قال الكاتب الصحفى الكبير "محمد حسنين هيكل" إنه شعر بالخوف عندما طلب الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" تفويضًا من الشعب للقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى توقعه أن تشهد الفترات التالية لهذا الخطاب، أموارًا حاسمة و وقتها "اتخضيت". وأوضح أن أول لقاء جمعه مع اللواء"عبد الفتاح السيسي" وقت أن كان مديرًا للمخابرات العسكرية شعرت بأننى شاب مثقف , وملم بالتاريخ , ولم أكن أتخيل بأنه فى مثل هذا العمر، وهذا القدر من إلمامه بالتاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء تم بعد أن تم دعوته لحضور لقاء مع القيادة المشتركة , وكان متواجدًا فيه السيسي. وأضاف هيكل أنه شعر وقتها أن السيسي عضو مؤثر فى المجلس العسكرى وقتها، مشيرًا إلى أنه طلب منه الحديث ليعرفه أكثر، مشيرًا إلى أنه لم يتوقع وقتها أن يقوم هذا الرجل بتحدي العالم . وأوضح أن ما قام به" السيسي" وكل التصرفات جاءت فى حدود الواقع الملتبس، مؤكدًا أن طلب "السيسي" تفويض كان لحظة "يأس" جراء فشله من محاولاته مع "المعزول" ، مطالبًا أن يتم تحليل التفويض بوضعه فى إطاره الزمني. وقال "هيكل " فى حواره مع فضائية "سى بى سى" إن "السيسي" تم اتهامه فى بعض الوقت بالتواطؤ مع جماعة الإخوان، لكنه رغم كل التناقضات التى كان يراها والملابسات كان يعطى أولوية لشرعية الدستور، وكان يعتقد أنه بجانب الضغوط هناك شرعية الصناديق،. وأعرب "هيكل" أن شرعية الصناديق ليست كل شئ , ولا يعطي حق الرئيس فى البقاء، خاصة بعد ظروف ملتبسة بعد ما حدث مع" مبارك" وحالة التخبط لدى الأحزاب والقوى السياسة، موضحًا أن الفريق "السيسي" شعر أن المسائل ليست "ماشية". وأوضح أن مرسى وقع بين مثلث " الإخوان والجيش والشعب"، مشيرًا إلى أنه كان غير مطمئن من وضعه، وكان يخاف من ترتيات مكتب الإرشاد، ويخشى الجيش، لأنه كان يدرك أن الضرورة هى التى وضعته فى هذا المنصب بعد خروج المهندس "خيرت الشاطر" من ترشيحات الرئاسة، وأنه كان قلقًا مما يُدَّبر فى الإرشاد، وكان يحاول أن يشعرهم بأنه قوي وأن الجيش تحت سيطرته , وهو ما ألمح إليه فى خطابه فى قاعة المؤتمرات. وأكد أن "مرسى "لم يعزل الفريق "السيسي"، ووصفها بأنها كانت عملية صعبة لأنه لو عزله سوف يفاجئ بقيادة قد لا يعرفها، موضحًا أن الفريق "السيسي" اجتمع مع "مرسي" ما يزيد عن ساعتين قبل خطابه الأخير فى قاعة المؤتمرات، مشيرًا إلى أن "السيسي" رفض باعتباره حوار حزبي وقال له :"إحنا مش عايزين نخش فى لبس"، وطالبه وقتها بأن يعترف بأخطائه, وهو ما فعله "مرسي" فى بداية الخطاب لكنه عقبها هاجم جميع القوى السياسة. وكشف "هيكل" عن اجتماع جمع مع "مرسي" مع "الشاطر" و"الكتاتني" والفريق "السيسي"، موضحًا أن" الشاطر" قال للسيسي إن البلد ممتلئة بالسلاح، وهو ما اعتبره" السيسي" تهديدًا وتلويحًا بعمليات إرهابية. كما كشف عن أن الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" قبل بيان عزل مرسي اجتمع مع القوى السياسية , وكانت قناعته بأن يطلب من الشعب الاستفتاء على شرعية "مرسي" إلا أن من حضروا الاجتماع رفضوا ذلك بما فيهم الدكتور" محمد البرادعي" ، مشيرًا إلى أن البرادعى قال وقتها :"إن الجماهير لن تقبل باستفتاء وهو ما قاله لي البرادعي فى لقاء طويل " وفسر "هيكل " طلب "السيسي" لتفويض من الشعب بأنه كان يريد من الجماهير ختمًا دستوريًا، مشيرًا إلى أن كل حركات الجماهير تحتاج إلى ختم دستور، مددلاً على ذلك بخروج الجماهير فى عهد" عبد الناصر" يرفضون تنحيه عن الحكم، لكنه كان ينقصه ختم الشرعية.