يتجه رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا بمجرد عودته إلى بلاده، حيث يشارك حاليًا في اجتماعات الجمعية العامة ال 68 للأمم المتحدة إلى مجلسي النواب؛ للتأكيد على تمتع حكومته بأغلبية برلمانية، وتأييد غالبية الأعضاء لها. ويتزامن ذلك مع إعداد برلمانيي حزب شعب الحريات رسائل الاستقالة حال التصويت الإيجابي على إسقاط عضوية سيلفيو بيرلسكوني في مجلس الشيوخ، ومع التوتر السائد بين حزب رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الجمهورية نابوليتانو عقب توجيه الأخير انتقادات حادة إلى تهديدات حزب شعب الحريات بالخروج من الحكومة. وتستمر في المقابل الاتصالات بين رئيس الوزراء من نيويورك، والرئيس نابوليتانو ما يعكس مخاوف إنريكو ليتا والحزب الديموقراطي. وكانت أغلبية برلمانيي حزب (شعب الحريات) ليمين الوسط بزعامة بيرلسكوني ثاني أكبر حزب من قوى الأغلبية المشكلة للحكومة الموسعة الحالية، قد وقعت على رسالة استقالة من عضوية البرلمان معدة مسبقًا من قبل قيادتهم. ووفقًا لرئيس كتلة الحزب في مجلس الشيوخ الإيطالي ريناتو سكيفاني، الذي عبر عن رضاه من مجريات العملية، فإنه لم يبقَ إلا أربعة نواب، لم يوقعوا بسبب وجودهم خارج العاصمة الإيطالية روما . ويأتي ذلك تنفيذا لقرار سبق وأن اتخذه اجتماعًا استثنائيًا عقده رؤساء المجموعات البرلمانية للحزب المذكور، استباقًا لاجتماع الهيئة الخاصة بالانتخابات والحصانة البرلمانية لمجلس الشيوخ الإيطالي التي ستحسم يوم الرابع من أكتوبر المقبل بالتصويت الموقف من إلغاء عضوية بيرلسكوني في المجلس. وفي مقابل هذا التطور الحاسم بالنسبة لمصير الحكومة برئاسة إنريكو ليتّا ومصير مجمل الدورة التشريعية الحالية التي أفرزتها انتخابات فبراير الماضي، تصاعدت حدة مواقف رئيس الجمهورية الإيطالية جورجو نابوليتانو، وإلى جانبه رئيس الحكومة ليتا من هذا الموقف"المقلق دستوريًا".