سبحان الذي يغير ولا يتغير، لكل زمان دولة ورجال، ودار بنا الحال لنرى من المشاهد ما لا يخطر على بال.. فكيف الحال من هذا المحال. لقد أسعدني دور محافظ أسوان سعادة بالغة عندما أقام احتفالاً شامخاً سمعت به الدنيا كلها عند تعامد الشمس في معبد أبو سمبل بأسوان، فانحنى لهذا الاحتفال القاصي والداني لأن به أسلوباً متميزاً وجميلاً ويحمل رسائل كثيرة للدعاية والتسويق والجذب السياحي. على عكس ما حدث في الأقصر وعلى أرضها، إنه يوم الرابع من نوفمبر وهو الذكرى ال 91 على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون فهى مرت في الأقصر مرور الكرام.. لا حس.. لا خبر.. لا قيمة لهذا الأثر، وعلى ضوء ذلك التصرف فإن شعب الأقصر في حداد وحزن بائس فمن يرفع هذا الحزن وذاك الحداد عن شعب الأقصر؟ أيسمعنا رئيس وزرائنا؟ أم يسمعنا وزيرنا المحترم وزير التنمية المحلية؟ هل لنا عندكم إجابة.. لعل ذلك؟ وليس كل ذلك؟ ومن هنا فالرحمة قد وجبت على توت عنخ آمون.. والعزاء تلغرافيا ديوان عام المحافظة في الأقصر. وذلك لشرب القهوة على روح المرحوم.. وأصحاب العزاء شعب الأقصر غير المحظوظين.. لأن المحافظات محظوظة.. والأقصر منكوبة. أكتب ذلك وأعرف أن الزبانية والمهللين والمطبلين وحملة المباخر سيتولون الرد والدفاع.. ولكن وفروا إجابتكم لأنها إجابة ساقعة في فصل الشتاء، وعلى رأي الحكمة أن لكل ساقط.. لاقط محافظنا اليوم في لندن في مهمة تسويق سياحي ليعلن لهم أن الاقصر تحافظ على الحصان وطعامه وعدم ضربه وايذائه.. كما طالبوا منه الأجانب المقيمين في الأقصر.. وستستورد كتالوج من لندن يحسن الرفق والتعامل مع الحيوان. أما أنت يا توت عنخ آمون فنم واسترح ولا تشغل بالك سيحضر محافظنا من لندن وسيقيم لك أحلى وأجمل صوان في الديوان.. فعلى بركة الله يا توت عنخ آمون ولك عند حكومتنا أعوام قادمة تحتفل بذكراك ونذكرك فيها. وأعتقد أن الحكومة لن تغفل ذلك.. وستقوم برحمتنا ورحمة نفسها فارعونا يرحمكم الله يا رئيس الوزراء وقد فوضنا الأمر في هذا الشأن لك ولمن هم مسئولون عنا. ولك الله يا مصر. بقلم: شعبان هريدي عضو الهيئة العليا