شددت فرنسا والمكسيك الاثنين لهجتهما مطالبتين واشنطن بايضاحات اثر كشف معلومات جديدة حول التجسس الاميركي دفعت بباريس إلى استدعاء سفير الولاياتالمتحدة احتجاجا على ممارسات "غير مقبولة". وقد عبر رئيس الوزراء الفرنسي جان-مارك ايرولت الاثنين في كوبنهاغن عن "صدمته" للمعلومات عن تجسس اميركي على فرنسا وطالب الولاياتالمتحدة بتقديم "اجوبة واضحة" حول هذه الممارسات. وقال ايرولت أمام الصحافيين "لقد اصبت بصدمة شديدة ... ان تتمكن دولة حليفة مثل الولاياتالمتحدة من الذهاب إلى حد التجسس على اتصالات خاصة بدون اي مبرر استراتيجي أو مبرر الدفاع القومي"، مطالبا الولاياتالمتحدة "بردود واضحة وبان تبرر الاسباب التي كانت وراء استخدام هذه الممارسات وخصوصا عبر ايجاد ظروف الشفافية ليتم وضع حد لها". وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين انه "استدعى فورا" سفير الولاياتالمتحدة في باريس تشارلز اتش. ريفكين، واصفا هذا النوع من الممارسات بانه "غير مقبول بتاتا". وذكرت فرنسا ريفكين "بان هذا النوع من الممارسات بين شركاء غير مقبول بتاتا وانه يتعين التاكد من انها لن تتكرر"، كما اعلن مساعد مدير الاعلام في الخارجية الفرنسية الكسندر جورجيني في ختام الاستدعاء. وقال هذا المتحدث إن باريس "طلبت أن ينقل رد ملموس على قلقنا في أسرع وقت". ولفت المتحدث الفرنسي إلى أن "مجموعة عمل اميركية اوروبية تشكلت في يوليو" منذ أن تكشفت عمليات التجسس، مشيرا إلى أن هذه المجموعة اجتمعت "مرتين" منذ ذلك الوقت. وبحسب الخارجية الفرنسية، فانه سيتم "التطرق" إلى القضية مجددا أثناء اللقاء الذي سيعقده فابيوس صباح الثلاثاء في باريس مع نظيره الاميركي جون كيري. من جانبه، اعتبر وزير الداخلية مانويل فالس قبل ذلك بقليل أن المعلومات الصحافية عن تجسس وكالة الأمن القومي الاميركية على نطاق واسع على اتصالات الفرنسيين "تثير الصدمة وتستدعي ايضاحات دقيقة من السلطات الاميركية خلال الساعات المقبلة". وكشف موقع صحيفة لوموند على الانترنت استنادا إلى وثائق سربها العميل السابق في وكالة الامن القومي الاميركية (ان اس ايه) ادوارد سنودن في يونيو أن الوكالة الاميركية سجلت 70,3 مليون تسجيل لمعطيات هاتفية للفرنسيين طيلة ثلاثين يوما بين 10 ديسمبر 2012 و8 يناير 2013. وأضافت لوموند أن الوكالة الأميركية تستعمل عدة سبل لجمع المعلومات. فعندما يتم استخدام بعض أرقام الهاتف في فرنسا، تقوم بتفعيل اشارة تطلق تلقائيا عملية تسجيل بعض المكالمات، كذلك شمل التنصت الرسائل الهاتفية القصيرة ومضمونها بالاستناد إلى كلمات مفاتيح. واخيرا، تحتفظ وكالة الامن القومي الاميركية بشكل منهجي بسجل الاتصالات لكل رقم مستهدف. كذلك طلبت الحكومة المكسيكية الاحد ايضاحات من واشنطن اثر كشف مجلة شبيغل الالمانية معلومات تفيد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تجسست على رسائل الكترونية للرئيس السابق فيليبي كالديرون. وأفادت شبيغل الاحد استنادا إلى الوثائق التي كشفها سنودن أن وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على اتصالات الحكومة المكسيكية طيلة سنوات عدة. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية إن "هذه الممارسة غير مقبولة البتة وغير مشروعة ومخالفة للقانون المكسيكي والقانون الدولي". وطالبت بتحقيق "في أقرب وقت ممكن".