 130 عاماً سجل للمرأة المصرية نضالها في ثورة عرابي الوطنية.. وكتب عنها أنها غيرت نظرة الغرب تجاه نساء المنطقة، وأن ما من بلد في الشرق كله بدا فيه دور المرأة واضحاً وجلياً كما بدا في مصر!! وما دعا للاشارة إلى بعض من نضال المرأة المصرية المقدر والمحترم.. هو ما نراه الآن من تظاهرات ومسيرات لنساء وبنات جماعة الإخوان.. بصورة غير متوقعة بل مستهجنة وصادمة للقيم وللأعراف المصرية.. التي تربى عليها الشعب المصري.. فلم يكن متوقعاً أن يصل الأمر الى التعدي والاستفزاز بكل الطرق على رجال الأمن.. لإعطاء صورة غير حقيقية على اشتباكات مع رجال الشرطة.. ثم التباكي على ما يحدث «لحرائر الإخوان» وهم في ذلك كاذبون!! ففي الآونة الأخيرة.. استغلت جماعة الإخوان العنصر النسائي لديها أسوأ استغلال.. بدءا من اعتصامات «رابعة» و«النهضة».. والدفع بهن وبالأطفال أمام الكاميرات جلباً للتعاطف امام المجتمع في الداخل.. والأهم من ذلك في الخارج. كذلك ما خرج من داخل الاعتصامات من أفكار مريضة وأصبحت تتردد مفاهيم لم تطرح من قبل ولم تسمعها الأسرة المصرية مثل «الطفل.. مشروع شهيد».. و«جهاد النكاح».. وغير ذلك من تصرفات وسلوك مما يسىء الى صورة الأسرة المصرية.. وكان من المستغرب بالفعل أن يصطحب الرجل الإخواني أسرته وحتى الأطفال الرضع ليعتصموا في الشارع وليقطعوا الطريق.. واستمر الحال على ذلك ما يقرب من شهر والنصف!! ولقد وصلت الأفعال التي تقوم بها نساء وفتيات الإخوان الى حد لا يمكن السكوت عنه أو قبوله خاصة بالنسبة لما يحدث من أعمال عنف لطالبات جامعة الأزهر الملثمات، وما ارتكبنه من تحطيم للأبواب والنوافذ لكلية الصيدلة، والاعتداء على الأساتذة بالضرب، كما أن طالبات الاخوان أغلقن كلية الهندسة، والاستمرار في مشادات واعتداءات ورشق موظفي الجامعة بالحجارة. كذلك من المحزن حقاً.. ولا نجد له تفسيراً.. ما يشاهد في تظاهرات لنساء.. تطلق الجماعة عليهن «حرائر الإخوان» يهتفن بهتافات مُهينة مصحوبة بإشارات وحركات لا تليق بتاتا أن تخرج من بنات شعب مصر.. وكان من المفترض ألا يقوم بها جماعة تستخدم الدين وسيلة لتقبض على السلطة، وتُصدر نساءها المشهد بدون حساب للعواقب.. ونظرة المجتمع إليهن، والمقارنة بما قدمته، وتقدمه المرأة المصرية لوطنها من تضحيات لا تُعد ولا تحصى.. والأهم من ذلك دائما.. تراعى إعطاء النموذج المشرف والقدوة الحسنة في السلوك.. والتصرفات على كل المواقف وتحت كل الظروف!! الكلمة الأخيرة ليت قيادات الإخوان.. يراجعون أنفسهم، ويعيدون النظر.. فيما يخططون له بالنسبة لنساء وفتيات الجماعة.. وكفى حرائر الاخوان.. ارتكاب أعمال العنف والإرهاب وإشعال الحرائق.. فالصورة مسيئة لهن الى أبعد الحدود.. والتاريخ لن يرحم.. ولن ينسى!! لك الله يا مصر