حث مارك لينش الباحث في الثورات العربية والأكاديمي بجامعة جورج واشنطن- الولاياتالمتحدة على ضرورة بذل الجهود لاقناع العراق بلعب دور في التوسط لانهاء الانقسامات السياسية الكبيرة التي تعاني منها المنطقة العربية - وهو دور يمكن لبغداد فقط لعبه - على حد قوله-. وذكر لينش -في مقال له بثته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في أحدث أعدادها- أن واشنطن بحاجة لاستغلال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مطلع الشهر القادم من أجل فعل المزيد وتجاوز عبارات المجاملة التي عادة ما تصدرها حول قضايا الأمن والتعددية وتحمل المسئولية وتعزيز الشراكة الثنائية. ولفت إلى حقيقة معاناة العراق من تصاعد حصيلة القتلى بين صفوف المدنيين من جراء التفجيرات - وهي حصيلة وصلت إلى 5 آلاف قتيلا خلال الفترة الأخيرة- بجانب معاناته من الهجمات التي وصلت إليها بسبب الحرب الأهلية التي تدور رحاها في الجارة سوريا والسياسات الاستبداية والطائفية التي تتبعها حكومة المالكي. وأرجع لينش سبب ضرورة الاهتمام بمصير العراق إلى موت الاف من الأمريكيين وما يقرب من نصف مليون عراقي خلال أعوام الحرب بجانب حقيقة تمركز العراق في قلب ميزان القوى في منطقة الخليج من خلال تشاركها لخطوط طويلة من الحدود مع سوريا وإيران والسعودية. واعتبر لينش أن عودة التمرد من جديد وبشكل أقوى مما كان عليه إلى الشارع العراقي يمثل في حقيقة الأمر واحدة من أكثر التداعيات الكارثية للحرب السورية، حتى أصبح العراق يعبر ثلاثة من أبرز خطوط تقسيم الشرق الأوسط اليوم وهي خطوط تتمثل في حقيقة أن المسلمين السنة باتوا ضد الشيعة وأن الاستبداد ضد الديمقراطية ومجلس التعاون الخليجي أصبح ضد إيران. ورجح لينش أنه من دون وجود أي شعور بالإلحاح بشأن هذه الأمور، فإن اجتماع البيت الأبيض بين المالكي والمسئولين الأمريكيين قد يغطي أمورا تزيد قليلا عن تلك الأشياء الخاصة بتفعيل الاتفاق المهمل منذ فترة طويلة حول الإطار الاستراتيجي (اس اف اي) والذي تعهد بتعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية. ولم يغفل لينش أهمية (اس اف اي)؛ حيث أكد أنها تنطوي على أهمية كبيرة كفيلة لإعادة بناء نوع ما من العلاقات الايجابية والطبيعية بين البلدين بل وتبتعد أيضا عن ذكريات عقد كامل من الحرب والاحتلال، مشيرا إلى أنه بات من الجلي أن المالكي يضمر أشياء يريدها من واشنطن، مثل إحياء التعاون في المجال الاستخباراتي و تسليم أنظمة الأسلحة. وأردف الباحث والأكاديمي الأمريكي يقول إنه من المجدي أن يتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمالكي بشكل صريح عن الأزمة السياسية المحلية التي تعصف بالعراق حاليا وعن الدور المحتمل للعراق في تغيير الأمور الاقليمية بالشرق الأوسط..لافتا إلى تصريح مندوب العراق لدى الأممالمتحدة لقمان عبد الرحيم الفيلي بأن بلاده يمكن لها أن تصبح حليفا موثوق به في منطقة مضطربة.