بعد تهديدات الجماعة المحظورة بإفساد فرحة المصريين باحتفالهم بنصر أكتوبر المجيد بإعلانهم اقتحام ميدان التحرير ورابعة العدوية أمس ،احتشد ملايين المصريين في ميادين الانتصار وميادين الاحتفال ورغم الاحتفالات أصرت الجماعة على أن يشوب هذا اليوم لون الدم ، وقامت بتظاهرات أغلبها شابه العنف والدم ، إلا أن يقظة الأمن المصري ووزارة الداخلية بالتعاون مع قوات الجيش أحبط هذه المحاولات وأفشلها ، وجاءت أحداث العنف لتتقوقع في مناطق محدودة مثل منطقة الدقي ورمسيس والمنيل. استطلعت بوابة الوفد أراء بعض الخبراء والسياسين حول تأثير ما حدث من أحداث عنف علي صورة الجماعة وشعبيتها في الشارع المصري . ورأى الكاتب الصحفي مصطفي بكري، أن العنف الذي انتهجته الجماعة المحظورة أمس خلال احتفالات أكتوبر يؤكد حرص التنظيم على تحقيق انتصار سريع باحتلال ميدان التحرير، لاستخدامه كوسيلة ضغط على الشعب والحكومة. وفسر بكري تجديد دعوات الإخوان للتظاهر ودخول ميدان التحرير الجمعة المقبلة برغبتهم في تصدير صورة للخارج عبر بث مباشر من داخل هذه الميادين بوجود شرعية وهمية لمرسي وجماعته. وأضاف بكري في تصريحات ل"بوابة الوفد" أن الغرب وخاصة أمريكا لم يعد لديهم اهتمام بتنظيم الإخوان أو بالرئيس المعزول، لأن الغرب أدرك تماما أن ما حدث في 30 يونيو هو إرادة شعب ، وفضل الغرب التعامل مع الحكومة الرسمية التي تعبر عن الشعب المصري . وأضاف بكري أن الجماعة تريد تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية ونحن علي أبواب انتخابات برلمانية، فهم يريدون زيادة الضغط للإفراج عن قادتهم من السجون . والدكتور جمال زهران المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية أكد أن ما شاهدته مصر أمس من أعمال عنف ودمار وقتل من قبل عناصر الإخوان بذكرى 6 أكتوبر، بمثابة كشف عن وجه الجماعة الإرهابية القبيح. وقال زهران في تصريحات لبوابة الوفد أنه " لا مصالحة ولا اندماج يمكن أن يحدث أبدا مع هذه الجماعة الإرهابية بعد ما قاموا به أمس، مناشداً حكومة الببلاوي أن تصدر قرارها بحل الجماعة بعد صدور حكم حظر الجماعة ،وإغلاق هذا الملف نهائيا . وحمل زهران تنظيم الإخوان مسئولية الضحايا الذين سقطوا أمس كما حمل الحكومة التي منحت الإخوان الفرصة لإعادة تنظيم نفسها ،وتوجيه قوتها ضد الشعب المصري . وأكد بهاء أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد, أن محاولات الجماعة المحظورة لإفساد فرحة نصر أكتوبر المجيدة هي محاولات بعيدة كل البعد عن الحنكة السياسية والفكر السياسي الذي يقتضي بأن يكسبوا على أرض الواقع، ولكن هذه الأعمال تؤدي إلى ابتعاد المواطن العادي عن الجماعة المحظورة، وعن تأييد أفكارها وتوجهاتها وانصراف المتعاطفين معها وانقلابهم عليها. وأضاف أبو شقة أن ما يحدث يؤكد أن الجماعة تغلق جميع الأبواب في وجه النقاش لأمد طويل ومن البداية يجب أن ندرك أن الدولة دخلت معركة كبيرة للقضاء على الإرهاب، وأن أي معركة لها ضحايا ولكن العبرة يمن ينتصر في النهاية وأنا على يقين بأن الشعب وشرطته وجيشه هم من سوف ينتصرون في النهاية .. وأكد نائب رئيس حزب الوفد أن ما حدث وما يحدث هو أمر متوقع لأن الإرهاب لا يحكمه منطق ولا دين ولا عقل ، وهم بعداء كل البعد عن أي مفهوم سياسي أو إعلاء لأي مصلحة للوطن. وأشار أبو شقة إلى أن الجيش والشرطة على يقين تماما بكل المخاطر منذ أن اتخذ القرار بفض اعتصامي رابعة والنهضة، ولن يتوانى الجيش والشرطة عن ملاحقة كافة البؤر الإجرامية سوا ء. ورأت فاطمة الناعوت الناشطة السياسية والكاتبة الصحفية أن الجماعة المحظورة تنتهج الآن نهج إفساد أفراح المصريين وهو شيء غير مبرر، لافتة إلى أن التنظيم لم يكفه إفساد الحياة السياسية على مدار عامين ولكنه رغب في إفساد فرحة نصر أكتوبر أمس. وقال ناعوت في تصريحات "لبوابة الوفد" شاركت أمس مع ملايين المصريين في احتفالات ذكري النصر المجيدة ووجدت الفرحة عارمة في أعين الجميع لم أرها منذ 25 يناير إلا في 30/6 ، موضحة أن الإخوان يمارسون سياسة نطح الحائط بعد أن لفظهم الشعب المصري وبعد أن فشلوا في استقطاب الفقراء من أبناء الوطن بالزيت والسكر . وأشارت ناعوت إلى أن حزب النور هو الذراع الخفي للجماعة المحظورة ويسعي بكل السبل لتعطيل خارطة الطريق موضحة أن نجاح خارطة الطريق صفعة على وجه أمريكا، مشددا في الوقت ذاته على أن حزب النور ومن ورائهم الإخوان يريدون تعطيل المناخ السياسي في مصر بشكل عام. أما الدكتورة كاميليا شكري عميد معهد الدراسات السياسية بالوفد وعضو الهيئة العليا بالحزب فأكدت إن أحداث العنف التي ارتكبها الإخوان أمس لا يمكن أن يقوم بها مواطن مصري ، فالمصري يحب مصر ويعشق ترابها، خاصة في ذكري أكتوبر المجيدة. وأضافت شكري في تصريحات ل"بوابة الوفد" أن العنف الذي حدث أمس ليس موجها للجيش أو الشرطة فقط بل هو موجه إلى الشعب المصري، ويؤكد علي ضياع الوطنية والانتماء، لافتا إلى أن هذه الأفعال لن يقوم بها سوي خائن للوطن. وشددت عضو الهيئة العليا للحزب على أن ما يريده الإخوان مما فعلوه ويفعلونه هو إعطاء صورة ذهنية للغرب والعالم بأن مصر بها ارتباكات مثلما حدث من بعض العراقيين الخونة الذين قاموا بالتقاط صور على الدبابات الأمريكية لتصدير صورة بأن العرقيين يرحبون بدخول الأمريكان. وقالت شكري إن ما حدث أمس كان شغبا من أناس ينفر منهم الشعب المصري كما ينفر من قادتهم الذين خرجوا علينا ليقولوا طظ في مصر ، والآخر قال إن الوطن ما هو إلا تراب ، وهذا يدل على عدم الانتماء والوطنية ،فليس غريبا منهم أن يفسدوا يوما مثل يوم النصر ،الذي يمثل قيمة كبيرة لدي المصريين. وأوضحت شكري أن المقصود من العنف وسقوط ضحايا ومصابين من الجانبين هو تنفيذ لأجندة أجنبية يسعون بكل جهدهم لتنفيذها وإن ظلوا على هذا المنوال فإنهم يقتلون الأمل في أنفسهم قبل أن يقتلوه في قلوب المصريين لأن الشعب المصري شعب أبي ولديه من القوة والرجال من يحميه ويزود عنه . وأشار وجيه في تصريحات ل"بوابة الوفد"أن ما بذله الإخوان من جهد لإفشال الاحتفال باليوم التاريخي ذهب كالرياح بعد أن توافدت حشود كبيرة من المصريين إلى الميادين واحتفلوا بالنصر العظيم وبالجيش مطالباً تنظيم الإخوان بمراجعة مواقفهم ،ويعلموا جيداً ماذا يريدون ، الوطن ومصلحته أم الجماعة ومصلحتها . وحول مطالبات البعض بوضع الجماعة المحظورة على قوائم الإرهاب العالمي قال شهاب بالفعل الجماعة بدأت أن تصنف جماعة إرهابية على مستوي العالم ، وذلك بعد أن قامت بنهج العنف مع مؤسسات الدولة والشعب ومع كل من يعارضهم .