احتار الناس جميعاً في لقب الدكتور الذي يسبق اسم كل قيادي إخواني كبير.. ولم يعرف أحد حقيقة هذا اللقب. وهل هو يحمل درجة الدكتوراه.. أم مجرد طبيب بشري أو جلدي أو أسنان.. أو صيدلي، أو حتي طبيب حمير!! وشتان بين من يحمل درجة الدكتوراه، التي تسبقها حصوله علي درجة الماجستير وهما مرحلتان- بعد الليسانس أو البكالوريوس يستغرقان حوالي 10 سنوات.. وبين من يحمل شهادة جامعية هي الليسانس في الكليات النظرية أو البكالوريوس في الكليات العملية.. وهي في الغالب تستغرق بين 4 سنوات في النظرية وبين 5 أو 6 سنوات في العملية.. ولكن- ولأننا فعلاً بلد شهادات لم نعد نفرق بين هذه الشهادات. فهل- كله عند العرب.. صابون- كما يقول المثل الشائع.. أم أصبحت هذه الكلمات مثل بائع الترمس والدرة المشوي والتين الشوكي؟! ** واستغل «الإخوان» عشق المصريين للألقاب وحنينهم لأيام بك وباشا. وصاحب العزة وصاحب المعالي.. حتي وجدنا من يطلق علي السمكري والسباك لقب باشمهندس. وأصبح منا من يداهن أمين الشرطة فيطلق عليه: حضرة الضابط أما الضابط فنطلق عليه لقب: الباشا!! وعلي هذا المنوال وجدنا أطباء الأمراض الجلدية.. وأطباء الأطفال.. والأسنان والصيادلة يصرون علي أن تسبق أسماءهم ألقاب دكتور!! ورحم الله عملاقا مثل عباس محمود العقاد الذي كان يفخر بأنه لم يحصل إلا علي الابتدائية ولكنه كان يفخر أنه يستطيع الكتابة- وبنفس التمكن والمقدرة- عن الذرة بضم الذال.. والذرة بفتح الذال مع انه شتان بين كوز الذرة والنواة التي صنعوا منها القنبلة الذرية!! ** ومن المؤكد أنها عقدة النقص عند الإخوان- وغيرهم- لكي يقدموا أنفسهم علي أنهم علماء حازوا أعلي الشهادات ليؤكدوا كفاءتهم وقدرتهم علي إدارة أمور البلاد والعباد. رغم أن تجاربهم معنا أكدت عكس ذلك تماما!! ولكنهم كانوا يحاولون اثبات تفوقهم في كل شيء مستغلين شغف المصريين وحبهم لمن يحملون الدرجات العلمية.. العليا.. وإن كان ذلك لا ينفي أن قلة منهم تحمل فعلاً درجات علمية عليا.. ومنهم من وصل إلي درجة الأستاذية في تخصصه، ولا أعرف كيف بينما هو مشغول بالعمل الإخواني والتنظيمي.. حتي لو كان أستاذا بالطب البيطري أو أستاذا للتحاليل ونحن نعرف مساوئ الترقية في الدرجات العلمية بالجامعات المصرية. ** هنا نسأل: لماذا لا نعود إلي المسميات الأصلية.. وعندنا في التاريخ أشهر عالم مسلم في الطب فقد كان يسبق اسمه «الطبيب ابن سينا». بل الاسم الأصلي القديم هو «الحكيم» ومازال ذلك موجوداً ويتردد في القري والمدن الصغيرة والمتطرفة. فإذا مرض واحد أسرع أحد معارفه ليحضر له «الحكيم» بالذمة مش ده أحسن من اللقب الغربي «الدكتور». أيضا الصيدلي أصبح يفضل أن يسبق اسمه كلمة الدكتور.. وإذا كان الواحد منهم يرفض الاسم العربي القديم «الأجزجي» أي جامع الأجزاء التي يصنع منها الدواء- ومن هنا جاءت كلمة «أجزاخانة» وهي من مقطعين الأول «أجزا» أي أجزاء مكونات الدواء عندما كان الأجزجي زمان يخلطها ببعض ليصنع الدواء ومازال البعض يفعل ذلك أي «الدواء التركيب» حتي الآن.. والمقطع الثاني هو خانة أي مكان باللغة التركية ومنها نعرف أيضا مسميات عربخانة أي لو كانت الخيول والحمير! والكتب خانة «أي دار الكتب ومكان بيعها وحتي كلمة «كراخانة» أي المكان اللي بالي بالك!! فإذا كانت كلمة أجزجي صعبة.. فلماذا لا نستخدم كلمة صيدلي؟! ** وأعتقد أن هذه هي مهمة النقابات فواحدة اسمها نقابة الأطباء.. لماذا لا تلزم أعضاءها بلقب طبيب.. حتي لا نفاجأ بأنها هي الأخري غيرت اسمها إلي نقابة الدكاترة.. وكذلك أطباء الأسنان.. وحتي لا نطالب أطباء العظام بالعودة إلي كلمة المجبراتي وكان أشهرهم برسومة الذي كان يكتب علي عيادته ويفخر بذلك: مجبراتي جلالة الملك.. والله يرحم الحاج عبدالرحمن ابن قرية دقادوس الذي أصلح لي ساقي وكان أشهر الأطباء ينصح ببترها بعد أن ضربت فيها الغرغرينا وكان ذلك من 70 عاماً. ** أقول ذلك ونحن نري من يطلق علي نفسه- أو يطلق الاعلام عليه- لقب الدكتور بينما كل مؤهلاته هو ليسانس الحقوق وربما بتقدير مقبول!! ومنهم من اشتري اللقب من جامعات شرق أوروبا ومن روسيا مقابل 200 دولار لا أكتر.. والحمد لله أن الحقائق ظهرت وانكشف المستور.. سواء من هرب من البلاد بعد أن فاحت رائحته.. أو يتواري الآن هربا مثل البلتاجي وحضرة الصول الذي أصبح خبيراً ومستشاراً قانونياً ومؤثرا في صناعة دستور الإخوان 2012. ** والنبي.. بلاش قنعرة. أقصد بلاش دكترة.. وكتر الله أيامكم كما سودتم أيامنا طوال فترة حكم الإخوان.. وحتي لفظ أو كلمة حكيم.. كبيرة عليكم وعلي أطبائكم!!