استمع له الملايين عبر أثير إذاعه البرنامج العام المصرية من خلال برنامجه الشهير «غواص فى بحر النغم» الذى بدأ فى تقديمه عام 1988، واستمر فى تقديمه لسنوات كمحلل لما قدمه ويقدمه الفنانين المصريين والعرب من ابداعات فى مجال الموسيقى، أسهم من خلاله فى تبسيط علوم الموسيقى التى درسها بشكل مكثف وبمجهوده الذاتى بعد حصوله على ليسانس الاداب قسم اللغه الإنجليزيه عام 1970، من منا لا يتذكر الصوت الرخيم الذى استقر فى اذان مستمعيه منتصف ليل الاحد من كل اسبوع، ومن لم يعايش هذه التجربه شاهده فى فتره اقرب عبر برنامجه الاشهر وربما الوحيد فى نوعيته «سهرة شريعى» الذى قدمه عبر قناه دريم الفضائيه. هو العملاق الراحل عمار الشريعى عازف الاوكورديون والبيانو والمحلل والناقد الموسيقى، وواحد من ابرز من وضعوا الموسيقى التصويريه للعديم من الافلام والمسلسلات فضلا عن تترات مقدمتها ونهايتها، لتمتزج الحانه التى تتميز بجمله موسيقيه لا تخطئها اى اذن بصوت عشرات من المطربين المصريين ممن اعتبروا ان العمل معه هو اضافه لتاريخهم على الرغم من ثقل وقع اسمائهم فى نفوس محبى الطرب الشرقى. من منا لا يتذكر أشهر ميدلى ضم المقدمات الموسيقيه لإغانى كوكب الشرق أم كلثوم، والذى استخدم كتترى البدايه والنهايه فى المسلسل الذى تناول تفاصيل حياة «الست» كما يحلو لمحبيها تسميتها، من منا لا يتذكر تترات مسلسلات «أبنائى الاعزاء شكرا»، و«دموع فى عيون وقحه»، و«الشهد والدموع»، و«رأفت الهجان»، و«عصفور النار»، و«أربيسك». من منا لا يتذكر موسيقى أفلام «كراكون فى الشارع»، و«كتيبه الإعدام»، و«أحلام هند وكاميليا»، و«البرئ»، لو نسينا لوهلة أن «عمار» قدم هذا كله واكثر، لو نسى البعض ممن لم يعاصروه اسمه او ما قدمه، لن ننسى او ننكر ان هذه الاعمال اثرت فينا ونحن نشاهد هذا الفيلم او نستمع لهذه الاغنيه او حتى نعيش حاله نفسيه بعد سماع اغنيه شكل هو معالمها. رحل الرجل الذى راى الموسيقى على الرغم من اعاقته كما لم نرها نحن، واسمعنا الموسيقى بالشكل الذى لم نسمعه من قبل، رحل من حمل صوته عير اثير الإذاعه ابتسامه وصلت لمسامع الجميع، رحل من لعبت اصابعه برقه على اصابع وازار الاوكورديون وعلى ازارى لوحه مفاتيح حاسبه الذى صنع عليه موسيقاه الخاصه، رحلت الجمله الموسيقيه التى ضمن خبره الهاوى والدارس والمدرس، رحل الاستاذ وسط الاحداث التى تشكل مصر الحديثه، رحل ولم يجعلنا الحزن على الدماء المراقه فى شوارع مصر ان نحزن عليه كما يجب، وداعا عمار وستبقى موسيقاك لترد علينا السلام كلما تذكرناك.