نحن نصفق لكل يد تبني في سيناء، وتضيف جديداً يحتاجه السيناوية.. فما أبشع ما تعرضت له سيناء من اهمال ونسيان وهو ما ساهم في ثورة أبناء سيناء احتجاجاً. ولقد بح صوتي وأنا أنادي وأكتب وأتحدث في التليفزيون علي أهمية تعويض أبناء سيناء عما عانوه سنوات طويلة.. وإذا كان أبناء سيناء لم يجدوا التعليم الجامعي الكافي في الماضي.. فان هناك جامعتين قامتا بجهد خرافي ورائد للقضاء علي أمية التعليم الجامعي هناك.. الأولي قامت بجهد شخصي لفدائي من دلتا مصر هو الدكتور حسن راتب الذي أنشأ جامعة سيناء بفرعين أساسيين الأول في العريش والثاني في القنطرة شرق، وهي جامعة رائدة بكل المقاييس. والجامعة الأخري هي جامعة قناة السويس التي لن تنسي جهود الأساتذة العظام الذين أنشأوها وجعلوها تقف شامخة بين الجامعات الحكومية، وفي مقدمتهم الدكتور عبدالمجيد عثمان عالم الكيمياء الشهير.. والدكتور أحمد دويدار خليفته في إدارة هذه الجامعة.. وأيضاً الدكتور خضير.. وبفضل هذا الجيل الرائد انتشرت كليات جامعة قناة السويس في بورسعيد والإسماعيلية التي أصبحت مقراً لهذه الجامعة.. التي تضم 18 كلية متنوعة تلبي احتياجات أبناء الاقليم.. وأيضاً أبناء سيناء.. ولقد زرت مقر الجامعة أيام رؤساء الجامعة الثلاثة الرواد عدة مرات. وكثيراً ما تساءلت: أين نصيب شبه جزيرة سيناء التي تصل مساحتها إلي 61 ألف كيلو متر مربع، أي تزيد علي مساحة الدلتا ثلاث مرات بالتمام والكمال. وبحكم انني دمياطي الهوية وسيناوي الهوي- تحت المظلة الأعلي وهي مظلة «المصرية» كثيراً ما فتحت هذا الملف مع كل محافظي شمال سيناء بداية من الراحل الكبير اللواء منير شاش الذي مازال السيناوية يتذكرونه لأعماله العظيمة وكل من جاء بعده. ومرة- منذ سنوات- مررت في العريش بمنطقة فيها عدة مبان ومنشآت وملاعب رياضية.. ولكن لا حياة فيها ولا بشر.. فقيل لي انها القرية الرياضية.. وتعجبت.. ولم أسكت.. وكنت أحلم بأن أراها يوماً تعج بالحياة. وجاءت جامعة قناة السويس لتنشئ كلية للتربية الرياضية في مدينة العريش- لتساهم في تطوير المنطقة كلها- وبحثت عن مكان ملائم ليصبح مقراً للكلية الوليدة.. ووافق وزير التربية والتعليم السابق علي أن تستفيد هذه الكلية من القرية الرياضية هذه.. وتحويلها إلي كلية مثالية للتربية الرياضية. وتم فتح الكلية.. وتم تعيين 73 عضواً بهيئة التدريس بها.. وفتحت الكلية أبوابها- وبها الآن- دفعتان من الطلبة والطالبات، كل دفعة تضم 500 طالب.. بالاضافة إلي دارسي الدراسات العليا.. ولكن ليس كل ما يحلم به المرء يدركه. إذ جاء وزير التربية والتعليم الحالي، الدكتور محمود أبوالنصر، وأصدر حكماً بالإعدام علي هذه الكلية الوليدة.. عندما أصدر قراراً بطرد الكلية من القرية الرياضية.. وأعطاهم مهلة لتنفيذ قرار الطرد خلال شهر واحد.. ومتي؟ بينما الدراسة ماضية في الكلية! بالذمة ده كلام يادكتور أبوالنصر!. واتصل الدكتور نادر شلبي عميد الكلية بمحافظ شمال سيناء.. كما اتصل بالأهالي ليتحركوا لإقناع الوزير بالرجوع عن قراره بإعدام الكلية الوليدة. فهل يريد الوزير عودة الغربان والخفافيش لتسكن في القرية الرياضية.. نقول ذلك وأمامنا عدة أمثلة لتنازل الحكومة.. للحكومة عن مبان مماثلة.. والعملية كلها حكومة في حكومة. فها هي جامعة حلوان نفسها قامت وأنشئت علي مباني وزارة التربية والتعليم بمدينة حلوان.. وهذا محافظ أسوان الذي تنازل عن المستشفي الأميري لصالح كلية الطب بأسوان لأن كل هذه في النهاية ممتلكات الحكومة. هل نطالب بنقل تبعية الكلية إلي وزارة التعليم العالي لنبعدها عن سلطة وزارة التربية والتعليم.. أم نطالب بتحكيم دولي للفصل في هذه القضية.. ولماذا هذا التعنت من الوزير الحالي الذي أعرف انه يحاول عمل الكثير.. إلا في سيناء.. ولماذا يقف أمام كلية التربية الرياضية. القضية أتركها أمام الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة وأمام ضمير وزير التربية والتعليم نفسه.. علي أمل!.