«بمجرد توافر النية تنتهى أزمة الخبز».. قالها مصدر بوزارة التموين ل« الوطن» للدلالة على إمكانية حل أزمة الخبز فى 100 يوم كما وعد بها الرئيس، لافتا إلى وجود مخابز فى القرى لا تعمل، ويبيع أصحابها حصص الدقيق المخصصة لهم فى السوق السوداء، بواقع 160 جنيها للجوال الذى يتسلمه صاحب المخبز مقابل 16 جنيها، ما يشجع على السرقة، مشيرا إلى أنه لا سبيل لإصلاح منظومة الخبز إلا بإلغاء الدعم العينى المعمول به حاليا، واستبدال الدعم النقدى به. وقال فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين: «إن الدعم المقدم للخبز يزيد على 13٫8 مليار جنيه، والوزارة تؤدى دورها الرقابى على المخابز لضمان جودة رغيف الخبز». وأكد عبدالله نصر غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز أن «مشكلة رغيف العيش تتمثل فى تكلفة إنتاجه، وهى تتضمن أجور العمالة ومستلزمات الإنتاج التى تعد سببا رئيسيا فى عدم جودة الرغيف، والمطلوب هو موافقة وزارة التموين على رفع تكلفة إنتاج الجوال من 65 جنيها إلى 100 جنيه، عندها سيصبح الرغيف جيدا»، فى الوقت الذى وصل فيه عدد المخالفات المحررة لأصحاب المخابز فى القاهرة إلى 465 مخالفة و68 قضية، فضلا عن صدور قرارات غلق ل72 مخبزا خلال شهر واحد. وقال المهندس محمود عبدالعزيز، مدير التموين بالقاهرة، إن 35 إدارة تابعة للمديرية تكثف حملاتها لضبط وتحرير محاضر ضد أصحاب المخابز المخالفين، مشيرا إلى أن القاهرة بها 2024 مخبزا بلديا تنتج 31 مليون رغيف يوميا، بمعدل 3.7 رغيفا لكل فرد، إضافة إلى 612 «مخبز طباقى». المعاناة فى القاهرة تزيد أضعافا فى المحافظات، وخاصة سكان القرى، أهالى البحيرة أكدوا أن مشروع توزيع الخبز على المنازل، أو مشروع «الوهم» كما أطلقوا عليه، عبارة عن مصدر لتحصيل الرسوم من المواطنين لزيادة حوافز ومرتبات المسئولين بالمحافظة، بالإضافة إلى إصدار تعليمات لأصحاب المخابز بالعمل فى فترة الليل ليعطوا الفرصة لسرقة الدقيق المدعم، وبيعه فى السوق السوداء، ومخالفة المواصفات الفنية. الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية أكد أن حالة الخبز مُرضية بالمحافظة وكل الشكاوى تتعلق بجودة الرغيف، وليس الزحام، وأن المحافظة بصدد البدء فى تطوير مشروع الخبز بدءا من شبرا الخيمة. حال الرغيف دفعت عددا من الأهالى بمراكز أشمون ومنوف والشهداء وتلا للتقدم بشكاوى لمديرية التموين والتجارة ضد عدد من أصحاب المخابز لرداءة رغيف الخبز، وعدم صلاحيته للاستهلاك. ورغم عدد سكانها الذى لا يمثل عبئا على الإنتاج، تعانى السويس كغيرها من المحافظات عدم جودة رغيف الخبز، منها نقص الوزن وعدم مطابقته للمواصفات. وأكد رضا محمود قاسم، مدير عام الرقابة التموينية بالسويس، أن نقص الوزن يتطلب تحرير محضر نقص وزن وهذا يختلف عن محاضر الخبز غير المطابق للمواصفات لافتاً إلى أن الوزن المقرر لرغيف العيش 130 جراما والمواصفات المطلوبة فى الرغيف أن يكون كامل الاستدارة ومكتمل الاختمار، وغير ملتصق الشطرين. محافظة الأقصر هى الأكثر حظا، إذ تسودها حالة من الارتياح بين الأهالى بعد افتتاح مخبز المليون رغيف بداية العام الحالى، الحال مختلفة فى أسيوط، فقد خرج أهالى قرية عرب مطير ومدينة القوصية ينددون بالتموين الذى أغمض عينيه عن كل مساوئ المخابز وتركها دون ضابط ولا رابط.. مثلها تشهد الشرقية زحاماً شديداً على منافذ بيع الخبز بمختلف مراكز المحافظة والقرى بينما يسيطر البلطجية على حصص بعض القرى لبيعها فى سوق العلف والمواشى. أحلام رمضان موظفة بالوحدة المحلية بسوهاج تضطر للوقوف أكثر من ساعتين من أجل الحصول على 20 رغيفاً لأسرتها، ورغم أن الوحدة المحلية تعاقدت مع أحد الأفران لتوزيع الخبز على الموظفين فإن أسرتها كبيرة ما يضطرها للذهاب إلى المخبز والوقوف مدة طويلة، لكنها فى النهاية لا تحصل على العيش.