سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 59 عامًا من التخفي السياسي تحت ستار "الدين".. الإخوان محظورة للمرة الثانية "محكمة الشعب" قضت في المرة الأولى بحظر الجماعة بعد محاولة اغتيال عبد الناصر
أعوام من التكفير والإرهاب، لم تدخر جهدا للوصول إلى أهدافها، حتى الدين لم يسلم منها، فقد استخدمته ستارا ولعبا على مشاعر الشعب المتدين بطبعه، إلا أن وصلت إلى أقصى أمانيها "الحكم" على حساب ضحايا لم يكن همهم سوى "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" للشعب الكريم. "الإخوان المسلمون" نالت حكما أثلج صدر الشعب الذي ثار على رئيسها محمد مرسي في 30 يوليو.. فقد حكمت محكمة عابدين بحظر أنشطة تنظيم الإخوان في مصر، وأي مؤسسة متفرعة منها أو تابعة إليها أو منشأة بأموالها أو تتلقى منها دعما ماليا أو أي نوع من أنواع الدعم، وكذلك الجمعيات التي تتلقى التبرعات، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة أو الجمعية أو التنظيم، وقضت المحكمة أيضًا بالتحفظ على جميع أموال الجماعة العقارية والسائلة والمنقولة، سواء أكانت مملوكة أو مؤجرة لها، وكذلك كافة العقارات والمنقولات والأموال المملوكة للأشخاص المنتمين إليها لإداراتها، بما يتفق مع الغرض من إنشائها وطبقا لقوانين الدولة المصرية، على أن يتم تشكيل لجنة مستقلة من مجلس الوزراء لإدارة الأموال والعقارات والمنقولات المتحفظ عليها ماليا وإداريا وقانونيا، لحين صدور أحكام قضائية باتة بشأن ما نسب للجماعة وأعضائها من اتهامات جنائية متعلقة بالأمن القومي وتكدير الأمن والسلم العام. لم يكن حكم اليوم بحظر الجماعة هو الأول منذ نشأتها، ففي 14 ديسمبرعام 1954، أصدرت "محكمة الشعب" التي اتسمت بالطابع العسكري قرارًا بحظر جماعة الإخوان المسلمين، تحت رئاسة "جمال سالم"، بعد محاولة عدد من المنتمين إلى الجماعة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 في ميدان المنشية بالإسكندرية، ما أدى إلى إصابة بعض الحضور من بينهم وزير سوداني، واعتبرت هذه قضية الإخوان الأولى. وقضت المحكمة خلالها بحبس العديد من عناصر الإخوان المسلمين، تراوحت أحكامهم بين عشر سنوات والسجن المؤبد، كما حكمت بالإعدام لعديد من قيادات بالإخوان بعد اكتشاف عبد الناصر مؤامرتهم لاغتياله، منهم "عبد القادر عودة"، والشيخ "محمد فرغلي" ويوسف طلعت، وحسن الهضيبي، الذي خفف عنه الحكم بالسجن المؤبد، لكنه خرج بعد 20 عامًا في عهد السادات. لم تُوقف الجماعة عملها، وأصرت على المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية تحت مسمى العمل الدعوي، وظلت طوال 59 عامًا، هو التاريخ الفاصل بين الحظر الأول للجماعة، والحظر الثاني الذي صدر اليوم، تواصل عملها السياسي، دفعت الثمن خلالها بحملة اعتقالات ومحاكمات عسكرية بل وإعدام لقيادات فكرية للجماعة منهم "سيد قطب" المنظر الفكري لجماعة الإخوان المسلمين، خلال قضايا تتهم بإعادة إحياء تنظيم تم حظره.