يمر اليوم عام علي رحيل أحد الأفذاذ في تاريخ الموسيقي العربية وهو الموسيقار الراحل عمار الشريعي الذي تفوق علي نفسه علي مدي ما يقرب من أربعين عاما في تقديم أرقي الألحان والموسيقي التصويرية ، تخرج عمار الشريعي في كلية الآداب 1970 وكانت الموسيقي تجري في دمه، كانت بدايته عازف أورج في فرقة صلاح عرام الموسيقية ورغم أنه كان كفيفا فإنه استطاع إثبات وجوده في تلك الفترة كعازف ماهر جدا ولكن كانت بدايته الحقيقية في عالم التلحين في أغنية «أقوي من الزمان» لشادية عام 1978، ليضع اسمه بين صفوف كبار الملحنين. تعددت ألحانه بعد ذلك للعديد من نجوم ونجمات الغناء منها: «أكتر من روحي بحبك» للطيفة و«امسكوا الخشب» لمها صبري و«عربية يا أرض فلسطين» لآمال ماهر. كما قدم عشرات الألحان الرائعة لمحمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو وأنغام كما وضع عمار الشريعي ألحان العديد من الأوبريتات في احتفالات أكتوبر علي مدار سنوات طويلة. ووضع عمار الشريعي الموسيقي التصويرية للعديد من روائع المسلسلات الدرامية، مثل: «رأفت الهجان - دموع في عيون وقحة - زينب والعرش - أبنائي الأعزاء شكرا - دموع صاحبة الجلالة - أم كلثوم - العندليب - حكاية شعب - صيام صيام - أميرة في عابدين» وغيرها. كما وضع الموسيقي التصويرية لعدد كبير من الأفلام منها: «الشك يا حبيبي - عصفور الشرق - الصبر في الملاحات - كل هذا الحب - أحلام هند وكاميليا - كراكون في الشارع - العرضحالجي - أبناء وقتلة - أغاني فيلم البريء». قدم عمار الشريعي أحد أشهر البرامج الإذاعية في مجال الموسيقي وهو برنامج «غواص في بحر النغم» وارتبط باسمه لسنوات طويلة. يذكر للموسيقار الراحل موقفه المؤيد للشوارع في 25 يناير وخرج علي شاشة التليفزيون متأثرا تماما وأدي انفعاله بالثورة لحدوث تدهور شديد في حالته الصحية. حصل الموسيقار الراحل علي العديد من الجوائز والأوسمة من الصعب حصرها وذلك لمكانته الموسيقية والفنية الكبيرة جعلته في مصاف العمالقة. رحم الله عمار الشريعي الذي رحل عن دنيا يوم 7 ديسمبر 2012.