أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده لن تقبل بأقل مما تم الاتفاق عليه بين روسياوالولاياتالمتحدة بشأن ملف الأسلحة الكيماوية في سوريا. وقال الرئيس الفرنسي - في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة - "نحن نريد قرارا ملزما - بموجب الفصل السابع - من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، وأن ينص صراحة على إنزال العقوبات في حالة قيام النظام السوري بخرق القرار، ونحن لن نقبل بأي شيء أقل مما تم الاتفاق عليه بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول ملف الأسلحة الكيماوية السورية". وأشار أولاند إلى أنه قدم إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراحا يقضي بعدم تمتع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي استخدام حق النقض عند حدوث جرائم حرب أو جرائم مروعة في مناطق الصراع. وقال الرئيس الفرنسي "لقد قدمت اليوم اقتراحا إلي الجمعية العامة يقضي بأن في حالة وقوع جرائم حرب أو جرائم مروعة في مناطق الصراع، لا يجوز للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي استخدام حق النقض". وأكد أن "قرار مجلس الأمن المتوقع بشأن سوريا، يجب أن يعالج موضوع الأسلحة الكيماوية ومؤتمر جينيف2، وذلك حتى نصل إلى مرحلة انتقالية في سوريا. إن علينا إنهاء الأزمة في سوريا التي شهدت سقوط أكثر من 120 ألف قتيل حتى الآن". وشدد فرانسوا أولاند في على أن "مؤتمر جينيف2 لا يجب أن ينعقد لمجرد تبادل الحديث بين المشاركين"، وقال للصحفيين "إن الهدف من مؤتمر جينيف 2 هو تشكيل حكومة انتقالية بحيث تقود الي استعادة السلام في سوريا، ونحن في فرنسا لدينا الإرادة على المشاركة في إعادة بناء سوريا الجديدة". وشدد الرئيس الفرنسي على أنه لا يمكن الثقة في الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أنه قبل ظهور تقرير لجنة التحقيق الأممية حول حادثة غوطة دمشق، كان ينكر حيازته لأي أسلحة كيماوية، وبعد ذلك أعلن امتلاك بلاده لهذه الأسلحة. وردا على سؤال بشأن الموقف الحالي في مصر، أعرب رئيس فرنسا عن أمله في أن يتم تنفيذ البنود الواردة في خارطة الطريق، بما في ذلك الانتخابات واحترام مبدأ التعددية. وقال الرئيس الفرنسي "نحن نريد لخارطة الطريق التي أعلنتها السلطات في مصر أن تتحقق، بما في ذلك الانتخابات واحترام التعددية، وما نقوله للمواطنين الفرنسيين الراغبين في زيارة مصر أن يتخذوا الحيطة، ونتمنى أن يتم رفع تحذيراتنا إليهم بأسرع مما يمكن."مشيرا إلى أن إن عودة السياح إلى مصر مرتبط بعودة الاستقرار إليها. واعترف الرئيس الفرنسي بالعبء الضخم الملقى على عاتق لبنان جراء تداعيات الأزمة السورية، وقال إن 22 في المائة من السكان الذين يعيشون في لبنان حاليا هم من أصل سوري. وتابع قائلا "نحن ندرك حجم العبء الملقى على عاتق لبنان، ونعرف أنه لم يعد بمقدرة لبنان تحمل المزيد من اللاجئين السوريين، ونحن في فرنسا مهتمون كثيرا بهذا الموضوع، وقد تحدثت بشأنه مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان". وحول برنامج إيران النووي، قال الرئيس الفرنسي إنه سيجتمع اليوم مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، مشيرا إلى أن "تصريحات بناءة صدرت مؤخرا من الرئيس الإيراني ووزير خارجيته يمكن أن تكون مصدرا للتطورات في المنطقة". وأضاف الرئيس الفرنسي قائلا "إن موقف فرنسا هو عدم القبول بانتشار الأسلحة النووية، لارتباطه بالأمن العالمي، وليس الأمن الإيراني فحسب. وفرنسا تدرك أن لإيران حق في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، لكن فرنسا لن تقبل أن تعمل إيران من أجل الحصول على السلاح النووي". وردا على سؤال بشأن احتمال تدخل فرنسا العسكري في الأزمة الحالية في جمهورية أفريقيا الوسطي، نفي الرئيس الفرنسي أن تكون بلاده راغبة في التدخل العسكري على غرار ما حدث في مالي، وقال للصحفيين "إن لدينا نحو 500 جندي على الأرض في إفريقيا الوسطي، لكن مهمتهم منحصرة في حماية المطار الدولي هناك، ونحن نأمل في صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح بنشر قوات إفريقية في إفريقيا الوسطي، وسوف نسهم من جانبنا في دعم هذه القوات".