يحكي أن رجلا يسكن في منزل وبه جحر فيه عقرب.. وضع يده في الجحر فلدغته العقرب وتم علاجه وبعد فترة وجيزة نسي الأمر.. ووضع يده مرة أخري في الجحر فلدغته العقرب مرة أخري.. وتم علاجه.. إلا أنه عاد وكرر نفس الموقف.. وسأل حكيماً عن هذه الحكاية فقال له لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين... هذه الحكاية تنطبق علي الشعب المصري حاليا. هذا الشعب الذي نسي بسرعة كل الجرائم التي ارتكبها في حقه الفاسدون من أرباب الحزب الوطني ومن أعضاء الجماعات التي تستغل الدين مثل جماعة الإخوان ومن والاها من أحزاب الإرهاب والعنف. فالشعب المصري استبدل الحزب الوطني بالإخوان ومن والاهم وعندما اكتشف أن هؤلاء مجرمون ونصابون ثار عليهم وأطاح بهم.. فخرج أتباع الحزب الوطني علي الساحة مرة أخري وللأسف التف حولهم نفس الأشخاص الذين كانوا قد التفوا حول الإخوان.. مجموعات انتهازية تلتف حول من يجلس علي الكرسي مثل العنكبوت حتي أرباب السوابق من رجال النظام القديم عادوا الظهور دون كسوف أو خشية ويحظون بدعم من رجال الأعمال المتلونين بسرعة البرق.. حتي رجال الأمن عادوا مرة أخري للظهور وبكل بجاحة. فالشعب المصري أمامه خياران مران، إما لصوص الحزب الوطني أو لصوص الإخوان واتباعهم الآن لأنه لا يوجد بديل ثالث... فالشباب الذين كنا نعتقد أنهم الأمل لم يتعلموا الدرس وبقوا فرقا وشيعا وضربت بينهم الغيرة مثل غيرة النساء وأصبح الصراع الدائر الآن صراعاً بين من يزعمون أنهم ثوار يناير وثوار يونية.. وهذه الغيرة جعلت هذه الفرق لا تفرق بين مصلحة الدولة ومصلحتهم الشخصية.. وأصبح الكيد بينهم يمتد إلي التحالف مع جماعة الإخوان.. وتحول الأمر إلي تجارة، فنسوا أن المصريين كانوا يأملون فيهم أن يقودوا المسيرة بتحالفهم وتماسكهم لكنهم حملوا معهم أمراض الأجيال السابقة وهي الانتهازية والوصولية والبحث عن الربح السريع. نفس الأمر للأحزاب الجديدة التي لا نعرف عددها ولا نعرف تمويلها ولا نعرف حتي قياداتها التي تتلون وفق أهواء من يمولها.. حتي بعض الأحزاب التي تدعي أنها ليبرالية تتلقي تمويلا من منظمات ألمانية تحت زعم إنشاء شبكة لليبرالية العربية وهي المنظمات التابعة لأحزاب ألمانية تعتبر ما حدث يوم 30 يونية و3 يولية انقلابا وليس ثورة ونسوا موقف الحكومة الألمانية المشين من ثورة شعب ضد النصب باسم الدين والأحزاب الدينية تتنافس علي جمع التبرعات من رجال الأعمال في الداخل والخارج تحت دعوي أعمال الخير تارة ومواجهة التشيع أو التبشير تارة أخري وهي أموال تضخ بالملايين ولا نعرف أين تصرف هذه الأموال؟ فالمصريون أصبحوا بين فكي رحي أمام الفاسدين من العهد السابق والأسبق أو الفاسدين الجدد. وأصبحنا مثل الرجل الذي يضع يده في الجحر فتلدغه العقرب وسرعان ما ينسي فيضعها ثانيا وثالثا ولا يتعظ. فالكل أصبح يراهن علي أن ذاكرة المصريين ضعيفة مثل ذاكرة السمكة ويقومون بنفس الأدوار التي كان يقومون بها مستندين لهذه القاعدة.. وهو ما تحاول أن تلعبه اليوم بعض الأطراف حتي جماعة الإخوان تحاول أن تعيد ما كانت تقوم به أيام مبارك بخلق كيانات موازية وإثارة الفوضي.. ونفس ما قامت به بعد ثورة يناير في جمعة الغضب وفي أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من أحداث ويساعدها بعض الشباب أكلت الغيرة قلبه. والمصريون البسطاء وهم الأغلبية مطالبون بأن يثبتوا لهؤلاء أنهم ليسوا هذا الرجل وأن ذاكرتهم حديدية والبداية هي الخروج بكل قوة للاستفتاء علي الدستور اخرج وقل لهؤلاء إننا لا ننسي ولا نصغي لمن يحاول أن يشكك في ديني أو وطني أو شخصي والمرحلة الثانية هي الانتخابات البرلمانية، فالمصريون مطالبون أيضا فيها بالقصاص من جماعات الفساد التي حكمت علينا بالفقر والمرض سنوات طويلة تارة باسم الحزب الوطني وتارة باسم جماعة ألصقت نفسها بالإسلام كذبا ورياء.