كف رابعة وصل تونس، الأجواء العربية تتأرجح بين الخريف والربيع، حلمنا بثورة تونس فى مصر، وكشرت عصابة الحزب الوطنى عن أنيابها وقالت: مصر مش تونس، كنت أتابع احدى جلسات مجلس الشورى من شرفة الصحافة، وشاهدت صفوت الشريف يصعد إلى المنصة بعد قيام مشرف القاعة بتوضيب الشلتة العالية، علاج، وارتفاع لمعاليه، وصرخ الشريف بصوت عال بعد شوية همهمات من بعض الأعضاء قائلاً: مصر مش تونس!! نواب أمنوا على كلام الشريف، ونواب أخفوا عبث وجوههم عنه ونائب شاب تمتم: منك لله يا أبوعزيزى، كان يقصد المواطن المصرى الذى أشعل النار فى ملابسه فى شارع مجلس الشعب مقلداً بوعزيزى التونسى مفجر الثورة فى تونس، هذا النائب كان «دلوعة» جمال مبارك، وموعوداً بمنصب وزارى فى حكومة الشباب التى كان يعدها جمال بعد إتمام مشروع التوريث ووصوله للحكم! خلاص النائب ده، تفرغ للتدريس فى الجامعة، اختفى من المسرح السياسى نهائياً. وقامت ثورة مصر فى «25 يناير»، وسرقها الإخوان، وقفزوا على السلطة، وقامت ثورة «30يونيو»، واستردت مصر، وطردت الإخوان، تونس حالياً حبة فوق، وحبة تحت، وضع مصر الحالى أفضل من تونس، وتونس تحاول تقليدنا، وهناك من يقول للشعب التونسى، تونس مش مصر، من هم الذين يقولون ذلك، ويريدون أن يحكموا تونس بالإكراه، هم جماعة الإخوان التونسيين، الذين يمثلهم حركة النهضة التونسية، هذه الحركة منزعجة بعد سقوط الإخوان الذين كانوا مصريين، وتخشى أن تواجه نفس المصير، ولذلك فهى تهاجم ثورة «30 يونيو» فى مصر، دفاعاً عن الإخوان المسلحين، مواقع حركة النهضة التونسية متغاظة من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، بعد النجاح الكبير الذى حققته القوات المسلحة على الإرهاب، وانحيازها لثورة الشعب المصرى، وقرب إجلاء الإرهاب والإخوان عن مصر نهائياً، وهذا طبعاً يؤثر على إخوان تونس، مواقع النهضة التونسية زعمت أن مساجد مصر تمجد السيسى وتذيع أغانى له مع الآذان، طبعاً هذا هراء لم يحدث، ولكنه حقد على مصر، وعلى رمز القوات المسلحة المصرية التى تدمر الإرهاب فى سيناء، وطبعاً حزب النهضة لم يعلق على ما يفعله إخوانهم فى مصر، من تهديد وترويع، وما يفعلونه فى المساجد، عندما اعتدوا على خطيب مسجد الرحمن الرحيم وسحبوه من فوق المنبر وحاولوا قتله لأنه حرم رفع السلاح على المسلمين، فقالوا له انزل ياظالم، إخوان تونس، وضعوا لوجو للسيسى فوق أحد المساجد بجوار ميكروفون، ولم تتحرك قلوبهم لتهديدات إخوان مصر بتفجير مترو الأنفاق والدعوة الى العصيان، ومنع التلاميذ من الوصول الى مدارسهم. المجلس الوطنىالتونسى رفع شعار رابعة، ووقعت خناقة حامية بين بعض الأعضاء داخل المجلس، البعض يؤيد الشعار، وآخرون يرفضونه، ماذا يعنى هذا الشعار، ولماذا كل هذه الضجة حوله، أول من لفت الأنظار الى الكف ذى الأربعة أصابع والخامس مضموم الى الجنب كان أردوغان عضو التنظيم العالمى للإخوان رئيس وزراء تركيا، ورفع الإخوان فى مصر هذا الشعار الذى تطور الى عصا فى نهايتها قطعة بلاستيك صفراء مرسوم عليها كف اليد. هذا رمز للعار والإرهاب والقتل، الإخوان من خلال اعتصامهم فى رابعة خططوا لبحور الدماء التى سالت فى جميع أنحاء مصر، وقطعوا الطرق، وروعوا سكان رابعة وخزنوا الأسلحة الثقيلة، وحولوا مسجد رابعة الى ثكنة عسكرية، ومقبرة لجثث الشباب الذين لم يسمعوا كلامهم، من خلال اعتصام رابعة، اقتحم الإخوان دار الحرس الجمهورى، ونفذوا مذبحة كرداسة، وأذاعوا بيانات العنف والدم وتحدوا إرادة الشعب، إن شعار رابعة هوشعار إرهابى يشبه شعار النازى الألمانى، هو شعار مقيت تفوح منه رائحة الدم ورائحة الخيانة والغدر، هو شعار عار لا يشرف أحداً.