ماذا تريد الجزيرة من على الحجار؟ هذا السؤال أصبح يفرض نفسه علي الساحة الفنية بعد سلسلة من الأفعال غير الأخلاقية التي قامت بها القناة تجاه هذا الفنان الكبير. كانت البداية عندما عرضت مجموعة من أغانيه منها «الشهيد»، وقاموا بتركيب مشاهد لمؤيدى الرئيس المعزول بما يوحي بأن الأغنية أو الأغاني صنعت خصيصاً لدعم الجماعة المحظورة. وهنا قرر المطرب الكبير علي الحجار مواجهة هذا الأمر، وأعلن في العديد من الوسائل الإعلامية أن هذه القناة قامت بتزييف الأغاني التي أهداها إليها عقب ثورة 25 يناير، والتي تناول فيها العديد من الأحداث السياسية في مصر، وتلاعبوا بمضمون الأغنية في شقة المصور، وهذا يعد خيانة للأمانة. وهو نفس الأمر الذي تعاملت به هذه القناة مع المظاهرات الداعمة للإخوان، حيث كانوا ينقلون حشود المصريين الداعمة للجيش والشرطة والتي تنادي بعزل مرسى، علي أنها حشود مؤيدة للمعزول وجماعته. وآخرها ما حدث في ميدان سفنكس حيث أظهر أحد المشاهدين كذب هذه القناة، بشيء بسيط جداً، حيث صور بالكاميرا الخاصة بالموبايل «صورة» شاشة الجزيرة، وهي تنقل حشداً للمصريين وأعلي الصورة كتب مباشر ميدان سفنكس، وقام المواطن الذي يسكن في قلب الميدان، بنقل الصورة من الشاشة إلي الميدان الذي كان خالياً تماماً من أى إنسان. ويبدو أن هذه القناة اعتادت علي نقل الأكاذيب، وكان أحد ضحاياها هو المطرب الكبير علي الحجار، ولأن الفنان الكبير كشف كذب هذه القناة، قرروا محاربته بشكل آخر، حيث فوجئ مساء الثلاثاء الماضى بهذه الفضائية تعرض تقريراً عن أحدث أغانيه «انتوا شعب وإحنا شعب». وإذا بالتقرير يتهم الحجار وصناع الأغنية بأنهم يدعون لإحداث الانقسام في المجتمع المصري من خلال هذه الأغنية. وفي نفس الوقت الذي كانت تعرض فيه الأغنية كانت ميليشيات الإخوان الإرهابية يدعمون هذا الاتجاه المضاد لعلى الحجار. وتم اتهام الحجار ومدحت العدل وأحمد الحجار «صناع الأغنية» بأقبح الألفاظ، وهذا هو الطبيعي عند الإخوان. من يقف ضدهم؟ وضد السياسة الفاشة لهم، يعتبر خائناً، وكافراً، وعميلاً، ومنتفعاً، ومتجرداً من الوطنية، لكن الأزمة هذه المرة جاءت مع فنان كبير له مواقفه السياسية المعروفة، وبالتالى أي اتهامات من قبل هذه الفضائية فهى دليل كذب وافتراء، وهذا عهدنا بها باعتبارها المتحدث الرسمى باسم الإخوان. الحجار إذا كانت القناة تجهل تاريخه لم يغن من قبل لأى حاكم. نعم شارك في مناسبات وطنية حضرها مبارك، لكنه لم يغن له، ورفض الكثير من العروض التي طالبته بهذا الأمر، لدرجة أنه وضع في القائمة السوداء للمطربين.. وبالتالى تعرض للاضطهاد علي الأقل خلال العشر سنوات الأخيرة من حكم مبارك. وهذا الأمر جعل فناناً بحجم الحجار لا تعرض له أغان علي الشاشة المصرية، كما أنه لم يشارك في حفلات ليالي التليفزيون بالقدر الذي يتناسب مع أهميته، خاصة أنه من قلائل المطربين الذين كانوا مؤهلين ليكونوا علي رأس قائمة النجوم العرب، ولكن تخلي الدولة عن دعمه أدي إلي خروجه من الصورة علي الساحة العربية، والمتابع للوسط الغنائى سوف يكتشف أن الحجار لم يغن في مهرجانات أو أي مناسبات عربية منذ سنوات طويلة. الحجار لمن لا يعرفه من قلائل المطربين الذين رفضوا الانضمام لشركات الإنتاج العربية، حتي لا يتم فرض شكل معين من الأغاني عليه، وبالتالى رفض كل الإغراءات. رغم أنه في فترة من الفترات كان في أشد الحاجة إلي أي شركة تعينه علي أعباء الحياة كفنان. الحجار لمن لا يعرفه.. المطرب المصري الوحيد الذي أنتج أكثر من 30 أغنية لثورة 25 يناير قام فيها بتأريخ جميع الأحداث التي مرت بها مصر خلال هذه الفترة، وطرح ألبوماً يحمل عنوان «اصحى يناير» ضمن أغلب هذه الأغاني. كما قام بتصوير معظم هذه الأعمال أيضاً علي نفقته الخاصة، لذلك لا يجوز بأى حال من الأحوال أن تخرج الجزيرة أو غيرها لتزايد علي وطنية هذا الفنان الكبير، خاصة أن هناك مطربين ادعوا البطولة، ولم نشاهدهم في المشهد المصرى طوال وجود الإخوان.. «الحجار» يستحق التحية من الشعب. لأنه انحاز لمطالب الشعب. ولتذهب الجزيرة إلي الجحيم.