بعد فشل الحكومة في تطبيق التسعيرة الاسترشادية مع اقتراب مرور شهر علي إعلانها، تبادلت الاتهامات بين تجار الجملة والتجزئة، حيث ألقي كل منهما مسئولية رفع الأسعار علي الآخر. وقد كان غياب الرقابة السبب وراء القفزات المتتالية في الأسعار قبل وبعد عيد الأضحي، فعلي الرغم من تأكيد وزارة التموين قيامها بعمل حملات تفتيشية علي الأسواق لضبط المخالفين، فإن التجار نفوا وجودها الأمر الذي شجع تجار التجزئة علي استمرار الجشع والتلاعب في الأسعار، وعدم الالتزام بالتسعيرة الاسترشادية لتظل حالة الانفلات بالأسواق، حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلي 5 جنيهات والبطاطس إلي 7 جنيهات للكيلو دون مراعاة للمواطن البسيط ومحدودي الدخل، لتظل أزمة الأسعار مشتعلة في الأسواق. «الوفد» قامت بجولة في أسواق العبور للجملة لمعرفة حقيقة الأسعار هناك ومن المتسبب في رفع الأسعار علي المواطنين البسطاء في الأسواق، حيث فوجئنا بانخفاض أسعار الخضراوات والفاكهة بفارق كبير عن الأسعار الموجودة لدي تجار التجزئة في كل مكان. فيقول الحاج محمد مجاهد تاجر خضار إن الأسعار بسوق الجملة منخفضة بشدة، فنحن لا نقوم برفع الأسعار لاننا نعاني من حالة ركود شديدة، لكن جشع تجار التجزئة هو السبب الرئيسي في زيادة الأسعار للخضراوات، فالأسعار لدينا ملائمة ومعتدلة، حيث يصل سعر كيلو الطماطم في سوق الجملة إلي 4 جنيهات والطماطم ارتفع سعرها مؤخرا نظرا لان «العروة» الجديدة لم تصل إلينا بعد وستظل أسعارها مرتفعة علي مدار الأسبوعين القادمين، أما باقي الخضراوات فأسعارها مناسبة، حيث يصل سعر كيلو الخيار إلي جنيه ونصف الجنيه، والباذنجان الأسود إلي 50 قرشاً للكيلو، أما الكوسة فتراوحت من 50 إلي 75 قرشاً للكيلو، وتراوح سعر كيلو الجزر من جنيه ونصف الجنيه إلي 2 جنيه، أما الباذنجان فيصل سعر الكيلو إلي جنيه بينما يباع في سوق التجزئة ب 5 جنيهات، ويؤكد ان الحل ليس في فرض تسعيرة استرشادية في الأسواق، بل لابد من ضبط تجار التجزئة أولا، فضلا عن معالجة مشاكل الفلاحين، فأسعار التقاوي والسماد ارتفعت بشدة في الآونة الأخيرة، مما أدي لارتفاع تكاليف الزراعة، فالفلاح الآن، أصبح يستأجر الفدان ب 7 آلاف جنيه فضلا عن دفع تكاليف العمالة غير المتوافرة والتي تشترط عليه ساعات عمل محددة، فأصبح تكلفة زراعة الفدان تصل إلي نحو 20 ألف جنيه، مما يضطر الفلاح لإخراج المحصول بسعر مرتفع، ويشاركه الرأي الحاج مصطفي رمضان، تاجر جملة والذي يؤكد ان الفلاح مظلوم، والسوق عرض وطلب، فالأسعار في أسواق الجملة رخيصة. لكن ما يحدث أن تجار التجزئة يقومون بوضع هامش ربح كبير، نظرا لقيامهم بنقل البضائع من أسواق الجملة إلي متاجرهم مما يكلفهم تكاليف عمالة ونقل، لكن هناك مغالاة في وضع الربح بالفعل فيقول: الأسعار هنا محددة، حيث يصل سعر كيلو البصل من 120 إلي 130 قرشاً يباع في سوق التجزئة ب 3٫5 جنيه، أما الفاصوليا فيتراوح سعرها الآن من 2 جنيه إلي 2٫5 جنيه وتباع في الأسواق ب 7 جنيهات، أما البامية فيصل سعرها إلي 7 جنيهات وتباع في الأسواق بحوالي 10 جنيهات، أما البسلة فقد كان سعرها مرتفعاً قبل العيد حيث كان سعر الكيلو لدي تجار الجملة يصل إلي 5 جنيهات، بينما كانت تباع لدي تجار التجزئة ب 15 جنيهاً للكيلو نظرا لكونها «بشاير». أما علي جاد، تاجر خضراوات، يؤكد ان هناك بعض المحاصيل التي تتأثر بدرجة الحرارة بسرعة مثل الطماطم التي ارتفع سعرها الآن نظراً لانخفاض كميتها فنحن في انتظار «الطرح الجديد» للمحصول بعد 20 يوم تقريبا وهذا ساعد علي وصول سعرها إلي 3 جنيهات بأسواق الجملة بعد ان كان الكيلو يصل سعره قبل العيد بحوالي 10 أيام إلي جنيه واحد.. وهي من المحاصيل التي تموت عند انخفاض الحرارة. ويؤكد ان هناك العديد من التجار لا يعلمون شيئاً عن التسعيرة الاسترشادية، كما ان الأسعار يختلف من مكان لآخر، والحل الوحيد هو خفض أسعار التقاوي والسماد، وتشديد الرقابة علي أسواق التجزئة من أجل ضبط الأسعار.
في المناطق الشعبية.. الأسعار قفزت للضعف 3 جنيهات زيادة في كيلو الطماطم.. والبطاطس وصلت إلي 7 جنيهات .. والبسلة ب 12 جنيهاً عند مقارنة أسعار الجملة والتجزئة نجد أن هناك اختلافاً وفارقاً كبيراً بينهما. فقد قفزت الأسعار في الأسواق قبل عيد الأضحي بصورة ملحوظة، وعجز أغلب المواطنين عن شراء احتياجاتهم، واستمرت الأسعار كما هي بعد العيد دون تغير، حيث قفز سعر كيلو الطماطم إلي 5 جنيهات، والبطاطس إلي 7 جنيهات، بينما تراوح سعر كيلو الخيار من 3- 4 جنيهات، والملوخية من 4 - 5 جنيهات، والكوسة وصل سعر الكيلو إلي 6 جنيهات، أما الباذنجان الأبيض فقد تراوح سعره من 4 - 5 جنيهات، أما الفلفل الأخضر فقد تراوح سعره من 3 جنيهات إلي 4 جنيهات، أما أسعار الفاكهة، فقد شهدت ثباتاً ملحوظاً بعد العيد حيث وصل سعر كيلو البرتقال إلي 3٫5 جنيه والرمان إلي 5 جنيهات، بينما تراوحت أسعار الجوافة من 3- 4 جنيهات، أما التفاح فقد وصل سعره إلي 13 جنيهاً للكيلو، والبلح الأحمر تراوح سعره من 3- 5 جنيهات للكيلو، والموز من 5 إلي 7 جنيهات والتين تراوح سعره من 3 جنيهات إلي 5 جنيهات، والبلح السماني من 2 إلي 2٫5 جنيه للكيلو، وقد شكا المواطنون من استمرار ارتفاع الأسعار التي لم تعد تلائم مستوي الدخل، في ظل بدء العام الدراسي الجديد الذي يستنزف دخل الأسرة المصرية. فتقول صبرية سعيد، ربة منزل: لم تأت التسعيرة الجبرية بأي جديد، فالأسواق مازالت مشتعلة، والحكومة عجزت عن ملاحقة التجار، والسيطرة علي الأسعار التي ازدادت وجعلتنا غير قادرين علي شراء جميع احتياجاتنا، فبدلا من شراء كيلو طماطم اضطر لشراء نصف كيلو، وأقوم بتخفيض الكمية من كل الخضراوات التي احتاجها، لان مصروف البيت لم يعد يتحمل، وكنا نأمل ان تنضبط الأسعار، لكن من الواضح أن الأمر سيظل كما هو، ولن يستطيع أحد ردع هؤلاء التجار. الذين يؤكدون أنهم لديهم أعباء ومشاكل يجب حلها أولاً. أما نعمة محمد ربة منزل: فأكدت أنها يومياً تتابع قائمة الأسعار التي تعلن عنها الحكومة وعندما تتوجه لشراء الخضراوات من السوق تجد أسعاراً مختلفة تماماً، وكانت الحكومة تعيش في واد والتجار في وادٍ آخر، وتقول: الأسعار ارتفعت بمعدل الضعف منذ بدء تطبيق التسعيرة، فالطماطم كانت تباع ب 2 جنيه للكيلو، والبطاطس ب 5 جنيهات للكيلو ومنذ تطبيق التسعيرة فوجئنا بارتفاع أسعار الطماطم إلي 5 جنيهات والبطاطس إلي 7 جنيهات للكيلو، فضلا عن الزيادة المستمرة في أسعار الكوسة والخيار والفاكهة أيضا، وتتساءل أين الرقابة التي تحد من جشع التجار؟ فأنا لم أسمع عن أية حملات لضبط الأسعار في الأسواق، والتجار لا يلتزمون لعدم وجود عقاب رادع، فإذا نزلت تلك الحملات بجدية للأسواق وتم عمل مخالفات للتجار الذين يرفعون الأسعار، فسوف يخشي الجميع من العقاب، لكن الفوضي مازالت موجودة في كل مكان. «القائمة الحكومية» لأسعار الخضراوات استمر العمل بقائمة الأسعار الاسترشادية الحكومية الخاصة بالأسبوع قبل الماضي، نظراً لعدم وضع أسعار جديدة للأسبوع الذي ينتهي اليوم، نظراً لإجازات عيد الأضحي، لكن قائمة هذا الأسبوع حددت أسعار كيلو الطماطم من 2 جنيه إلي 2٫75 جنيه، والبطاطس يتراوح سعرها من 4٫75 جنيه إلي 5٫5 جنيه، والبصل الأحمر تم تحديد سعره ب 3 جنيهات، أما الأصفر فسعره 3٫5 جنيه، أما الخيار البلدي فقد تراوح سعره من 2 إلي 2٫75 جنيه، والخيار الصوب من 3٫25 إلي 4 جنيهات، أما الكوسة فتحدد سعر الكيلو من 3٫5 جنيه إلي 4٫5 جنيه، والجزر من 2٫5 إلي 3٫5 جنيه للكيلو، والباذنجان الرومي من 1٫5 إلي 2 جنيه للكيلو، والباذنجان الأبيض من 2٫5 إلي 2٫75 جنيه للكيلو، والفلفل الرومي من 2٫5 إلي 3٫5 جنيه للكيلو، والبطاطا من جنيه إلي جنيه ونصف الجنيه للكيلو. كما حددت تسعيرة الفاكهة أيضا، حيث تم تحديد سعر الموز من 4٫5 جنيه إلي 6 جنيهات والرمان من 3 جنيهات إلي 4٫5 جنيه للكيلو والبرتقال من 2٫5 إلي 3 جنيهات للكيلو، والبلح من 2٫5 جنيه إلي 3٫5 جنيه، والكمثري من 8 - 9 جنيهات للكيلو.
ثبات في الفاكهة.. والتجار يصرخون من مصاريف النقل أما عن أسعار الفاكهة في سوق الأسعار انخفضت بعد العيد، حيث تراوح سعر كيلو البرتقال من 150 إلي 170 قرشاً، والتين وصل سعر الكيلو إلي جنيه ونصف الجنيه، والبلح لجنيه للكيلو والرمان من 2 إلي 3 جنيهات، أما المانجو فقد تراوح سعر الكيلو من 10 - 11 جنيها. ويؤكد أن بائع التجزئة يستغل الأوضاع الحالية وغياب الرقابة ويحدد سعر الفاكهة حسب هواه، رغم وجود حالة ركود هذه الأيام في الأسواق، فمفتشو التموين كانوا يقومون بالنزول للأسواق ومتابعة الأسعار، وضبط المخالفين، أما الآن فهذا الأمر لا يحدث مطلقا، وقد لجأت الحكومة للأسعار الاسترشادية لخفض الأسعار، لكنها خطة فاشلة، لأن التاجر من الممكن ان يلتزم بتلك الأسعار المحددة ويقوم ببيع البضاعة السيئة التي لديه، أما البضاعة العالية الجودة فيقوم بإخفائها ليبيعها بأسعار مرتفعة، ويشاركه الرأي أحمد حسن، تاجر فاكهة، حيث يؤكد ان الحكومة ليست علي علم بالأسواق، فالبضائع عرض وطلب ويري ان الرقابة هي الحل ولابد من توفير العمالة غير الموجودة، كما أن مصاريف نقل البضائع أصبحت مرتفعة أيضا، فلكي أقوم بنقل بضائع من طريق مصر إسكندرية الصحراوي إلي العبور يتكلف ما لا يقل عن 600 جنيه، لذا فإن هناك عدة أسباب لارتفاع الأسعار يجب علاجها قبل تطبيق التسعيرة.