إن الفريق في «البطولة والوطنية والشرف» عبدالفتاح السيسي هو قطعة عزيزة من جسد هذا الوطن العريق لما برهن حقاً علي صحة مقولة أن مصر ولادة، ولا تعدم أن يظهر فيها أبطال عظام يعملون علي تصعيد بنائها الذي تشيد بأزل التاريخ يوم صدر حضارته في الفلسفة والعلم والدين إلي العالم القديم. وإني لأدعو بطل مصر المغوار صاحب أكبر ضربة معلم في تاريخها الحديث لما خلصها من عصابة إجرامية إرهابية تمسحت برداء الدين فأنقذ مصر من مشروع تقسيمها وضياع هويتها وانحدارها للتخلف.. أدعوه لأن يظل علي مبدئه مزيناً بشرف حماية القوات المسلحة للإرادة الشعبية دون تلبية للمظاهرات والدعوات التي تحثه علي الترشح للرئاسة حتي لا يفقد بريقه اللامع الذي يصنعه الآن، ودوماً، في مصاف الشجعان الفدائيين، كما يبعده عن أي شبهة يلوك بها أعداء الخارج والداخل بما يرددون خاصة التفسير الانقلابي الخاطئ! والأفضل لمصر أن ينتظر السيسي أو الشعب مرحلة برلمانية أخري يقوم فيها آنئذ بترشيح نفسه كزعيم سياسي مدني، وحتي يعطي لنفسه مساحة زمنية أكبر تعطيه بالتالي قدرة أعلي من التعمق الفكري والالتزام بالفعل السياسي الموضوعي والمحنك، وساعتها سوف يدخل التاريخ بطلاً مرتين! إن التلهف الجماهيري علي ترشيح بطلنا لرئاسة الجمهورية - الآن - هو بداية لصناعة الفرعون.. إنها الصفة الموروثة التي نتصف بها منذ عهد الفراعنة، وكم من حكام في تاريخنا بدأوا بداية طيبة لكنهم فقدوا شعبيتهم في النهاية بفعل نشاط الحاشية المعبر عن روح من حولهم وخلفهم لما يؤثرون في العادة الولاء للفرعون أكثر من الولاء للوطن. ولنضع في تقديرنا كيف أن الشعب الإنجليزي بوعيه وتحضره قد أسقط ونستون تشرشل بطل الحرب العالمية الثانية ومحقق النصر للحلفاء مؤثراً عليه زعيم العمال كليمنت أتلي كعقلية اقتصادية أقدر علي خدمة ظروف إنجلترا وحاجياتها بعد الحرب.. وسبحانه الأعلم بما لا نعلم.