تراث وكنوز ماسبيرو المرئية والمسموعة في خطر، وعلي وشك التلف ولابد من إنقاذه بأي ثمن لأنه أكبر من أي ثمن، دعوة أطلقها مجموعة من المحبين لماسبيرو وتراثه بدأت تجد صداها لدي الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام وأحد أبناء ماسبيرو وأكثر المقدرين لتراثه وكنوزه. البداية - كما يقول المخرج عبدالعزيز عمران، مخرج بالبرامج الدينية بالتليفزيون - إن هناك نحو 25 ألف شريط معظمها مقاس 2 بوصة معرضة للتلف بسبب تخزينها بشكل سيئ في مكتبة بالبدروم يتسلل إليها الحشرات والمجاري ونحو 5 آلاف شريط مخزنة في عدد من الشقق المفروشة ب 6 أكتوبر من 20 عاماً، وبعض الأماكن التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأضاف: لم نتمكن حتي الآن من نقل هذه الشرائط التي تضم روائع التراث بكل أنواعه منها أكثر من 400 شريط لتسجيلات الراحل الشيخ الشعراوي تضم أهم التفسيرات للقرآن الكريم، وكذلك بسبب عطل ماكينة النقل الخاصة بالشرائط منذ 3 شهور ولعدم وجود ماكينات تنظيف سوي واحدة فقط رغم مخاطبتنا لرئيس التليفزيون بوجود متطوعين لإصلاح ماكينة النقل أو شراء بديل، وللآن لم يأت الرد، في حين أن نقل أو تنظيف الشريط الواحد الذي مدته ساعة ونصف الساعة يحتاج من 4 إلي 6 ساعات، وأن هناك نحو 25٪ من عدد هذه الشرائط تعرض بالفعل للتلف. وأضاف: أعمل منذ 3 سنوات بدعم من رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية مها مدحت في نقل شرائط التراث الديني تحديداً بعد تكليف من اللواء طارق المهدي للتنقيب في تراث الشيخ الشعراوي وعرض ما يتناسب منها مع الأحداث لتهدئة الأجواء. وطالب «عمران» بأن يكون مشروع نقل والحفاظ علي تراث ماسبيرو مشروعاً قومياً مثلما سبقتنا دول شقيقة في ذلك مثل الكويت. وأضاف «عبدالعزيز عمران» أن وجود لجنة التراث برئاسة الإعلامية القديرة سهير الإتربي وعباس سمير رئيس إدارة المكتبات أسفرت عن النجاح في الحصول علي دعم وزيرة الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس التليفزيون في تخصيص مساحة كانت مخزناً للهندسة الإذاعية لعملها مكتبة يتم نقل التراث إليه بعد تنظيفه ونقله علي شرائط حديثة. سهير الإتربي الإعلامية الكبيرة سهير الإتربي، رئيس التليفزيون الأسبق، رئيس لجنة التراث بماسبيرو، قالت: ننتظر دفع مبلغ 500 ألف جنيه لمصنع الطائرات التابع للقوات المسلحة للبدء في تجهيز مكتبة جديدة بالمبني الجديد الذي تم إنشاؤه ليكون مكتبة ضخمة تضم تراث ماسبيرو بكل أنواعه وتكلفتها تصل إلي مليون و40 ألف جنيه ومازالت وزيرة الإعلام وهي واحدة من أبناء ومحبي هذا الجهاز والتراث تجاهد لتدبير هذا المبلغ حتي نتمكن من ضم تراث ماسبيرو في «حضن» المبني وكنا كلما نصل لحلول تتوقف فجأة بسبب عدم الاهتمام من القيادات المتعاقبة والآن نحن بحاجة ماسة لإصلاح هذا التراث بأسعار معقولة ليكون مصدر الصرف علي المبني بالكامل بدلاً من «بهدلته» في أماكن متفرقة تصل لأكثر من 25 ألف شريط وصعب نتركه يعاني الإهمال وموزعاً علي أكثر من 120 مكتبة. وأضافت: عندما كنت رئيساً للتليفزيون 1999 أنشأنا مكتبة ضخمة افتتحها الرئيس الأسبق حسني مبارك ونحن الآن بحاجة لمكتبة مماثلة. عباس سمير: بدأنا الخطوة الأولي عباس سمير، رئيس الإدارة المركزية لمكتبات التليفزيون، يقول: مشروع جمع تراث ماسبيرو بكل ألوانه ومحتوياته مشروع ضخم جداً وهو بالتأكيد مشروع قومي لأنه لا يقدر بثمن أو مال لكن الخطوة بدأت وهي تحتاج لمجهود كبير لكن وزيرة الإعلام أعطتنا الدفعة الأولي وتتبقي الخطوات التنفيذية التي بدأت بتخصيص موقع وافقت عليه الوزيرة وهو الآن في مرحلة التجهيزات التي يقوم بها مصنع الطائرات التابع للقوات المسلحة وتبقي الخطوة الأصعب وهي عملية بناء قاعدة البيانات للشرائط ما تم نقله وما لم يتم وعدد الشرائط وجمعها من أماكن تخزينها لكن المشكلة التي بدأت الوزيرة أيضاً في حلها هي ماكينات النقل والتنظيف فهي معطلة وقليلة وهو ما يتم ترتيبه مع قطاع الهندسة الإذاعية، لكن - والكلام لعباس سمير - كل الخطوات والمؤشرات تؤكد أن البداية تحققت والقادم صعب لكن تحمس الوزيرة للمشروع لن يعيدنا للوراء، خاصة أن هناك أكثر من 17 ألف شريط تضم روائع تراثنا تحتاج لقرار حاسم واستكمال للحلم لأن العالم كله يتباهي بتراثنا، ونحن نملك أعظمه وأهمه فلا يجب أن نتراخي في ذلك ويكفي ما عاناه هذا التراث من شتات وفرقة في أحضان التكدس والمجاري والتلف.. وأنهي «سمير» كلامه المشروع سيأخذ وقتاً لكن سيتحقق بتضافر الجهود ودعم وزيرة الإعلام.