أصدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد الكتاب التاسع من سلسلة الثقافة الشعبية بعنوان "الحكايات الشعبية فى أسيوط" جمع ودراسة للباحثة أسماء عبدالرحمن. حيث يحتوى الكتاب على الحكايات الشعبية فى محافظة أسيوط تم جمعها من قرى محافظة أسيوط؛ ولما كان مجتمع أسيوط مجتمعًا متعدد التكوينات الاجتماعية والثقافية وتختلف كثيرًا صور هذه المجتمعات ما بين شرق النيل وغربه وشمال أسيوط وجنوبها هذا التنوع الذى يتخذ أشكالًا اجتماعية وثقافية ولغوية وجدت الباحثة نفسها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجتمع "أبنوب" لمعرفتها به معرفة جيدة. وقد اختارت الحكاية الشعبية فى أبنوب موضوعًا لكتابها ذلك لأن أبنوب تحتل مكانة متميزة بين مراكز محافظة أسيوط باعتبارها مركزًا يضرب بعمق فى جذور التاريخ فثمة آثار فرعونية، وتاريخية، ودينية يحفل بها مركز أبنوب، حيث توافدت إليها جنسيات متعددة من عرب، وأتراك، ومماليك مما يؤدى إلى تنوع الحكايات الشعبية فى هذا الكتاب. وتصنف الباحثة الحكايات الشعبية مثل حكايات الشطار والعيارين وحكايات الألغاز وحكايات الجن والملائكة وغيرها من الحكايات الشعبية، وتتحدث عن بناء الحكاية من حيث شكلها ومحاورها وتطور الأحداث، بالإضافة إلى الأسطورة من حيث الزمان والمكان والكائنات الأسطورية، وجماليات الحكاية وعناصر الإيقاع واللغة واللهجة فى الحكاية . وقالت الباحثة بأنها يحزنها عدم اهتمام جامعات الصعيد بالادب الشعبى والذى يعد تراثا قوميا ويمثل جزء من امن مصر القومى لما يحوى من خبرات وتجارب ورصد لتاريخ الامة بكل مافيه حتى ان اسرائيل عندما احتلت سيناء كانت اولى خطواتها هو انشاء مرصد لجمع التراث البدوى مقره اسرائيل ليكون الطريق الذى يفتح لهم عالم البدو المغلق حتى يمكن السيطرة عليهم واشارت الباحثة الى أنها أول امرأة صعيدية تخترق هذا التخصص الذى يواجه العديد من الصعوبات لما يتطلبه من عمل ميدانى بالاضافة الى شبكة علاقات مختلفة حيث قامت بجمع الحكى الشعبى من الشباب والكبار والرجال والنساء ليعد اول محمية طبيعية للحكايات الشعبية فى الصعيد. وقالت "إنها تعجب لما يحدث من فتنة طائفية فى هذه الأيام حيث أكدت الباحثة أنها رصدت من خلال رسالتها أن المسلمين والمسيحيين لم يختلفا فى العقائد الدينية والقيم الثابته فكلاهما لديه الايمان بالثواب والعقاب والاخرة والجزاء واحترام الدين وكلاهما كان يبدأ حكايته بقوله (صلى على النبى ) وحذرت الباحثة من تعرض هذا التراث للاندثار لتعرض الكثيرين من الرواة اما لضعف الذاكرة او الموت مشيرة الى ان عمداء الأدب الشعبى فى مصر الدكتور احمد مرسى والدكتور شمس الدين الحجاجى طالبا بضرورة تبنى جامعة أسيوط لمركز لجمع التراث الشعبى باعتبارها منارة الصعيد ولكن للاسف لم يرى النور حتى الآن".