في الوقت الذي ينظر فيه العالم لرئيس جنوب إفريقيا الراحل "نيلسون مانديلا" على أنه أحد قادة السلام الذي عمل على كسر الحواجز بين القاهر والمقهور, يختص الفلسطينيون بعلاقة خاصة به وبنظرة محددة تختلف عن أنظار الجميع له. وأكدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن الفلسطينيون يعتبرون "مانديلا" بطل نجح في مناهضة النظام العنصري, وليس كقائد نجح في عبور حواجز اللغة والتاريخ من أجل أن يعم السلام، كما يتخذونه مثلاً أعلى في نضالهم ضد المعتدي الإسرائيلي بعد أن أصيبوا بالإحباط من فشل قادتهم في الوفاء بوعودعم للشعب الفلسطيني. في هذا الإطار, أكدت الصيفة على عدم ملائمة ظروف الأزمة الفلسطينية لاتباع خطوات "مانديلا" النضالية في كفاح الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل واختلاف النظام العنصري عن نظام الاحتلال، ونقلت الصحيفة عن أحد الفلسطينيين اعترافه بعد ملائمة تطبيق مبادئ "مانديلا" على القضية الفلسطينية في الوقت الذي تحظى فيه إسرائيل بالتأييد الدولي ومعضلة تقسيم الأرض بين الطرفين. وبينما ينظر الكثيرون إلى الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" ك"مانديلا" فلسطين, لا يظهر في الأفق الآن أي قائد فلسطيني يمكن أن يقود البلاد كما قاد "مانديلا" جنوب إفريقيا, الأمر الذي أرجعه البعض إلى خطأ الفلسطينيين وعدم رغبتهم في أي تعاون مع إسرائيل, وهو ما انعكس على القيادة الفلسطينية وعدم رغبتها في التعاون مع القيادة الإسرائيلية, رغم ما يظهر من انتهاكات إسرائيلية وعنصرية للفلسطينيين.