زارت الفنانة هند صبري، سفيرة برنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع، خلال الأسبوع الماضي، بيروت والتقت بعض اللاجئين السوريين المتواجدين هناك، وذلك في إطار جهودها المبذولة لإلقاء الضوء على محنة ما يزيد عن مليوني سوري فروا هاربين من العنف الدائر ببلادهم متجهين إلى الدول المجاورة. وزارت الممثلة التونسية منازل بعض الأسر السورية في بيروت. وقالت هند صبري عقب دعوتها لزيارة منزل أسرة من أسر اللاجئين السوريين في برج حمود بشرق بيروت: "اليوم في برج حمود شعرت بمدى ضآلة حجمنا، وكيف أننا نتعامل مع ما لدينا من نعم كأنها أشياء مسلم بها حتى تضيع كلها." وأضافت: "لن أنسى طيلة حياتي الطفلة لورين، البالغة من العمر 9 سنوات التي تحلم بالعودة إلى مدرستها، والتي تحمل حقيبتها المدرسية وردية اللون أينما ذهبت. فتحت لورين حقيبتها لتريني ما بداخلها، وأطلعتني على جميع كتبها التي لم يعد بإمكانها استخدامها بعد الآن، فهي لم تعد تدرس بأي مدرسة منذ عامين بعدما تركت منزلها مع أسرتها فارين من الصراع الدائر." وشاهدت هند أحد مراكز برنامج الأغذية العالمي لتوزيع المواد الغذائية أثناء توزيع صناديق المعونة الغذائية على الأسر التي وصلت لتوها إلى لبنان ولم تسجل أسماءها بعد ببرنامج القسائم الإلكترونية. وقامت كذلك بمقابلة الأسر التي وصلت مؤخراً إلى لبنان حينما كانت تتلقى بعض المعونات كسبيل للترحيب بها؛ وقد تم تعبئة هذه الصناديق بما يكفي من مواد غذائية لأسرة مكونة من 5 أفراد طوال شهر كامل. وفي شهر سبتمبرالماضى نفذ برنامج الأغذية العالمي مشروع البطاقات الإلكترونية ليحل تدريجيا محل القسائم الغذائية الورقية التي يصدرها البرنامج حاليا. فالأسر التي من حقها الحصول على المعونة، تتلقى بطاقة إلكترونية يتم تزويدها شهريا بقيمة 27 دولارا لكل فرد من أفراد الأسرة، بحيث يمكن استبدال قيمتها بقائمة من المشتريات من المتاجر المحلية المشاركة بالمشروع. وتسمح هذه البطاقات بشراء المواد الغذائية التي تناسب احتياجات أفراد الأسرة، بما في ذلك المواد الغذائية الطازجة التي لا يتم إدراجها عادة ضمن الحصص الغذائية التقليدية. ويتم إضافة قيمة المساعدات على البطاقة الإلكترونية بشكل تلقائي، فلا يضطر اللاجئون للانتظار في صفوف للحصول على احتياجاتهم. وقالت أسر اللاجئين إن تلقي المساعدات من خلال البطاقات الإلكترونية يوفر لها الكثير من مصاريف الانتقال. وبحلول نهاية العام، سيسمح مشروع البطاقات الإلكترونية لأكثر من 800 ألف لاجئ سوري بشراء ما يحتاجونه من منتجات غذائية من المتاجر المحلية، كما سيعطى كذلك دفعة قوية للاقتصاد المحلي. ويشارك ما يقرب من 250 متجرا صغير أو متوسط الحجم منتشرين في كافة أنحاء البلاد ببرنامج القسائم الإلكترونية الذى يطرحه برنامج الأغذية العالمي. وقد ضخ نظام القسائم الإلكترونية، ومنذ بداية عام 2013، تم ضخ نحو 100 مليون دولار أمريكي في الاقتصاد المحلي للبنان. يذكر ان هند زارت في العام الماضي مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، كما ستزور اللاجئين السوريين في بلدان أخرى. وأضافت هند صبري: "يجب أن نتذكر دائماً أننا قد نكون في مثل هذا الموقف، في أي وقت، وفي أي مكان. دعونا نحصى ما لدينا من نعم، ونبذل قصارى جهدنا لمساعدة الفئات الضعيفة من السوريين المنتشرين داخل وخارج البلاد التي يمزقها الصراع الدائر." وتشير تقديرات الحكومة اللبنانية إلى أن عدد اللاجئين يقدر بنحو 1.3 مليون سوري داخل البلاد، أي ما يمثل حوالي 30 في المائة من عدد سكان لبنان. وقد قدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية لما يزيد عن مليون لاجئ في البلدان المجاورة، كما يصل بمساعداته الغذائية لما يقرب من 4 ملايين نسمة شهرياً داخل سورية.