يعيش المواطنون فى مدن ومراكز محافظة الشرقية أزمة حقيقية مع رغيف محدودى الدخل المدعم فى المخابز البلدية الخاصة والتى تنتج خبزاً غير صالح للاستهلاك الآدمى، ويضطر الفلاحون لتجميعه من المخابز واستخدامه كغذاء للطيور والحيوانات. ولا حديث للمواطن الشرقاوى إلا عن سوء حال رغيف الخبز خاصة فى المخابز التابعة للمحافظة والتى لم تؤثر الثورة فيها، فالأحوال لم تتغير منذ ثورة 25 يناير، فمازالت المخابز التابعة لمشروع المخابز الآلية بالمحافظة تنتج خبزاً غير صالح للاستهلاك الآدمى من حيث الشكل والوزن واللون والطعم وهذه المخابز غير مراقبة تموينياً وغير مصرح لمفتشى التموين بتحرير محاضر لها، خوفاً من المحافظ والذى ترك هذه المخابز دون أى رقابة فانتشر فيها الفساد والمفسدون لينتجوا رغيفاً أقل فى حجمه ووزنه. ورغم صدور قرار وكيل وزارة التموين عدم البيع بأكثر من جنيهين للمواطن، فإن البيع يتم بعشرات الجنيهات من الأبواب الخلفية، ويرجع القرار إلى المستشار يحيى عبدالمجيد، محافظ الشرقية الأسبق، عندما أصدر تعليمات مشددة لمكاتب التموين بعدم تحرير مخالفات للمخابز التابعة للمحافظة، ورغم مرور ثورة 25 يناير ومحاولات التغيير والشفافية، فإن مكاتب التموين والرقابة الإدارية مازالت تعيش على أنقاض الماضى وتطبق تعليمات المحافظ الأسبق، ومازال المحافظ الحالى يتجاهل أحوال المخابز التابعة للمحافظة، والتى تنبعث من داخلها روائح الفساد والإفساد ويظهر ذلك واضحاً فى المخبز نصف الآلى الكائن بجوار كوبرى أم عثمان والذى ينتج رغيفاً غريباً فى الشكل والحجم والوزن، حيث امتنع أهالى المنطقة عن التعامل معه. إبراهيم محمد خليل، موظف بالتربية والتعليم، قال: إن طوابير الخبز طويلة وتتحرك ببطء شديد، نظراً لخروج الخبز من الأبواب الخلفية تحت سمع وبصر مسئولى الرقابة التموينية والبلطجة هى العامل الأساسى للحصول على أكبر كمية من الخبز المدعم دون أى تدخل من المواطنين البسطاء الذين يضطرون للوقوف فى الطابور بالساعات دون أن يطالبوا بحقوقهم، خوفاً من التعرض للسباب والضرب فى بعض الأحيان. وأكد محمد صابر، موظف، أن معاناتنا، تزداد يوماً بعد يوم ويضطر الموظفون والموظفات للتزويغ من عملهم للوقوف فى طوابير الخبز للحصول على عدة أرغفة لا تسمن ولا تغنى من جوع وغير صالحة للاستهلاك الآدمى ولكننا مضطرون لشراء الخبز المدعم لأن الموظف محدود الدخل لا يستطيع شراء الخبز، غير المدعم لارتفاع سعره. وكشف محمود طلبة زينهم، موجه مالى وإدارى، عن سيطرة البلطجية على إنتاج المخبز الآلى «المؤسسة» بمنطقة الصيادين بالزقازيق ويعتبر المخبز الوحيد الذى ينتج خبزاً صالحاً للاستهلاك الآدمى، ولا يمكن للمواطن العادى أن يحصل على نصيبه من الخبز إلا بالوقوف بالساعات فى طوابير طويلة، بينما يخرج الخبز من الأبواب الخلفية بعشرات الجنيهات للبلطجية الذين يعيدون بيعه للمواطنين بأضعاف مضاعفة، حتى أصبح خبز الغلابة ربحاً ثميناً للبلطجية. وعلى جانب آخر، طالب أهالى الشرقية بسرعة تدخل الدكتور سعيد عبدالعزيز، محافظ الشرقية، لوضع حد للفساد داخل الرقابة التموينية للإشراف الجاد على المخابز سواء المملوكة للأهالى أو التابعة لمشروعات المحافظة حتى يحصل المواطن الشرقاوى على الرغيف المدعم الصالح للاستهلاك الآدمى من حيث الوزن والشكل واللون والطعم وحتى يستفيد المواطن البسيط من الدعم الذى تدعمه الدولة بمليارات الجنيهات لمساعدته لمواجهة الغلاء المستمر.