الأردن يدين بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال خيام النازحين في رفح    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    شيكابالا: لم أتوقع انضمام إمام عاشور للأهلي كونه "زملكاوي مجنون".. ولا أوافق على عودته    بلاتر: مصر بلدى الثانى وأتمنى زيارتها.. وزيادة عدد المنتخبات بالمونديال قرار غريب    ملف يلا كورة.. انطلاق معسكر الفراعنة.. شيكابالا يعلن موعد اعتزاله.. وقائمة المنتخب الأولمبي    رئيس رابطة الأندية: أمامنا قرابة 4 سنوات لتصحيح مسار كرة القدم في مصر    كريم فؤاد: علي معلول أسطورة وشعرت بالقلق لحظة إصابته    شيكابالا: "مستعد أروح للشيبي لحل أزمة الشحات".. ورفضت رحيل شوبير عن الأهلي    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    إقالة رئيس مدينة ديرمواس بالمنيا وإحالته للتحقيق    عيار 21 يسجل 3140 جنيها.. تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب والدولار    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف محيط معبر رفح من الجانب الفلسطيني    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    شيكابالا عن لقب الكونفدرالية: بطولة مميزة بعد رحيل المجلس السابق ومصدر هدوء للجميع    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    استعدادات مجتمعية وروحانية: قدوم إجازة عيد الأضحى 2024    وزير خارجية الأردن لنظيره الإسباني: نقف معكم ضد الهجمات الإسرائيلية بعد قرار الاعتراف بدولة فلسطين    زيلينسكي: المناطق الملغومة في أوكرانيا أكبر من أراضي بعض الدول الأوروبية    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    وزارة التموين تضبط 18 طن دقيق لدى المخابز بالجيزة قبل تهريبها للسوق السوداء    "تموين الإسكندرية" تضبط 10 أطنان دقيق بدون فواتير فى أحد المخازن    تشيكيا: أوكرانيا ستحصل على عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في يونيو    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    حظك اليوم| الاربعاء 29 مايو لمواليد برج الثور    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    اضطراب ورياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل مروعة عن جهاد النكاح: الثوار يمارسون الجنس الحرام تحت غطاء ديني!
نشر في النهار يوم 01 - 10 - 2013

فى ثورات العرب ربما دون غيرهم ..الجنس الحرام كالسلاح .. كلاهما حاضر وجاهز للإغتيال .. لا يهم نوع الضحية التى يتم قنصها ولا نوع السلاح المستخدم فى القنص .. وإذا لم يحقق « المجاهد « النصر الحاسم فى ساحات القتال .. فليحققه فى الفراش.. والذين يشترون بكلمات الله ثمناً قليلاً ما أكثرهم فى كل العصور .. يبيعون الأخرة بالدنيا ... ويغرقون البلاد والعباد فى الفوضى والأزمات من شعر الرأس إلى أخمص القدم .. وإذا ضاق الإبداع فيما ينفع الناس فإنه لا يضيق فى ابتداع الضلالات والتى من بينها « جهاد النكاح « هذا الجهاد الغريب المثير الذى ميز الثورة الثورية دون غيرها وإن ترددت بعض الحكايات عن اعتصامات رابعة والنهضة لم يوثق منها شىء واختلطت فيها الأكاذيب الكثيرة بالحقائق المتناثرة لكنها لم تكن ظاهرة على غرار الظاهرة فى سوريا التى فجرت مجتمعات أخرى كتونس حيث عادت الفتيات حاملات لأجنة من جنس حرام .. هذه القضية التى اختلطت فيها الحقائق والأكاذيب .. وكثرت فيها علامات الاستفهام .. ما هى حقيقتها ؟ وهل أفتى بجهاد النكاح هذا شيوخ كبار كالشيخ محمد العريفى؟ وماهى نتائجه وكوارثة؟ وما أشهر قصصه؟ ومن ضحاياه ؟ هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها السطور التالية:
وصفها بأنها افتراء ولا تصدر عن عاقل
الشيخ العريفى يكشف حقيقة فتوى «جهاد النكاح»
أكد الداعية السعودى المعروف الشيخ محمد العريفى أن كل ما تناقلته مؤخرا قنوات فضائية ووسائل إعلام عربية وغير عربية عن إصداره فتوى حول ما اصطلح عليه ب»جهاد النكاح» فى سوريا، كلام كاذب وافتراء عليه ولا يصدر عن إنسان عاقل.
كما ظهر الشيخ فى فيديو مصور وهو ينفى إصداره هذه الفتوى عن «جهاد النكاح» فى سوريا مشيرا إلى أنه كلام لا يصدر عن عاقل فضلا عن طالب علم شرعي» مضيفا أن هناك بعض القنوات التى تكره أهل السنة ولهذا فهى تستهدف المشايخ وتبدأ باختلاق الإشاعات ضدهم».
وأوضح العريفى الذى اتهم بإطلاق هذه الفتوى من خلال صفحته الرسمية فى موقع «تويتر»، أن الإنترنت فضاء شاسع يتيح للبعض أن ينتحل شخصيته ويطلق صفحة يضع فيها صورته واسمه، مشيرا إلى أن صفحته الحقيقية تضم حوالى 3 ملايين وخمسمائة ألف معجب.
وقال الشيخ العريفى أنه لم يُجِز إطلاقا زواجا كهذا بأن تأتى الفتاة وتعرض نفسها للزواج بضع ساعات مع شاب مقاتل سوري، ثم بعد ذلك تنتقل عند رجل آخر ليفعل بها ما فعله سابقه، وتساءل العريفى فأين الولي؟ وأين العدة الشرعية بعد طلاق الزوجة؟».
وقد كانت عدة وسائل إعلامية عربية مثل قناة الجديد اللبنانية قد ذكرت أن هذه الفتوى التى تجيز ما يسمى ب(جهاد النكاح) فى سوريا أصدرها عدة رجال دين ممن يدعمون الحركات الإسلامية المقاتلة فى سوريا ومن ضمنهم الشيخ السعودى محمد العريفي.
وتنص الفتوى وفقا للمصادر السابقة على «إجازة أن يقوم المقاتلون من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة أحيانا يتم بعدها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة إلى مقاتل آخر بالمناكحة».
وذكرت الفتوى أنه من بين الشروط المطلوب توافرها فى الفتيات المجاهدات بالنكاح هو «أن تتم ال 14 من العمر أو مطلقة ترتدى النقاب أو الزى الشرعي» وقد اعتبروا أن هذا الجهاد هو «جهاد فى سبيل الله وفق الصيغ الشرعية يخول للقائمة به دخول الجنة وأنه أفضل وسيلة لجهاد المرأة ضد النظام السوري».
وكانت قنوات فضائية، من بينها قناة «العالم» الإيرانية، أفادت بأن مراهقات تونسيات غادرن بلادهن لتطبيق فتوى العريفي، حيث ذهبن إلى سوريا من أجل «إشباع الرغبات الجنسية» للمتطوعين و»المجاهدين» فى الجيش السورى الحر.
ومؤخرا، أبلغت عائلات تونسية عن اختفاء بناتها المراهقات وسط ترجيحات بسفرهن إلى سوريا من أجل «جهاد النكاح» أى التطوع لإشباع الحاجات الجنسية لرجال يقاتلون القوات النظامية فى سوريا.
ومن جهته، رفض نور الدين الخادمين وزير الشؤون الدينية فى تونس، فى وقت سابق فتاوى «جهاد النكاح» التى قال إنها لا تلزم الشعب التونسى ولا مؤسسات الدولة.
وقال الوزير فى تصريح لإذاعة «شمس إف إم» التونسية الخاصة: «هذه الأمور مرفوضة، هذه مصطلحات جديدة، ما معنى جهاد النكاح؟ الفتاوى لا بد أن تستند إلى مرجعيتها العلمية والمنهجية والموضوعية، وأى شخص يفتى فى الداخل أو الخارج فتواه تلزمه ولا تلزم غيره من الشعب التونسى أو من مؤسسات الدولة».
ووصفت قيادية فى حزب «حركة نداء تونس» المُعارض، حينها الظاهرة بأنها «عار على تونس»، ودعت إلى ضرورة معالجة ما وصفته بتدفق «الجهاديين التونسيين» للقتال فى سوريا.
وقد تحدث تونسى عائد من «الجهاد»، ضمن صفوف المعارضة المسلحة، فى سوريا فى وقت سابق عن وجود «13 فتاة تونسية متخصصة فى ما يعرف بجهاد النكاح» فى سوريا بحسب صحيفة «الصريح» التونسية.
اعترافات لينا الدمشقية:
جهاد النكاح جنس مجانى له غطاء شرعى
نشرت مجلة «كاونتر بانش» الشهرية ألأميريكة الشهيرة قصة إحدى النساء السوريات التى عانت من فتاوى ما يسمى
ب «جهاد النكاح» تحت عنوان «الجنس والثورة السورية»، إذ ذكرت المجلة أن الفتاة وافقت على إجراء المقابلة بصعوبة.
تصف المجلة لينا وهو بحسب المجلة (اسم مستعار) بالمرأة الدمشقية العادية من حيث اللباس، إذ أنها تلبس ملابس طويله تغطى كامل جسدها، وتضع على رأسها حجاباً يغطى كامل شعرها.
وهى امرأة فى أواخر العقد الثالث من عمرها، مطلقة وأم لثلاثة أطفال، عاشت فى بيت أهلها لفترة من الزمن وعملت بأجر زهيد لتأمين قوت عائلتها، إلى حين عرض عليها أحد المشايخ الزواج من رجل يوازيها فى العمر تقريباً. قبلت لينا العرض، آملة أن يؤدى هذا الزواج إلى تحسين شروط عيشها.
الزوج من منطقة عين ترما فى الريف الشرقى لمدينة دمشق، حيث يسيطر الإسلاميون المتطرفون على المنطقة هناك .
وبعدما طلب زوجها مرافقتها إلى بلدته، دخلت لينا وهى تظن نفسها داخل مدينة أشباح، حيث لا مياه ولا كهرباء ودمار كامل فى الممتلكات الخاصة والعامة. صدمت بوجود عدد من الرجال لا توحى مظاهرهم بأنهم سوريون. يلبسون لباساً أفغانياً بعباءات حتى الركبة، ويضعون غطاءً لرؤوسهم، يحملون السواطير والسكاكين والأصفاد. كما رأت عدداً من السيارات من دون لوحات حكومية، وسيارة إسعاف تابعة لأحد المستشفيات فى المنطقة، كان واضحاً أنها مسروقة.
شعرت لينا هناك بأنها تلبس ثياباً فاضحة بين جميع أولئك النساء اللاتى يلبسن نقاباً يغطيهن من رأسهن حتى أسفل أرجلهن مع قفازات لليدين أيضاً.
فى عين ترما، أقامت لينا محادثة مع زوجها جعلتها تعيد النظر فى معتقداتها الأساسية وإيمانها. بالنسبة إليها، كان الإسلام يشكل الغطاء والإيمان الفعلي، ولكنها سمعت من زوجها أمراً مختلفاً، وأحست بأن ما تسمعه هو إسلام غريب قاتم ومنحرف.
أخبرها زوجها أن المشايخ الذين يعيشون فى البلدة قد دعوا جميع من فى المنطقة إلى الجهاد، ولكنه أنبأها أن للجهاد أوجهاً عدة، قد يكون جهاداً بالسلاح والقتال، أو بالمال، وعند الحاجة جهاداً أسماه «جهاداً بالنكاح». وشرحه لها بأنه ينبغى على الفرد أن يتزوج من جميع الأرامل اللواتى فقدن أزواجهن خلال المعارك. فى «جهاد النكاح» يجب على الرجل الزواج من أربع نساء ومن ثم يطلقهن خلال وقت قصير ليتيح لغيره الزواج منهن، كما على المرأة المطلقة بدورها الزواج من أكثر من رجل، وتستمر العملية مداورة بهذا الشكل.
وبعدما استمعت لينا إلى شرح زوجها، سألته «ماذا عن العدة؟»، والعدة هى فترة تمتد إلى حوالى أربعة أشهر يحرم فيها على الأرملة أو المطلقة الاقتراب من أحد الرجال بسبب وجود احتمال بأن تكون حاملاً من زواجها السابق، فأجاب زوجها بتهكم «سيجد الشيخ فتوى ما لهذه الحالة».
إذاً ما المغزى من «جهاد النكاح»؟ ولماذا خرج فجأة إلى الضوء، خاصة فى سوريا؟
فى حالة عين ترما، استطاعت لينا استخلاص إحدى الإجابات. فسكان المنطقة جميعاً ينتمون إلى المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة حيث إن عائلاتهم ومناصريهم وكل شخص آخر من هذه المنطقة كانوا قد فروا.
كان ضرورياً جداً الحفاظ على الكثافة السكانية فى المنطقة من خلال الحفاظ على من تبقى فيها، خوفاً من تضاؤل أعداد السكان، فتحويل عين ترما إلى نقطة حيوية حيث الجنس المجاني، بالإضافة إلى إعطائه الطابع الشرعي، كان إحدى الطرق التى تساعد على إبقاء السكان داخل المنطقة.
نظرية لينا حول هذه الدوافع كانت قد أثبتت بعد شهر فقط على زواجها، حيث قرر زوجها «الوفاء بالتزاماته» فى «جهاد النكاح» عندما قرر الحصول على زوجة جديدة وهى فتاة شابة ترملت حديثاً. فسمعت لينا محادثة لهما على الهاتف قبل يوم واحد من زواجهما، حيث كان الشرط الوحيد للزوجة الجديدة هو «أن يثبت الزوج قدرته على التحمل والاستمرار، ليس فقط فى ساحة المعركة وإنما فى الفراش أيضاً!».
تبين للينا أن «الثورة» كانت مبنية على الحاجات الجنسية والرغبات أكثر منها لتحقيق مطالب مشروعة. ومع الوقت أصبحت حياتها لا تطاق، فقيم زوجها الإسلامية الجديدة التى بدأ بتطبيقها عليها كانت كفيلة بتدميرها. فقد أجبرها على إيقاف التدخين لأن التدخين بنظره حرام وآثم، وأخبرها فى إحدى المرات كيف أنه كان على وشك النجاح فى اختطاف أحد الجنود السوريين فقط لأنه يخدم فى الجيش، لكن الحظ أنقذه.
تركت تجربة لينا مع زوجها الثاني، جرحاً كبيراً لديها، لأنها دمرت إيمانها فى بعض من أبناء بلدها والطريقة التى ينظرون فيها إلى الإسلام، ساعية إلى الطلاق من زوجها بعد شهرين فقط على زواجهما.
الفيس بوك مصدر رئيسى للتجنيد
«جهاد النكاح» صار الشغل الشاغل فى المجتمع التونسى هذه الأيام ولقد طرح أكثر من تساؤل حول الوضع القانونى لهؤلاء الفتيات وكيفية تصنيفهن، فهل يعتبرن أمهات عازبات أم أرامل، أم مطلقات ؟ وهل أطفالهن أبناء شرعيون أم لا ؟ وهل يتمتعون بحق الميراث أم لا؟ لكن مع تعدد هذه التساؤلات ثمة أمر يبدو أنه يحظى بشبه إجماع فى الشارع التونسي، وهو أن الفتيات وأطفالهن بمثابة قنابل موقوتة فى البلاد.
ويشدد النشطاء المعنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان على أنه تم تجنيد الكثير من المواطنات التونسيات عبر موقع التواصل الاجتماعى ال «فيسبوك»، مع الإشارة إلى أنه فى حال كانت هذه المواطنة قاصر فإن ممارسة الرذيلة معها يعد اغتصابا، أما إن كانت بالغة سن الرشد فالأمر يعد بغاء.
فى هذا الإطار هذه التغطية أفادت ناشطات فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان بأن ما حدث للفتيات الصغيرات كان أمرا متوقعا، نتيجة التغرير بهن وتم تجنيدهن وإرسالهن إلى سوريا.
من جانبها ترى رئيسة الاتحاد الوطنى للمرأة فى تونس راضية الجربى أن الفتيات اللاتى توجهن إلى سوريا لممارسة الجنس تحت مسمى الجهاد «ضحايا» تم التخلى عنهن بعد أن أدين وظيفتهن، وأُلقى بهنّ وبأطفالهن إلى المجهول، لاسيما وأن نظرة المجتمع لهؤلاء الأطفال ستذكّرهم دائما بأنهم ثمرة ظاهرة غريبة عن المجتمع العربي، ما يجعل هؤلاء الأطفال وأمهاتهم فى دائرة النظرة القاسية دائما.
من جانبها صرحت عضو شبكة «حراير تونس» أُنس حطاب قائلة: «أحمّل المسؤولية للحكومة رغم أن المجتمع المدنى يتحمّل المسؤولية أيضا. ونلاحظ أن هناك نية مبيتة لاستهداف حقوق المرأة فى تونس أصبح اليوم واقعا. ونحن فى حراير تونس لنا وسائل الضغط والمسيرات، ولكن ما يحيّر أن وزارة المرأة فى صمت كلى ولم يكن لها أى موقف».
وفى الشأن ذاته أكد مصدر أمنى أن تجنيد الفتيات التونسيات لا يقتصر على غير البالغات، بل يشمل كذلك طالبات جامعيات خُدعن بما يُسمى «جهاد النكاح» فى سوريا، مع فارق بينهن وبين صغيرات السن، وهو أنهن نجحن بالعودة من دون حمل لاتخاذهن الإجراءات اللازمة لتفادى ذلك، فيما أجهضت شابتان منهن قبل الرجوع إلى الوطن.
كما يؤكد المصدر ذاته أنه بالإضافة إلى الجامعات يتم استخدام المساجد والمتاجر المخصصة لبيع الملابس الإسلامية لتجنيد الشابات التونسيات، وذلك بواسطة سيدات تتراوح أعمارهن بين 30 و50 عاما يعملن على إقناع الفتيات بالتوجه إلى سوريا والمشاركة فى الثورة بما يستطعن تقديمه من عون للمجاهدين.
هذا وأشار المصدر الأمنى إلى أن 90% من اللقاءات كانت تتم بين صلاتيّ العصر والمغرب، وذلك لعدم سماح الأسر المحافظة لبناتهن بالخروج ليلا حتى لأداء صلاة العشاء.
الجدير بالذكر أن الدوافع لدى الكثير من الفتيات اللاتى توجهن إلى سوريا للقيام بهذه الخطوة لم تكن دائما انطلاقا من المصلحة الشخصية، كالحصول على المال أو القناعة فى أنهن بذلك سيفزن بالجنة فحسب، بل كانت فى كثير من الأحيان تنطلق من الإيثار والتضحية من أجل الأقرباء.
فعلى سبيل المثال أقدمت بعض الفتيات على ذلك من أجل دعم مالى لأهاليهن، فيما قالت إحداهن أنها قبلت بالأمر فى سبيل توفير وظيفة لشقيقها العاطل عن العمل منذ سنتين، علما أنه يحمل شهادة عليا.
وتصف هذه الفتاة حالها بالقول: «لقد بعت نفسى ولم أجد من يساندني، فلا عائلتى قبلت بى ولا المجتمع سيرحمني».
هذا ويُذكر أن وزير الداخلية التونسى لطفى بن جدو كان قد صرح بكلمة ألقاها فى برلمان البلاد وبثها التلفزيون المحلى فى 19 سبتمبر/أيلول أن فتيات تونسيات عدن من سوريا بعد أن توجهن إليها قبل أشهر لممارسة «جهاد النكاح» فى صفوف المقاتلين المسلحين المعارضين للجيش السوري، مشيرا إلى أنهن عدن حوامل دون ذكر عدد هؤلاء الفتيات.
ربما تعد قصة الشابة التونسية لمياء إبنة ال 19 ربيعا من أكثر القصص مأساوية بين الشابات اللاتى مارسن «جهاد النكاح» فى سوريا.
فقد بدأت حكايتها فى عام 2011 حين شاهدت على إحدى الفضائيات الدينية داعية يسخر من فهم التونسيين للإسلام، لتحتك لاحقا بشخص أقنعها بأن خروجها للشارع حرام، فوقعت فريسة سهلة للرجل الذى يحمل أفكارا متطرفة، خاصة وأن إلمامها بالدين كان ضعيفا، فراحت تنفذ كل فتاوى هذا الشخص حرفيا «رغبة بنيل محبة الله».
اقتنعت لمياء فعلا أن بإمكان المرأة المشاركة بالجهاد فى سوريا، فتوجهت إلى هذا البلد لتلحق بجيش موازٍ للجيوش المسلحة، عبارة عن فتيات جئن أيضا من تونس، وبدأت تمارس «جهاد النكاح» مع باكستانيين وأفغان وليبيين وعراقيين وسعوديين وصوماليين، بالإضافة إلى مقاتلين من بلدها تونس.
وبحسب إفادة لمياء فإن إحدى الفتيات التونسيات حاولت الفرار من المقاتلين لكنها فشلت فى ذلك، وتم تعذيبها إلى أن فارقت الحياة.
لكن لمياء تمكنت من العودة إلى تونس وتم إيقافها على الحدود بناء على بلاغ قدمته عائلتها تعلن فيه أنها مفقودة.
عودة الشابة التونسية إلى بلادها لم تكن النهاية بل بداية مرحلة معاناة جديدة، إذ كشفت الفحوص التى خضعت لها لمياء أنها حامل فى الشهر الخامس، وأنها مصابة بمرض نقص المناعة ال «إيدز» وهو المرض الذى انتقل إلى الجنين.
عادت لمياء إلى أهلها فعلا لكنها لم تعد لحضنهم الدافئ، فقد أعرب جميع أفراد عائلتها عن أملهم بأن تفارق لمياء الحياة قبل أن تضع الجنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.