كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للشئون الخارجية والأمينة بالاتحاد الأوروبى، تقوم حالياً بدور مهم وهو تغيير مفاهيم أوروبا عن ثورة المصريين فى «30 يونية»، وإزالة الغبار الذى حاول الإخوان إلقاءه على الثورة الخالدة..بل إن كاثرين لم تتورع من الاعتراف بأخطائها السابقة التى كانت تلاحق بها الثورة واعترفت المسئولة الأوروبية بأنها على استعداد تام للمجىء إلى القاهرة قريباً وتقديم الدعم الأوروبى اللائق إلى مصر. وأثنت «آشتون» على مصر ووصفه بالبلد العظيم.. ما الذى جعل آشتون تغير مفاهيمها وتعطى للثورة المصرية حقها؟!.. سؤال يتبادر إلى ذهن كل المصريين.. الحقيقة أن إرادة المصريين العظيمة وإيمانهم بقضيتهم فى دولة مدنية حديثة ديمقراطية، وبدء تنفيذ خريطة الطريق الموضوعة، يجعل كل عاقل يضرب تعظيم سلام للمصريين، وليست آشتون وحدها التى بدأت تغيير مفاهيمها، فكل دول العالم المحترم التى رأت ثورة المصريين والملايين التى خرجت فى الشوارع فى سابقة تعد الأولى من نوعها بهذا العدد أجبرت الدنيا كلها على احترام الإرادة الشعبية المصرية. وتطرقت آشتون إلى الحديث عن الإخوان، وهى التى التقت قيادات منهم، وخاصة الرئيس المعزول محمد مرسى ولم تخجل من الحديث رغم التأييد الغربى والأمريكى للجماعة من القول إن «الجماعة» وعلى رأسها مرسى لا تفهم من الديمقراطية سوى الصندوق، وهى نفسها التى قالت إن الديمقراطية ليست صندوقاً انتخابياً فحسب وإنما الديمقراطية تتطلب المزيد.. وهذه حقيقة كانت كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية تعلنها صراحة للجماعة التى حكمت البلاد اثنى عشر شهراً ذاق خلالها المصريون مرارة القهر والذل. وتحدت الجماعة ومندوبها فى الرئاسة المصريين حتى جاء اليوم الذى انتصرت فيه إرادة الشعب، لأن إرادته تعلو أى إرادة.. الذى تفعله آشتون الآن من تصحيح للمفاهيم لدى الغرب، كان الأولى بها أن تفعله المكاتب الإعلامية المصرية بالخارج التابعة لهيئة الاستعلامات، ومع عظيم الأسف تأخرت عن القيام بهذا الدور ولاتزال حتى الآن لسببين أحدهما أن «مرسى» وجماعته «فوّر» هذه المكاتب وألغى دورها، وبعد الثورة وهذا هو السبب الثانى تخاذلت هذه المكاتب عن أداء دورها ولاتزال راكدة.. ومن هنا باتت ضرورة إعادة النظر فيها وبأسرع وقت.. ألم يخجل هؤلاء مما تقوم به آشتون الآن، وهو الدور المنوط بهم والواجب عمله.. آشتون التى كانت تناصب العداء الثورة المصرية، تراجعت عن مواقفها السلبية والمقرفة ضد المصريين وبدأت حملة إعطاء المصريين حقهم فى ثورتهم.. فى الوقت الذى غابت فيه هيئة الاستعلامات، ومكاتبها الكثيرة بالخارج ولاتزال مغيبة حتى كتابة هذه الكلمات.. الآن بات واجباً ومهماً إعادة النظر فى المكاتب الإعلامية بالخارج، لتنقل صورة مصر الحقيقية إلى الخارج، بدلاً من النوم فى العسل الذى ارتضته بهذا الشكل المخزى.