تظاهر الآلاف في مدينة عدنجنوب اليمن السبت مطالبين باستقلال الجنوب غداة تحذير الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من انه لن يتساهل حيال اي "متاجرة" بالقضية الجنوبية اثر انسحاب مجموعة من الحراك الجنوبي من مؤتمر الحوار الوطني. وجاءت التظاهرة فيما يحتفل الجنوبيون بذكرى انتهاء الاستعمار البريطاني للبلاد في 1967 وإقامة دولة مستقلة استمرت حتى الوحدة مع الشمال في 1990. وتجمع المتظاهرون الذين توافدوا من محافظات جنوبية عدة في ساحة العروض ملوحين بأيديهم ورافعين أعلام دولة الجنوب السابقة ولافتات تطالب باستعادتها وترفض نتائج مؤتمر الحوار الوطني مثل "غير الاستقلال لن نقبل "و"أبناء الجنوب يرفضون حوار صنعاء" و"الخزي لمشاريع سلب الهوية". وكثفت الشرطة والجيش تواجدهما عند مداخل مدينة عدن منذ مساء الجمعة بينما خلت ساحة التجمع من أي مظاهر للقوات الحكومية عدا أمام المقار الحكومية القريبة من موقع التظاهرة . وقال ماهر عثمان المشارك في التظاهرة لفرانس برس أن "غالبية أبناء الجنوب يرفضون ما توصل إليه حوار صنعاء كونه لا يعنيهم بشيء بدليل ان المبادرة الخليجية التي تمخض عنها الحوار لم تذكر الجنوب لا من بعيد ولا من قريب". وقال فؤاد راشد امين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي الذي يرأسه القيادي الجنوبي حسن باعوم المقاطع لمؤتمر الحوار "نريد من خلال هذا التجمع والحشد والذي يشارك الجميع في تنظيمه أن نؤكد أننا كصف جنوبي واحد رغم التباينات والآلام ماضون نحو الاستقلال الثاني من الاستعمار اليمني أي نظام صنعاء". واكد "أننا متمسكون بنضالنا السلمي حتى تحقيق كافة مطالبنا كما اننا نؤكد ان شعب الجنوب ليس له علاقة بمؤتمر الحوار لا من بعيد ولا من قريب". وفي بيان مع نهاية التحرك، طالب المشاركون في التظاهرة "دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بإصدار مبادرة جديدة لحل قضية شعبنا الجنوبي تؤكد على الحوار الندي بين الشمال والجنوب خارج اليمن وتحت إشراف دولي". وأضاف أن "إقرار القوى الدولية بوجود القضية الجنوبية واقتراب انتهاء ما يسمى بالحوار الوطني في صنعاء والتوقعات والتكهنات التي تحمل معها الكثير من الاحتمالات والتي قد تفرض على شعب الجنوب هي أمور وتطورات خطيرة تفرض على القوى الجنوبية التماسك والتلاحم والعمل معاً لمواجهتها". وأكد البيان رفض المتظاهرين "الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه". وحذر الرئيس اليمني الجمعة من انه لن يتساهل حيال اي "متاجرة" بالقضية الجنوبية وذلك بعد انسحاب مجموعة من الحراك الجنوبي من مؤتمر الحوار الوطني. وقال الرئيس اليمني في خطاب بمناسبة الذكرى ال46 لاستقلال جنوب اليمن سابقا الذي أعيد توحيده في 1990 مع اليمن الشمالي "إنني أخاطبكم وأنا استحضر انه مثلما أني أحد أبناء المحافظات الجنوبية فإنني ايضا ابن اليمن العظيم، اليمن الكبير، اليمن الموحد الذي أصبحنا جميعا كبارا بكبره ووحدته ومجده". وأضاف " لهذا فإنني لن أقبل أية مزايدة أو متاجرة من أي طرف كان بالقضية الجنوبية .. تماماً كما لن أقبل من أي طرف كان المزايدة او المتاجرة بالوحدة اليمنية...". وكان القيادي في الحراك محمد علي أحمد أعلن انسحابه مع الموالين له من مؤتمر الحوار الوطني وعودته إلى عدن. والمشاركون في الحوار الذي كان اضطر إلى وقف أعماله في 18 سبتمبر، موافقون على مبدأ إقامة دولة فدرالية وإنما لا يزالون على خلاف بشان عدد المحافظات. ويطالب الجنوبيون بدولة فدرالية مؤلفة من كيانين، الشمال والجنوب، بينما يقترح مندوبو الشمال في الحوار على غرار رئيس الدولة بان يتشكل اليمن من عدة كيانات. ويفترض بمؤتمر الحوار أن يعد لوضع دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة في 2014 في نهاية المرحلة الانتقالية من عامين التي بدأت بعد رحيل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح تحت ضغط الشارع.