في الساعة السابعة وست دقائق مساء يوم 19 مارس 2013، تصاعد الدخان الأبيض بكثافة من مدخنة الكابيلا السيستينا بالفتيكان إيذانا بانتخاب الكرادلة بابا جديدا. في الاقتراع الخامس تم انتخاب الكردينال خورخيه ماريو بيرغوليو، ليصبح الخليفة ال265 لبطرس، متخذا اسم فرنسيس، ليصبح الزعيم الجديد للكنيسة الكاثوليكية وأول بابا غير أوروبي منذ حوالي 1300 عام وأول بابا من الأمريكيتين في التاريخ وفي الساعة الثامنة والدقيقة الثانية عشرة أعلن الكردينال جان لويس توران هذا النبأ من الشرفة التي تعرف باسم شرفة منح البركة، خلفا لبنديكتوس السادس عشر الذي تنحى برغبته عن منصبه . مولده: ولد في بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين يوم في 17 ديسمبر عام 1936، باسم خورخيه ماريو بيرغوليو من أب ايطالي، ودرس في المرحلة الابتدائية في مدرسة للآباء الساليزيان، والمرحلة الإعدادية كانت مدرسته متخصصة في التقنيات الكيميائية، وتابع دراسته الجامعية حاصلًا على درجة الماجستير في الكيمياء في جامعة بوينس آيرس وعمل لمدة ثلاث سنوات في إحدى المختبرات الأرجنتينية. دخوله الرهبنة: ودخل الرهبنة اليسوعية في عمر عاما22، كما درس العلوم الإنسانية، ونال إجازة في الفلسفة ثم درس اللاهوت، وتبوأ منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس في عام 1998 ثم رقاه البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفتيكان، سنة 2001 إلى رتبة كاردينال. تسامحه ومواقفه من الشذوذ والإجهاض: اشتهر فرنسيس بمواقفه الصارمة تجاه الشذوذ الجنسي ورفضه القاطع له ورفض زواج مثلي الجنس وعمليات الإجهاض والعديد من الجرائم النكراء، واستنكر تسامح المجتمع مع الاعتداء على الأطفال ونبذ كبار السن، وعاقب البابا أحد الأساقفة، ويدعي "فرانزبيتر تيبارتز فان ايلست"، لإنفاقه 31 مليون يورور على مقر إقامته وحكم عليه بمغادرة أبرشية ليمبورج التي يرعاها بعد إجراء تحقيق معه ولن يحدد ميعاد لعودته إليه. نبذه للطائفية: دعا فرنسيس بشكل دائم إلى نشر السلام في سوريافلسطين وجميع أنحاء العالم والصلاة من أجل سوريا، والتقى في العديد من المرات بالأئمة المسلمين داعيا إلى إزالة حواجز الريبة بين المسلمين والمسيحيين والازدراء وحثهم على الاحترام المتبادل. من علامات تواضعه: ظهرت بعض التصرفات للبابا أظهرت تواضعه منها غسله لأقدام بعض الشبان المسجونين في سجون روما في عيد الفصح وكان من بين السجناء فتاة مسلمة من صربيا، كأمر اعتاد أن يفعله كل عام مع البسطاء. ترحيب رجال دين مسلمين بانتخاب البابا فرانسيس: بعد انتخاب البابا، رحب رجال الدين المسلمين في الأرجنتين بخبر انتخابه، وقالوا في بيان أنه "أظهر نفسه دائمًا كصديق للمجتمع الإسلامي"، وأنه شخص يقف موقف "الداعم للحوار. وكان البابا خلال رئاسته أساقفة بيونس آيرس زار مسجد ومدرسة إسلامية في المدينة، ودعا إلى تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام. وقال عنه سومر النوفري، الأمين العام للمركز الإسلامي في الأرجنتين إن الإجراءات التي اتخذها البابا في الماضي جعل من خبر انتخابه سبب "فرح في المجتمع الإسلامي في الأرجنتين، وتوقع تعزيز الحوار بين الأديان"؛ وقال أيضًا أنه خلال عقد من الزمان ساهم البابا مساهمة فعالة في الحوار بين المسيحيين والمسلمين، وأنه "ترك تأثيرًا كبيرًا في تاريخ العلاقات بين الأديان الموحدة". اختياره شخصية العام: وأخيرا اختارته مجلة ال ''تايم الأمريكية" ليكون الشخصية الأكثر تأثيرا في عام 2013 بعد تنصيبه بحوالي 9 أشهر لتضع صورته على غلافها فى العدد الذى سيصدر يوم 23 ديسمبر المقبل. وأعلنت المجلة أن سبب الاختيار كان لتركيز الفاتيكان على الرحمة، حيث أصبح زعيم الكنيسة الكاثوليكية صوتا جديدا للضمير العالمى، وتوضح مديرة التحرير للمجلة نانسي جيبس أن اختيار فرانسيس فى هذا الوقت لشخصية العام 2013 جاء بعد تولى البابا فرانسيس منصبه فى الفاتيكان واستطاعته أن يكون رمزا للتواضع؛ بسبب قدرته الهائلة فى زرع الحب والطمأنينة داخل الأطفال والكبار.