حتى أمس الأول يوم الأحد الموافق نصر أكتوبر العظيم، لم توضح لنا الأجهزة الأمنية(مخابرات عامة، عسكرية، تحريات، أمن دولة) من الذى يحشد المئات من جماعة الإخوان فى القاهرة والمحافظات؟، وهل هذه الحشود ممولة أم مجرد شخصيات تتبنى فكرة وخطابًا دينيًا وسياسيًا؟. قبل فترة قيل لنا إن جماعة الإخوان تنفق الملايين على حشد الأعضاء والمواطنين فى المظاهرات، وأشيع أنهم يدفعون مبالغ كبيرة تتراوح بين 500 وألف جنيه للمشترك فى المظاهرة، وأن هذه المبالغ تزيد للذين يستخدمون السلاح النارى أو الأبيض أو الذين يحملون الحجارة، وقيل كذلك إن قيادات الجماعة فى المحافظات تقوم بتوفير وسائل الانتقال إلى الميادين والمدن التى تقرر التظاهر بها، وقد أكد بعض المسئولين أن هذه الأموال تأتى من قطر أو تركيا أو التنظيم الدولى للجماعة أو من حسابات بعض رجال أعمال الإخوان. وعندما كثرت المظاهرات وتكررت وأسفر عنها قتلى ومصابون وإشعال نيران فى سيارات وتحطيم واجهات محلات وشركات وطرق وأرصفة ووسائل مواصلات، سألنا وكررنا السؤال: ما هى مصادر تمويل المظاهرات وتمويل العمليات الإرهابية؟، هل هى بالفعل خارجية(قطر، تركيا، التنظيم الدولي) أم داخلية(رجال أعمال الجماعة)؟، وكيف تصل للقيادات التى تحشد المظاهرات أو التى تمول العمليات الإرهابية؟، وكيف تنتقل من القيادة إلى المتظاهرين؟، هل تدخل مصر عبر البنوك؟، هل يتم تهريبها فى حاويات؟، ما هى الآلية التى يتم من خلالها توفير الأموال بين أيدى القيادات الإخوانية والإرهابية؟. وبسبب تكرار المظاهرات وتعددها وما يسفر عنها من قتلى ومصابين وخراب وجهنا سؤالا آخر للأجهزة الأمنية(المخابرات العامة والحربية والتحريات وأمن الدولة والأمن العام وغيرها مما لا أعرف أسماءها) لماذا لم تجفف منابع تمويل المظاهرات والإرهاب؟، لماذا تنجح جماعة الإخوان (حتى أمس) فى حشد المئات فى القاهرة والمحافظات؟، لماذا نسمع يوميا عن عمليات إرهابية فى سيناء وبعض المحافظات؟، لماذا لم نسمع عن ضبط بعض مصادر التمويل أو اغلاق بعض منافذ تهريب الأموال؟. كثرة المظاهرات الإخوانية وتكرارها فى القاهرة والمحافظات بالشكل الذى نتابعه جميعا، يحيلنا إلى تفسيرين، الأول: إن المتظاهرين هم أعضاء الجماعة والتيار الإسلامى وبعض المتعاطفين وليس بينهم أشخاص مأجورة، وهذا التفسير يعنى أن الجماعة لا تحتاج أموالا لكى تحشد أعضاءها، وبالتالى ليس صحيحا ما تردد من أن قطر وتركيا والتنظيم الدولى وبعض رجال الأعمال يقومون بالتمويل، ويعنى كذلك أنه ليس صحيحا ما يقال إن ثمة عمليات تهريب لأموال تقع سواء من الخارج أو من الداخل، وهذا التفسير يقودنا إلى القول بأننا أمام أشخاص يتبنون خطابا دينيا ويخلصون له ويدافعون عن وجوده، وإخلاصهم هذا يدفعهم إلى الخروج والتظاهر وإلى استخدام العنف فى بعض المواقع، ويلزمنا نحن بإعادة النظر فى مواجهة المتظاهرين، وأن نفكر بشكل جاد فى التوصل لصيغة توافق بيننا وبينهم. الأمر الثاني: إن هناك عمليات حشد يمول بعضها أو معظمها، وهنا نحن مطالبون بأن نجيب على الأسئلة الصعبة التى سبق وطرحناها: ما هى مصادر التمويل؟، هل هى داخلية أم خارجية؟، وما هى آلية وصول هذه الأموال إلى أيدى الحاشدين وبعض المتظاهرين؟. كما أن هذه المظاهرات الممول بعضها أو معظمها تحتاج منا كذلك ان نميز بينها وبين غير الممولة فى التعامل والتصدى والتوصيف، وحتى فى العقاب أو الأحكام القضائية لأنهم فى الغالب يستخدمون العنف فى الممولة، فالحكومة مطالبة بأن تغلظ العقوبة للمضبوطين فى المظاهرات التى يقع بها عنف فى ظنى أن العنف كان فى مظاهره أو فى عملية مسلحة هو فى النهاية من الأعمال الفاشية والإرهابية، لأنه يقوم على التخطيط والتمويل والتجهيز والحشد والتدريب، وذلك بتوفير الأسلحة المستخدمة، سواء كانت بيضاء أو شوم أو مولوتوف أو كانت نارية. الأجهزة الأمنية ملزمة أن تضع يدها على مصادر التمويل وعلى العقليات التى تخطط وتدبر وتجهز وتحشد، لأن الأيام قد أثبتت أن التمويل والتخطيط لم يتأثر بإلقاء القبض على بعض قيادات الجماعة ورموزها، فالسجون أصبحت تضم معظم رموز وقيادات جماعة الإخوان، سواء من الصف الأول أو الثانى أو الثالث، ومع الأسف مازالت المظاهرات السلمية والعنيفة قائمة ومتكررة، لماذا؟، من الذى يخطط ويدبر ويجهز ويحشد؟، ومن الذى يمول؟، وكيف تصل الأموال من مصادرها إلى الشخصيات التى تخطط وتجهز وتحشد؟.