اتخذت الحكومة سياسية توسعية لتعويض الاستثمارات المباشرة من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات عن الرقم الذي قدرته حكومة الإخوان في موازنة العام المالي 2013 /2014 والبالغ 64 مليار جنيه بنسبة نمو 13% عن ميزانية العام الماضي المعدلة والبالغة 56.6 مليار جنيه، وتصل حصة الاستثمارات من إجمالي المصروفات 9% فقط مقارنة ب10% خلال العام المالي السابق. واعتمدت الحكومة 24.3 مليار جنيه جديدة لضخها في الاستثمارات، كما تدرس ضخ رقم جديد يقدر 24 مليار جنيه خلال النصف الثاني من العام المالي الحالي. أرقام الاستثمارات تراجعت بشكل كبير خلال فترة حكم الاخوان بنسبة بلغت 73% خلال الربع الأخيرة من حكم الدكتور محمد مرسي وجماعته (ابريل ومايو ويونيو 2013) لتصل صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلي 1.6 مليار دولار مقارنة بنحو 2.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي أي قبل تولي الدكتور مرسي وجماعته الحكم. ويرجع ذلك الي تراجع تدفقات الاستثمارات للداخل بنسبة 70% لتصل الي 2.7 مليار دولار بدلا من 4.6 مليار دولار في الوقت الذي تراجع أيضا تدفق الاستثمارات للخارج لتصل الي 1.1 مليار دولار مقارنة بنحو 1.8 مليار دولار. المستثمرون الخليجون والعرب علي الأبواب ويرحبون بالاستثمار في مصر هذا ما أكده يحيي سليمان المدير الاقليمي «ناس جت» لخدمات الطيران الخاص السعودية مشيرا إلي أن شركته السعودية التي تقدر حجم استثماراتها ب2 مليار دولار، بدأت في مصر عام 1999 ولكن حدث لها بطء خلال السنوات الماضية في السوق المصري وتسعي الي العودة بقوة خلال الفترة القادمة. قال «المستثمرون العرب» يحبون مصر ويحبون الاستثمار بها، وهناك حالة من التفاؤل بعودة الاستقرار السياسي والآمني، فقد كان المستثمر في الماضي يآمن علي اسرته في مصر تمشي بمفردها في الشوارع ولا يآمن عليها في بلده» والمح الي أن مصر اكبر سوق بالمنطقة ، ويتوقع لها مستقبلا كبيرا خلال السنوات القادمة مع تحقيق خريطة المستقبل وعودة الحياة الي طبيعتها مؤكدا أنه لا يوجد أي معوقات بالسوق المصري فيما يخص الاستثمار في قطاع الطيران إلا معوقات فروق أسعار البنزين التي تختلف من دولة الي أخري متوقعا حدوث انتعاش في اقتصاديات الدول العربية خلال الفترة القادمة، وهو ما سيصاحبه نمو كبير في قطاع الطيران الخاص. «الأمن والأمان هما أهم عنصر لجذب الاستثمارات» كما يشير المستثمر السعودي يحيي سليمان مشيرا الي أنه يعرف رجال أعمال ينتظرون استقرار الأوضاع لضخ استثماراتهم في السوق المصري». أكد ايهاب رشاد العضو المنتدب لشركة مباشر مصر، أن الاستثمارات التركية لا تمثل نسبة كبيرة من إجمالي الاستثمارات، وبالتالي لن تؤثر علي حجم تدفق الاستثمارات المباشرة لمصر، وما يهمنها هو الاستثمارات القادمة من السعودية والكويت والإمارات فهذه الدول لديها رغبة كبيرة للاستثمار بمصر، ولكن المهم هو تحقيق الاستقرار الأمني. وأشار الي أن شركته مستمرة في عملية الربط مع البورصة التركية، وفقا للاتفاقية التي تم توقيعها وتم اختيار 3 شركات تركية لاتمام عملية الربط مشيرا الي أن البورصة المصرية هي حلقة الوصل بين شركات السماسرة في مصر وشركات السماسرة في تركيا. وأضاف أن المستثمرين في الدول العربية لديهم رغبة قوية للاستثمار في مصر، وينتظرون استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، والانتهاء من خارطة المستقبل بالاستفتاء علي الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية. وألمح الي أن البنوك أصبحت أكثر تشددا في منح الائتمان نتيجة لظروف السوق، والحرص علي أموال المودعين.