كان الخديو إسماعيل مولعا باللوحات الفنية وشغوفا بالصور الفوتوغرافية في زمن كان التصوير الفوتوغرافي نادرا وبدائيا. لذا تجد معظم قصوره مزينة بلوحات رائعة لكبار الفنانين العالميين، واستجلب من فرنسا وايطاليا واليونان مصورين بآلات تصويرهم لالتقاط الصور له ولأسرته في المناسبات الرسمية والحفلات الخاصة.. ومن مقتنيات الخديو إسماعيل نجد هذه الصورة النادرة التي أخذت في قصر عابدين سنة 1877 ونري فيها ابنته الأميرة فاطمة وشقيقها الأمير »فُقش« قصدي فؤاد »الملك فؤاد فيما بعد« يلفت النظر في الصورة البساطة مع الأناقة في الملابس والديكور فالأميرة ضفائرها مسترسلة وتنظر نظرات حالمة للمستقبل المجهول والأمير فؤاد يلبس طربوشا »وچاكيت« طويلا ويضع يده اليمني داخل البالطو ويتكئ بيده اليسري علي مائدة عليها كتاب شد انتباهه أو ربما كان يمثل أنه يقرأ فيه.. تزوجت الأميرة فاطمة من الأميرة محمد طوسون بن سعيد باشا ابن محمد علي ومن أشهر أبنائها الأمير عمر طوسون الذي اشتهر باهتمامه بالعلم والأدب وقد تبرعت الأميرة فاطمة بمجوهراتها وقطعة أرض من أملاكها بالجيزة لإقامة الجامعة المصرية »جامعة القاهرة« وتوفيت سنة 1920 أما الأمير فؤاد فكان في شبابه صعلوكا بتاع ملاهي وكازينوهات وقمار ومسخرة ثم شاءت الظروف أن يتولي حكم مصر باسم السلطان فؤاد سنة 1917 ولم يكن يحلم بذلك ثم صار ملكا حتي وفاته سنة 1936.. سبحان الله من كان يصدق أن هذا الطفل الذي في الصورة سيكون له هذا الشأن!