أثارت فتوى الداعية السعودى محمد العريفى التى تبيح إرسال فتيات صغيرات إلى سورية للجهاد بالنكاح من خلال الزواج، لبضع ساعات مع الجهاديين، حالة من الغضب داخل الأوساط العربية، وتحديداً فى تونس، حيث نقلت وكالة الأنباء الإسبانية عن سلمى اللومى القيادية بحزب «حركة نداء تونس» المعارض قولها: «إن ما يجرى هو توريط لفتيات تونسيات فى ما يسمى ب«جهاد النكاح» فى سورية، وهو عار، وعودة لعصر «الرقيق». كان الداعية الوهابى محمد العريفى قد أصدر فتوى تجيز ما يسمى ب«جهاد النكاح» فى سوريا، والتى تنص على «إجازة أن يقوم المقاتلون من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة أحيانا يتم بعدها الطلاق». ووصفت سلمى اللومى، توريط فتيات تونسيات فى ما يُسمى ب«جهاد النكاح» فى سورية ب«العار على تونس»، ودعت إلى ضرورة معالجة ظاهرة تدفق «الجهاديين التونسيين» للقتال فى سورية بالحوار الآن قبل إستفحالها، وقالت: «إن أوضاع المرأة فى تونس بدأت تتردى، حيث تنامت الأخطار المحدقة بحقوقها التى إكتسبتها على مر السنين»، وأضافت «إن المخاطر التى تهدد مكاسب المرأة فى تونس مصدرها الدعاة الوهابيين الذين بدأوا يترددون على تونس، وبعض الشخصيات الحزبية التى أصبحت تروج لظواهر غريبة على المجتمع التونسى، منها تزويج القاصرات أو الأطفال، والزواج العرفى، وتعدد الزوجات». واعتبرت سلمى ان أخطر هذه الظواهر، ما يسمى ب«جهاد النكاح»، عملاً بفتوى الداعية محمد العريفي، حيث و«للأسف الشديد تم استقطاب تونسيات صغيرات وإرسالهن إلى سورية للجهاد بالنكاح من خلال الزواج لبضع ساعات مع الجهاديين هناك». يذكر ان تلك الفتوى لقيت صدى لها فى تونس، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عدداً من الفتيات التونسيات سافرن إلى سورية عن طريق شبكات تروّج ل«جهاد النكاح» فى تونس. وحذرت سلمى اللومى من تنامى ظاهرة تجنيد الشباب التونسى للقتال فى سورية، وقالت «نحن أمام ظاهرة مخيفة وخطر داهم وحقيقى يخطف شبابنا، لأن المسألة لم تُعالج من البداية، وبالتالى يتعين مضاعفة الجهود للكشف عن المسؤولين عن تجنيد الشباب التونسي، وإجراء حوار مع الشباب المغرر بهم لإثنائهم عن مشاريعهم القاتلة». وأعربت عن خشيتها من تأثير التطورات المرتبطة بالملف السورى على القضية المركزية للعرب، أى القضية الفلسطينية التى أشارت إلى أن الإهتمام بها تراجع كثيراً خلال العامين الماضين إرتباطاً بالحراك الشعبى الذى تعيشه بعض الدول العربية.