رغم المجازر التي كانت ترتكب يوميا طوال عام 2013 بحق الشعب السوري وعلي رأسها "مجزرة الغوطة" والتي اتهم فيها النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ، نجح الرئيس السوري بشار الأسد في البقاء في سدة الحكم وبذلك يمكن إيجاز تقرير حصاد سوريا للعام 2013 بعنوان "ما أشبه البارحة بالأمس"..وفيما يلي أهم وأبرز الأحداث التي شهدتها سوريا هذا العام: مجزرة الغوطة الهجوم الكيميائي على الغوطة هي مجزرة وقعت في الغوطة شرقي دمشق يوم الأربعاء 21 أغسطس 2013 وراح ضحيتها المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب. حدث الهجوم بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى دمشق. وقد تبادل كل من النظام والمعارضة المسلحة الاتهامات بالمسئولية عن هذه المجزرة، كما طالبت قوى عربية وغربية بالتحقيق في الحادث بمعرفة مجلس الأمن الدولي. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود في 24 أغسطس أن 355 شخصا قد قتلوا نتيجة تسمم عصبي من بين حوالي 3600 حالة تم نقلها إلى المستشفيات. وبينما قالت المعارضة إن عدد القتلى ارتفع الى 1466 في حين ذكر تقرير للمخابرات الأميركية أن 1429 شخصا قد قتلوا، لكن النظام السوري كالمعتاد وصف التقرير ب"الادعاءات الكاذبة". ضرب سوريا على أثر الهجوم الكيميائي في الغوطة، قرعت الولاياتالمتحدةالأمريكية طبول الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا بالتحديد يوم الإثنين 26 أغسطس بسبب استخدام الأسد للكيماوي, وكثرت التصريحات الأمريكيةالغربية بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا, بل أن وسائل الإعلام الأمريكية حددت مساء الخميس 29 أغسطس بداية متوقعة لهذه الضربة . وأعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجيل الجاهزية التامة لقواته لتنفيذ ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا, ولكن الرئيس الأمريكي أوباما ترك الكرة في ملعب, (الكونجرس) وطلب قراره في توجيه هذه الضربة . واعتبر قرار الرئيس الأمريكي مفاجئة لأنه بمثابة تراجع عن قرار الحرب , بعد مفاجئة سابقة بخروج بريطانيا – الحليف الأقوى لأمريكا – من تحالف ضرب سوريا, نظرا لمعارضة مجلس العموم البريطاني توجيه مثل هذه الضربة. وكان عدم توجية الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا بالتأكيد في صالح بشار وحلفائه. واكتفت أمريكا بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد كل الأسلحة الكيماوية للمجتمع الدولي. المعارضة السورية واعتبرت المعارضة السورية عدم توجيه ضربة عسكرية ضد الأسد تخلياً عن الثورة السورية والثوار, ولم يكتفي المجتمع الدولي بعدم توجيه ضربة عسكرية بل قامت الولاياتالمتحدة بتعليق مساعداتها غير العسكرية التي تقدّمها للمعارضة السورية بعدما سيطر مقاتلو ما يُعرف بالجبهة الإسلامية على المقرّ الرئيسي والمخازن التابعة للجيش الحر في إدلب شمال سورية. وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية في تركيا "تي جي جربيشا" إن بلاده أوقفت مد المعارضة بالمساعدات غير القتالية في شمال سورية نتيجة الوضع الحالي وهو ما اعتبرته المعارضة السورية قرار" متسرع وخاطيء". وحذر رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية أحمد الجربا من كارثة تهدد العالم العربي وصفها بأنها ماساة ملهاة تتمثل في اصرار النظام السوري على إزكاء نار الفتنة بين الشعب السوري والزج بحزب الله في الصراع ليذبح السوريين بحجة الثأر. ووصف الجربا، بعد مرور ألف يوم على الثورة السورية، وصف الأوضاع فى بلاده بأنها اصبحت غير محتملة ووصفها بأنها "لا تطاق والمجازر اصبحت خبزا يوميا" مجازر الأسد طوال العام وخلال 2013 قال الائتلاف السوري المعارض إنه وثق 20 "مجزرة" نفذها نظام بشار الأسد، على مدار الإشهر الماضية وأسفرت عن مقتل ألفين و885 شخصًا، بحسب إحصاءاته. وأوضح بيان صادر عن حملة "بدون الأسد" التي أطلقها الائتلاف مؤخرا أن “من بين القتلى أكثر من 200 طفل و120 امرأة” حصيلة هذه الجرائم التي ارتكبت على مدار 20 شهرًا، وكان السلاح المستخدم فيها الساطور والسكين”. وندد البيان ب "قسوة هذه الجرائم"، مضيفا أن "الأطفال يشاهدون آباءهم وأمهاتهم يذبحون أمامهم، وينتظرون دورهم بالذبح دون أمل بالنجاة". الخليج وسوريا لم يتغير موقف الخليج من الأزمة السورية خلال 2013، حيث مازالت دول الخليج متمسكة بأنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا السياسي وهو ما أعلنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في البيان الختامي للقمة الخليجية ال34 بالكويت التي انعقدت في ديسمبر،والتي أصرت علي ضرورة المشاركة في مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية. مؤتمر جنيف 2 ويرى الكثيرون أن مؤتمر (جنيف 2) بارقة الأمل لحل الأزمة السورية, فقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن مؤتمر (جنيف 2) سينعقد في 22 يناير المقبل، وذلك بعد سلسلة من التأجيلات نتيجة الخلاف بين النظام السوري والمعارضة حول وضع شروط مسبقة لمشاركة كل منهما، أهمها الخلاف على مصير الرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا، وصلاحيات الحكومة السورية الانتقالية المعتزم الاتفاق على تشكيلها خلال المؤتمر. ومن المتوقع أن يعقد مؤتمر جنيف -2 لتسوية الأزمة السورية عبر الحوار السياسي في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، رغم أن شروط عقد المؤتمر لم تحدد بعد، إلا أنه ليس من المتوقع حسم السؤال هل سيبقي الأسد أم سيرحل في أعقاب المؤتمر؟ هذا ما سيجيب عنه عام 2014 .