سيظل يوم 11 سبتمبر 2001 يوما مشهودا فى تاريخ الولاياتالمتحدة والعالم الذى مازال ينوء تحت وطأة استحقاقات احداث الحادى عشر من سبتمبر والتى مر عليها حتى الان 12 عاما استغلتها الولاياتالمتحدة فى نشر فوضى خلاقة فى اكثر واشد مناطق العالم التهابا وهى منطقة الشرق الاوسط . قلبت احداث الحادى عشر من سبتمبر موازين القوى فى العالم وانتقلت امريكا من مرحلة الحرب الباردة الى الحرب على الارهاب من مشروع " سايكس - بيكو " الى مشروع الشرق الاوسط الجديد والتدخل المباشر وتحريك الشعوب والجماعات ضد انظمتها والتى عرفت بظاهرة الربيع العربى . موعد إحياء أحداث هجمات سبتمبر تزامن مع تعهد الرئيس الامريكى اوباما فى خطابه اليوم باعطاء فرصة للحل الدبلوماسى ، فى إشارة الى اعطاء فرصة للمبادرة الروسية قائلا إن الجزم بنجاح المقترح الروسي حول إخضاع الأسلحة الكيماوية السورية لرقابة دولية مبكر، ونتيجة لذلك، طلب أوباما "المحاصر برفض شعبى لضربة عسكرية فى سوريا وإنقسام فى الكونجرس " ، على حد قوله ، من الكونجرس تأجيل التصويت على قرار بعمل عسكري ضد سوريا، ليأخذ الحل الدبلوماسي مجراه. يعيد هذا التعهد للاذهان تعهد الادارة الامريكية فى عهد جورج بوش الابن بالقضاء على الارهاب فى اعقاب الهجمات التى اطاحت ببرجى التجارة العالمى فى نيويورك ، فهاهى الاعوام الاثنى عشر تمضى والارهاب يكبر استثمرت الولاياتالمتحدةالامريكية الهجمات الارهابية التى ازهقت ارواح الالاف من الابرياء فى هجمات سبتمبر لتكون ذريعة لترسم لنفسها دورا عالميا حيث لايوجد صراع على اى مستوى دون ان تكون قادرة او جزءا فاعلا ومؤثرا فى مجرياته وربما عامل الحسم فيه ، وان يكون لها دور وموقف خاصة فى مناطق المصالح الحيوية والاستراتيجية لواشنطن الكشرق الاوسط وتحديدا دول ثورات الربيع العربى . وتطورات الاحداث والتحولات الاقليمية العالمية منذ عام 2001 وحتى 2013 استهدفت معادلة موازين القوى لصالح تأمين المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية لامريكا، وبدأت الولاياتالمتحدة معركتها مع رد الاعتبار بقرع طبول الحرب فى افغانستان ، وبلغ التحالف الدولى معها فى تلك الحرب 50 دولة ، وتراجع هذا التحالف فى الحرب العراقية الى 34 دولة ، وانخفض الى 13 دولة فقط فى الحرب الليبية ، أما التدخل العسكرى فى نطاق محدود كما اعلنته الولاياتالمتحدة على سوريا فقد تراجعت قدر امريكا على الحشد لتدخلها فى الشأن السورى الى 11 دولة فقط ، وبهذا يعد هذا العدد ، التحالف الاقل دعما ومساندة للتدخلات العسكرية الامريكية على مدى الاثنى عشر عاما الماضية . ومنذ أسبوع مضى كان العالم على ثقة ان ضربة عسكرية موجهة من الولاياتالمتحدةالامريكية ضد نظام الاسد فى سوريا باتت اكيدة ووشيكة واليوم تزايدت الشكوك حول احتمالية توجيه هذه الضربة مع ضعف جمع التأييد الدولى اللازم لها فى ظل عدم نجاح امريكا قائدة الضربة التى كان من المفترض توجيهها الى دمشق فى تقديم ادلة دامغة حول ضلوع الاسد فى استخدام الاسلحة الكيماوية مما يعيد للاذهان شبح حرب العراق الاليم . ومازالت الدقائق التى اخطفت فيها الطائرات المدنية واصطدمت ببرجى مركز التجارة العالمى وجزء من مبنى وزارة الدفاع والايام الاولى التى تلت الحدث مليئة بالوقائع التى لاتنسى ، ففى الساعة الثانية عشر و 56 دقيقة اصطدمت طائرة من طراز بوينج " 757 " بأحد برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك محدثة فجوة كبيرة فى الواجهة وانتشرت سحابة دخان ضخمة فى الطوابق العليا وبعد اقل من 20 دقيقة اصطدمت طائرة اخرى من نفس الطراز وسط البرج الثانى من مركز التجارة العالمى واحدثت انفجارا قويا واشتعلت طوابق عديدة منالبرجين وتصاعدت منهما اعمدة كثيفة من الدخان فحيمن اخذت كتل الحطام تتساقط على الشوارع المجاورة وظل الحريق مشتعلا فى الطوابق العليا للبرجين ثم بدأ البرج الاول فى الانفجار من اعلى وانهار مخلفا ساحبة هائلة من الغبار والدخان غطت جنوب جزيرة مانهاتن برمتها وما لبقث وان انهار البرج الثانى بفارق نصف ساعة من الاول ، وعم الذعر والهلع شواره ولاية نيويورك ، فحين القى اشخاص بأنفسهم من الطوابق العليا للبرجين هربا من النيران والانفجارات ، وتم اخلاء جميع المبانى الرسمية بما فيها البيت الابيض ووزارة الخارجية والكونجرس خشية تجدد الاعتداءات وتم تعليق رحلات الطيران بين مدينتى واشنطن وبوسطن ، وبعد وقت قصير من هجمات نيويورك انهار جزء من مبنى وزارة الدفاع الامريكية " البنتاجون " اثر تعرضه لانفجار بعدما اصطدمت به طائرة مختطفة وتصاعد الدخان . وتوالت ردود الفعل الداخلية على الهجمات ، كما توالت الانتقادات الاذعة من الكونجرس لوكالة المخابرات الامريكية " السى اى ايه " ومكتب التحقيقيات الفيدرالى لفشلهما فى احباط خطط هذه الهجمات التى تمت بشكل متقن .