أعترف أنني أقف كثيراً أمام ظاهرة الجمعيات المدنية الجديدة.. كما أقف حائراً أمام بعض الحركات السياسية التي ظهرت علي سطح العمل السياسي، في السنوات الأخيرة.. وفيما يتعلق بالجمعيات المدنية الجديدة لا أعرف بالضبط.. هل هدفها هو الحصول علي دولارات أمريكا.. ويورو الدول الأوروبية.. أقول ذلك وقد زاد عددها- في الأعوام الثلاثة الأخيرة- عن 1000 جمعية.. وإذا كان بعضها له أهداف سياسية واضحة لدعم العمل الديمقراطي فإن أكثرها هدفها هو «الفلوس» وأعرف أشخاصاً كانوا يتشعلقون علي سلالم الأتوبيسات، ثم أصبحوا بفضل هذه الجمعيات وأموالها يمتلكون السيارات الحديثة.. وغيرها. ولكن ألا يلفت النظر تعدد هذه الجمعيات، وكثرتها.. ألم يفكر مصري وطني واحد في الاهداف الغربية غير النظيفة التي تقف وراء بعض هذه الجمعيات، ألم يسأل الواحد منهم نفسه أن هذه الجمعيات، أو بعضها علي الأقل - ينفذ المخطط الاستعماري الجديد الذي يستهدف مصر.. مستغلاً ما يجري في مصر من ثورات وأحداث.. أو بكل الوضوح يستغلون غياب مصر عن المنطقة منكفئة علي وجهها.. لتواجه الفساد الذي كان يضرب كل أمورها؟ أو ربما كان نظام الرئيس مبارك بالسماح لتعدد هذه الجمعيات كان يستهدف ايجاد فرص عمل لكثير من الشباب.. أي يسترزقوا من دولارات أمريكا.. وأموال أوروبا.. وبعض الطامعين فينا.. أي لسان حال نظام مبارك يقول إن هذا أفضل من أن يتاجر الشباب في المخدرات والبودرة، هنا نقول: حرام أن نترك الباب مفتوحاً هكذا دون رقابة ودون قانون فعال ودون نظام يحمي المجتمع المصري.. من المخطط الاستعماري الجديد. ثم بعض الحركات التي بدأت وطنية شدت الشباب والكبار.. وساهمت في إثراء الحركة الوطنية، ثم انحرفت بعض هذه الحركات وابتعدت عن الطريق الصحيح.. بعد أن قفزت عليها بعض الدول الطامعة في اللعب في مصر والمصريين.. ورأينا بعض من قادوا هذه الحركات وقد جذبتهم أموال الغرب والشرق يقبضون أموال الخارج.. ويتدربون في دول البلقان وفي كرواتيا بالذات.. وانقلبوا علي مبادئهم التي نادوا بها.. وأصبحوا أدوات في يد الغرب.. وفي أيدي الممولين.. وتحولوا إلي.. الطريق الآخر.. ومنهم من انضم للإخوان وحلمهم الكبير. وفي رأيي أن مثل هؤلاء وهؤلاء هم الطابور الخامس الذي يحاول اختراق الثورة المصرية ناصعة البياض.. فينفذوا أحلام الغرب.. ومخططات الإخوان.. حتي ولو ضربوا مصر في الصميم. وهم علي بك خنفس الذي خان أحمد عرابي وثورته وكشف للإنجليز نقاط الضعف في الجيش المصري وبالذات ضد البكباشي محمد عبيد بطل الجيش المصري في معركة التل الكبير.. وقبض خنفس الثمن!! وهم أيضاً علي غرار حسن بن مرعي أحد مشايخ العربان في البحيرة الذي لجأ إليه البطل المصري طومان باي - وكان صديقاً له - وسلمه إلي عدوه السلطان سليم الأول العثماني الذي فتح مصر وقضي علي استقلالها أربعة قرون.. أوهم مثل الذين خانوا سلطان مصر قنصوة الغوري وفي مقدمتهم خاير بك وجان بردي الغزالي قادة ميمنة ومسيرة الجيش المصري- وكان في القلب السلطان الغوري - وكان ذلك في معركة مرج دابق 1516.. وبسبب هذه الخيانة انتصر سليم الاول علي الغوري.. واستولي علي الشام وفلسطين وتقدم لغزو مصر نفسها. بل هم مثل محمد باشا شعراوي رئيس مجلس النواب المصري الذي بدأ وطنيا - مثلهم - وكان من كبار الداعمين للثورة العرابية ثم سرعان ما انقلب علي الثورة، وتحول من معسكر الثوار إلي معسكر الخونة.. فكافأه الانجليز ومنحوه لقب «سير»!! ومنحه الخديو توفيق الأموال والابعديات والاراضي مكافأة علي خيانته هذه. والمطلوب الآن كشف حقيقة هذه الجمعيات.. وكشف حقيقة بعض الحركات - وفي مقدمتها حركة 6 ابريل - لنعرف كيف بدأت وكيف تحولت.. حتي أصبحت تنفذ المخططات الاستعمارية الجديدة.. ضد مصر وضد كل المصريين. تعالوا نحاسب كل هؤلاء.. لننقذ الثورة المصرية الحقيقية من هؤلاء وأمثالهم.. وهم دائماً موجودون في كل الثورات.