فى مثل هذا اليوم 4 ديسمبرعام 1954 أصدرت "محكمة الشعب" برئاسة جمال سالم و عضوية حسين الشافعى و أنور السادات حكمها الصادر بحق عناصر تنظيم الإخوان الذين تورطوا فى اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإسكندرية فى نفس العام, فيما بات يعرف ب "حادثة المنشية". و عقب هذه المحاولة الفاشلة لتنظيم الإخوان لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, بدأت السلطات فى 9 نوفمبر 1954 حملة اعتقالات موسعة داخل صفوف الإخوان, حيث تم القبض على العديد منهم، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن بدأت من عشر سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة, إلا أن سبعة من أعضاء التنظيم البارزين صدرت فى حقهم أحكاماً بالإعدام وهم: محمود عبد اللطيف ويوسف طلعت وإبراهيم الطيب و هنداوى دويرو محمد فرغلى وعبد القادر عودة وحسن الهضيبى . إلا أن الهضيبى خفف الحكم عليه من المؤبد إلى الاشغال الشاقة المؤبدة, فى حين كان من بين المقبوض عليهم محمد مهدى عاكف - المرشد السابق للجماعة - الذى كان من بين من حكم عليهم بالمؤبد, لكنه خرج عام 1974 فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن قضى عشرين عاماً فى السجون. يرجع الصدام بين تنظيم الإخوان و الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد أن أنشأ عبد الناصر "هيئة التحرير", والتى أرادها بديلاً عن تنظيم الإخوان الذى استشعر عبد الناصر حينها أن ثمة رغبة من القوى الاستعمارية تسعى لتطويق الإقليم بحملة استعمارية من نوع جديد, و ذلك من خلال حلف عسكرى يأخذ من الدين ستاراً للوصول إلى مآرب خاصة تخدم أهداف القوى الاستعمارية بالأساس. فبعد إنشاء عبد الناصر ل "هيئة التحرير" ذهب مرشد الإخوان للقاء جمال عبد الناصر لكى يبدى له استياءه من إنشاء "هيئة التحرير", و تسائل: ما هى الحاجة لإنشاء مثل هذه الهيئة طالما جماعة الإخوان ما زالت قائمة؟ وقد اضطر الهضيبى بعد إصرار جمال عبد الناصر على بقاء "هيئة التحرير" إلى توزيع بياناً إلى كل شُعب الجماعة بجميع أنحاء الجمهورية, هاجم فيه "هيئة التحرير" و قال فيه: أن كل من ينضم إلى "هيئة التحرير" يعد مفصولاً من الجماعة. و عقب هذا البيان مباشرة بدأت عناصر الإخوان هجوماً حاداً على "هيئة التحرير", تطور هذا الهجوم ليصل إلى حد استخدام السلاح و القنابل و حرق سيارات أعضاء الهيئة, مما أدى إلى نشوب حالة توتر بين التنظيم و السلطة فى ذلك الوقت, مما أضطر الرئيس جمال عبد الناصر الى تقديم أول محموعة من قيادات الاخوان للمحاكمة, ووصل الأمر إلى منع سعيد رمضان – زوج ابنة حسن البنا – و خمسة من أعضاء الجماعة من السفر الى سوريا لتجييش أتباعهم فى سوريا و السودان و الاردن و العراق ضد الرئيس جمال عبد الناصر. و فى نقطة فاصلة وصلت حدة الصدام بين الإخوان و ثورة 23 يوليو إلى نقطة اللا عودة, و ذلك بعد أن قرر الإخوان اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى 26 أكتوبر 1926.