أصدر كل من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي تقريرا يشير إلى أن أكثر من مليار نسمة يعانون من شكل ما من أشكال العجز .. وحثت الهيئتان الحكومات على بذل المزيد من الجهود لتمكين تلك الفئة من الحصول على الخدمات العامة وعلى الاستثمار في البرامج المتخصصة بغرض تحرير الطاقات الكبيرة التي يملكها المعوقون. ويشير التقرير العالمي حول الإعاقة، وهو أول تقرير على الإطلاق يتناول هذه المسألة، إلى تقديرات عالمية بشأن المعوقين على مدى 40 سنة، ونبذة عامة عن حالة العجز في العالم. وتظهر البحوث الجديدة أن هناك أكثر من مليار شخص من سكان العالم من ذوي الإعاقة أي حوالي 51 %، منهم 2% إلى 4% يواجهون صعوبات كبيرة في القيام بوظائفهم العادية، وذلك وفقا للتقديرات العالمية للسكان لعام 2010 ، وهى نسبة أعلى من التقديرات السابقة لمنظمة الصحة العالمية والتي يرجع تاريخها إلى السبعينيات والتي تشير إلى أن عددهم لم يتجاوز وقتها 10 % فقط من السكان. الشعوب تشيخ ووفقا للمسح الصحي العالمي .. فإن حوالي 785 مليون شخص (6.15 %) ممن تبلغ أعمارهم 15 عاما أو أكثر يتعايشون مع شكل من أشكال الإعاقة، منهم 110 ملايين شخص (2.2%) يعانون من صعوبات بالغة الشدة في تأدية الوظائف، في حين أشارت تقديرات تقرير العبء العالمي للأمراض إلى أن 190 مليون شخص ( .83%) يعانون إعاقة شديدة وهو المصطلح الذي يستخدم لحالات مثل الشلل الرباعي ، أو الاكتئاب الوخيم ، أو الكف البصري (العمي). وانفرد تقرير العبء العالمي للأمراض بالإشارة إلى الإعاقة التي تصيب الأطفال من عمر يوم واحد وحتى 14 عاما ، حيث أوضحت تقديراته إصابة 95 مليون طفل (1 .5 ) ، 13 مليونا منهم (7 .0 %) مصابون بنوع من الإعاقة الشديدة. وحسب التقرير ، فإن عدد المصابين بالإعاقة آخذ في الازدياد ويعود السبب في هذا إلى تشيخ الشعوب ، حيث يتعرض المسنون إلى مخاطر أعلى للإعاقة علاوة على الارتفاع العالمي في معدلات الحالات الصحية المزمنة المترافقة في شكل من أشكال الإعاقة مثل السكري والأمراض القلبية والاعتلالات النفسية ، فضلا عن تحسن المنهجيات المستخدمة لقياس العجز. وتتأثر أنماط الإعاقة ببلد ما بتوجهات الحالات الصحية والتوجهات المرتبطة بالعوامل البيئية وعوامل أخرى متنوعة مثل حوادث الطرق ، والكوارث الطبيعية، والنظم الغذائية وتعاطي المخدرات. فقر وجهل وإعاقة وتوضح نتائج المسح الصحي العالمي أن انتشار الإعاقة في البلدان المنخفضة الدخل أعلى منه في البلدان ذات الدخل المرتفع ، كما تنتشر نسبة الإعاقة بصورة أكبر بين الشريحة المئوية السكانية الأشد فقرا ، وبين النساء والمسنين. وتزداد مخاطر التعرض للإعاقة ،كما جاء في التقرير، بين أصحاب الدخل المنخفض و العاطلين عن العمل و ذوي المؤهلات التعليمية الضعيفة .. كما ثبت أيضا أن أطفال العائلات الأشد فقرا وأطفال الأقليات العرقية يتعرضون إلى مخاطر متعاظمة وملموسة من الإعاقة أكثر مما يتعرض له سائر الأطفال. ويشدد التقرير على أن هناك القليل من البلدان التي تملك آليات مناسبة تمكن من الاستجابة لاحتياجات المعوقين ، ومن العقبات التي تواجهها تلك الفئة الوصم والتمييز وانعدام خدمات الرعاية والتأهيل الملائمة؛ وعدم التمكن من استخدام وسائل النقل ودخول المباني والاستفادة من تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وعليه فإن المعوقين أقل حظا من غيرهم فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية والفرص الاقتصادية، كما أنهم أكثر فقرا مقارنة بغيرهم.