في المقال السابق بدأته من نهاية فيلم (فلسطين في القلب والفؤاد) والفؤاد هو نفسه القلب لكن لغتنا الجميلة تحب الاستطراد والتكرار لنؤكد حقيقة ما.. أو كذبة ما فليس هناك فرق كبير! المهم أن التكرار يعلم الشطار وقد يعلم البلهاء والمغفلين وأحيانا لا يعلمهم! وسردت في المقال عكس الترتيب التاريخي للأحداث فبدأت من نهاية عهد مبارك الذي لم يكن فيه جديد لثلاثين عاما إلا بدايتها التي تساهل فيها مع الإرهابيين الذين قتلوا السادات ليبدأ عهدا يتسم بالمصالحة التي يدعي فيها الشعب المصري وحده لمصالحة الإرهاب! والتي لم ينقطع فيها الإرهاب أبدا طيلة عهده, وبعد أن مد لهم السادات يده خوفا من الناصريين! فأكلوا ذراعه ومازلنا نعيش من أيامها وحتى الآن أحلي أيامنا السوداء. واصلت سرد الأحداث بالعكس حتى وصلت لبداية الحرب الفلسطينية عام 1948وكانت بسبب تنافس الملك عبد الله ملك الأردن والملك فاروق لدخول هذه الحرب طمعا في وراثة خلافة الأمة الإسلامية التي تخلت عنها تركيا!! وبالفعل اقتطع الأردن الضفة الغربية بالاتفاق سرا مع إسرائيل بينما حوصر عبد الناصر في الفالوجا حتى توسط لنا الأمريكان بالإضافة للإنجليز - الذين كانوا يحتلوننا - للإفراج عن قواتنا!. الآن نرجع إلي الحاضر. لنجد أننا وقد تحررنا واستعدنا سيناء كاملة نحارب حربا شرسة دفاعا عن أرضنا في مواجهة حماس الفلسطينية وحلفائها! ويساعدها إخوانها المسلمون في مصر! يا عيب الشوم نحن العرب نحارب بعضنا (باعتبارنا عربا)؟ ولم يقل أحد يا عيب الشوم للفلسطينيين الذين يحاربون مصر بعد ما دفعت ما لا يمكن حصره من الأموال والأرواح وتأخرت عشرات السنين من أجل قضية فلسطين!.ولكن العكس هو ما يقال فهم يشتكون أننا لا نسمح بتهريب كل السلع المدعمة لهم بدلا من فقراء شعبنا! والتي يتكسب منها رؤساء حماس فيأخذون عنها الضرائب من أهلهم! ويتظاهرون أنه لا علاقة لهم بالفصائل الإرهابية الكثيرة التي تقتل وتفجر وترتكب عشرات العمليات في سيناء ضد قواتنا المسلحة فتقتل الضباط والجنود والشرطة والمدنيين علاوة علي عمليات إرهاب في كل محافظات مصر يوميا. وهكذا بعد أن خطفت عصابة حماس غزة من أهلها في الضفة الغربية أرادوا أن يتوسعوا علي حساب مصر بدلا من استرداد أرضهم أو بعضها من إسرائيل. حاولوا في الماضي إقامة وطنهم خارج حدود فلسطين في البلاد العربية التي هاجروا إليها. مثل لبنان مرة فتسببت في الحرب الأهلية هناك، وفي الأردن عندما حاولوا أخذ الحكم من الملك حسين فقام بذبحهم، وفي الكويت عندما خيل لهم أن صدام وقد اجتاح الكويت سيشركهم معهم في حكمها فوقفوا معه ضد شعبها. ومنذ سنوات اختطفت منظمة حماس غزة لنفسها من الضفة الغربية وأعلنت فيها إمارة إسلامية واليوم تجمعت فيها كل الأطراف التي تريد هدم مصر بمباركة من أمريكا وتركيا وأوربا وقطر!.وتفرغت حماس لذلك بأن عقدت هدنة مع إسرائيل! وارتاحت إسرائيل فلا مانع عندها أن تطمع حماس في سيناء كأنها أرض الميعاد لهم!. مصر من وجهة نظرها الآن متاحة ومستباحة للجميع يكاد يكون الكل ضدها, عدا الدول التي وقفت بجوارها مؤخرا. هل تأكدت الآن من قام بتهريب محمد مرسي من سجنه ؟هل عرفت من حرق الأقسام والمنشآت ومباني المؤسسات الحكومية، ومن ساعد مرسي علي الوصول للحكم ؟. وأخيرا هل تري أي أمل في مشروع الخلافة الإسلامية؟ أو مشروع القومية العربية؟ هل تتصوره بلا دعم من الفرنجة الكفار؟! هل نسيت أن الإنجليز كانوا خلف إنشاء جامعة الدول العربية! وأن أول دعم مادي للإخوان كان من انجلترا؟ وهو حاليا من أمريكا؟!. إذا كنا في هذه المنطقة نتحدث العربية أو شبه العربية والأغلبية فيها مسلمة وإذا كنا جيرانا. فلا تنس أن الناس تحارب أول ما تحارب جيرانها وتطمع فيمن يشاركهم الدين واللغة, فيطمع القوي في الأضعف والغني في الأفقر والحجة دائما الوحدة! والوحدة الحقيقية تحققت بين دول أوربا ولكننا لن نقلدهم. وقبلها تقدموا عن طريق دساتير حديثة لكننا لن نقلدهم. فمازلنا نعشق القرون الوسطي فهنيئا لنا وهنيئا للغرب.