كشفت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية النقاب عن أكبر وحدة تجسس لمراقبة وسائل الإعلام المصرية المختلفة، لرصد توجهات المصريين نحو إسرائيل في أعقاب الثورات التي تعم العالم العربي. وذكرت الصحيفة العبرية أمس عبر موقعها الالكترونى أن الاستخبارات العسكرية أنشأت بالتعاون مع مصادر خارجية، وحدة أطلقت عليها اسم وحدة «MI»، تختص في مراقبة جميع وسائل الإعلام العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ك «الفيسبوك» و«تويتر» لرصد ما يبثه نشطاء هذه المواقع الاجتماعية وما تبثه الوسائل من رسائل معادية لإسرائيل. وكشفت هاآرتس أن هذه الوحدة تعمل على جمع المواد الإخبارية والتصريحات السياسية على مدار 24 ساعة، وتشمل متابعتها جميع المواقع المصرية والصفحات الشخصية لمسئولين مصريين وفلسطينيين وعرب على مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت تحصل على المعلومات والتصريحات المعادية لإسرائيل عن طريق منظمتين، هما منظمة الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية ومقرها العاصمة الأمريكيةواشنطن ومركز الإعلام الإسرائيلي الفلسطيني بمدينة نيويورك التابع لعدد من المتطرفين اليمينيين الإسرائيليين. والجدير بالذكر أن هذه الوحدة ستكون جزءاً من وحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة «أمان»، والتي تعمل في مجال التجسس الإلكتروني. وأشارت الصحيفة، بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، والتي وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تُولى موضوع التحريض ضد إسرائيل اهتمامًا كبيرًا. في السياق ذاته، تُعتبر الوحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي من أكثر الوحدات تطورًا من الناحية التقنية والتكنولوجية ولها نشاطات واسعة في حروب الإنترنت والشبكات، وقد انضم إليها الآلاف من العقول الإسرائيلية منذ إنشائها نظرا لشهرتها الواسعة حيث تعمل على ضمان التفوق النوعي لإسرائيل من خلال عمليات دفاعية أو هجومية في الفضاء الإلكتروني. وبحسب موقع «Defense News» فإن الدولة العبرية قامت منذ العام 2003 بتجنيد آلاف الشباب من طلاب الثانوية في هذه الوحدة مما أثار الجدل حينها حول الأسباب التي تستدعي استقطاب كل هذه الأعداد وطبيعة المهام التي ستوكل إليهم، لكن الأمر ظل مبهما وتعرضت الصحف العبرية لضغوطات لوقف النبش بالموضوع. لكن مع نهاية العام الماضي بدأت المعلومات تتسرب بأن من تم تجنيدهم شكلوا أكبر جيش الكتروني لنشر الفكر الصهيوني والتوغل في أعماق العالم العربي لتسميم البنية الثقافية والفكرية وضرب قيمه الأخلاقية والإنسانية والعقائدية.