صرح وزير الخارجية "نبيل فهمي" أمام غرفة التجارة الأمريكيةبالقاهرة بأن الحكومة الانتقالية الحالية قد تشكلت بعد ظرف تاريخي وثورتين، وأن الشعب المصري قد استيقظ وأصبح يملك قراره ومصيره ولن يفرط في ذلك، وأنه يسير في اتجاه بناء ديمقراطيته الحديثة التي خرج للشارع من أجلها. وأكد الوزير أن مصر تتحرك بفاعلية على الساحة الدولية شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا للتعبير عن صوت الشعب وتطلعاته ومصالحه، وأننا لا نسعى لاستبدال أي طرف بآخر، وإنما تنويع وتعدد البدائل والخيارات حتى يكون هناك حرية في اتخاذ القرارات. كما تطرق الوزير فهمي لعلاقات مصر مع إفريقيا فأشار إلي أن مصر تتفهم الاحتياجات التنموية لدول حوض النيل إلا أن تلبية تلك الاحتياجات لا يجب أن تكون على حساب الحقوق الثابتة لمصر في مياه النيل، ومؤكدًا أن قضية مياه النيل لا يجب التعامل معها كمعادلة صفرية يربح أحد أطرافها ويخسر الآخر، مشددًا على أنه لا بديل عن التعاون بين جميع دول حوض النيل لتحقيق مصالحها المشتركة. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية المهمة، أشار "فهمي" إلى أن مصر تقدر الجهود الأمريكية الحثيثة للتوصل لحل نهائي فلسطيني - إسرائيلي خلال فترة لا تتجاوز 9أشهر، وإنما اعتبر أن استمرار النشاط الاستيطاني والممارسات الإسرائيلية في منطقة الحرم الشريف سيقضي على فرص التوصل إلى تسوية شاملة تفضي إلي إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أساس حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأميركية، ذكر "فهمي" أن مصر قوة إقليمية كبرى والولايات المتحدة قوة عالمية كبرى، وبالتالي فالعلاقات بينهما سوف تتواصل، وأن من مصلحة الطرفين أن تكون هناك علاقة جيدة بينهما وأن تُدار هذه العلاقات بما يحقق مصالحهما المشتركة..وأضاف أن العلاقات بين البلدين تمر بحالة من الاضطراب في الوقت الراهن، وهو ما يرجع إلى أن الجانبين أساءا التقدير حين اعتبرا أن المساعدات هي محور العلاقة بينهما. وردًا على استفسارات حول العلاقات بين مصر وكلا من قطر وتركيا، أوضح الوزير "فهمي" أن مصر تجمعها بقطر هوية عربية مشتركة وهو ما يجعلنا نتطلع إلى علاقات جيدة معها، وإنما من الواضح أن قطر لديها مشكلة حقيقية مع مصر ومع أغلب دول العالم العربي، وبما يتجاوز قناة "الجزيرة"، وأن على قطر تقدير الموقف جيدًا واتخاذ قرار استراتيجي تجاه موقفها فيما بيننا. وفيما يتعلق بتركيا، أشار "فهمي" إلى أن السفير المصري باقٍ في القاهرة، ولن يعود إلى أنقرة في المستقبل القريب، مشددًا على أنه يتعين على الجانب التركي احترام إرادة الشعب المصري وعدم التدخل في شئون مصر الداخلية، مستدركًا بأنه ما من شك أن من مصلحة البلدين علي المدي البعيد أن تكون علاقتهما جيدة. أكد وزير الخارجية تمسك مصر بتحقيق الأمن المتساوي لجميع دول المنطقة دون تمييز أو استثناء لإسرائيل أو غيرها، وطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية.