رغم مرور أكثر من أربعة شهور علي ثورة 25 يناير.. مازال أهالي الشهداء والمصابين يطرقون كل الأبواب من أجل الحصول علي حقوق ذويهم.. حتي الانتهاء من إجراءات المعاش والميراث.. يذوقون فيها الأمرين.. دون أي اكتراث بما قدم أبناؤهم من أجل إصلاح حال هذا البلد. فعلي صعيد المصابين.. أصبحوا يحسدون الشهداء لأنهم رحلوا عن الدنيا الي جنة الخلد.. بينما هم يموتون ببطء كل يوم. »عبدالله رجب«.. 27 سنة.. من بني سويف.. تعرض لعدة طلقات نارية في رأسه يوم 28 يناير »جمعة الغضب«.. أصيب علي إثره بنزيف بالمخ، وانفجار بمقلة العين اليمني واليسري، أفقده بصره، وأعجزه عن الحركة. انتهت حياة عبدالله، قبل أن تبدأ، وهو الآن يعيش وحيدا يرفض مقابلة أحد، لأنه لا يطيق سماع عبارات الشفقة والإحسان، حتي أنه قاطع سماع التليفزيون والراديو، حتي لا يسمع خبراً سيئاً، يجعله يشعر أن حياته وشبابه الذي ضحي به راح هباء. رفض عبدالله تصويره قائلاً »أشعر أن نشر صورتي بعدما حدث بها من تشوهات.. تمثيل بي.. يكفيكم صورتي وأنا شاب وعشرات التقارير الطبية التي تؤكد أن حالتي ميؤوس من علاجها«. كل يوم يحضر عبدالرحمن أخوه، إلي القاهرة محملا بعشرات التقارير والالتماسات، يطرق أبواب كافة الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي ادعت مساعدتها لمصابي الثورة.. لكنهم يمنونهم بالوعود قائلين »فوتوا علينا بكرة«! فإلي متي سيظل مصابو الثورة يحتضرون.. دون أن يساعدهم أحد؟.. وهل علاجهم علي نفقة الدولة أمر صعب المنال ليستجدوه بهذا الشكل؟