عبد الناصر قالها زمان على أنتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا ردا على قولة إن ناصر مثل بقعة الزيت القذرة إذا تركناها سوف تنتشر ولابد من محاصرتها، ورد عليه عبدالناصر كابن بلد مصري قائلاً «أنا مش خرع زي ايدن».. واحتارت وكالات الأنباء وقتها في ترجمة كلمة «خرع» التي يعرف معناها ودلالتها كل مصري فهي كلمة تعبر عن الضعف والميوعة، ومشتقة من نبات الخروع لسيقانه المجوفة والهشة، وأقولها اليوم للرئيس الأمريكي باراك أوباما لمواقفه الضعيفة واللينة تجاه جماعة الإخوان الإرهابية رغم ما ارتكبته من جرائم في حق الشعب المصري منذ استيلائها على رئاسة الجمهورية وذلك بداية من مجزرة جنودنا في رفح في رمضان قبل الماضي ومرورا بقتل المواطنين في الشوارع وحرق الكنائس وحتى مجزرة رفح الثانية، حيث كان، ومازال، مترددا وضعيفا في التعبير عن موقفه بشكل واضح ومحدد تجاه ثورة 30 يونيو ، بينما الإدارة الأمريكية، وأقصد بها الخارجية والدفاع وايضا الكونجرس، كانت اكثر تحديدا حتى ولو كانت سلبية فى بعض المواقف. ويبدو ان أوباما فوجئ بسقوط الإخوان بهذه السرعة، وهو الذى تورط في تمويلهم لتمكينهم من حكم مصر، وذلك بناء على تقارير «السي أي إيه» التي أوصت بالتعامل مع المنظمات الإسلامية الإرهابية واستيعابها بدلا من مواجهتها كما حدث في أفغانستان والعراق، وبذلك يتم تفادى الخسائر في الجنود والمعدات، والتقليل من كراهية العرب والمسلمين تجاه أمريكا بتغيير الصورة الذهنية السلبية لها باعتبارها دولة معادية للإسلام الى دولة مناصرة للإسلام بدعمها للإسلاميين.. ولكن فات على أوباما، الذى كان خرعا في أكثر من موقف تجاه إيران وتجاه النظام السوري، وأيضا في مواجهته لروسيا والصين، أن تمويل جماعة الإخوان في مصر يختلف عن تمويل ما يسمى بالجيش الحر في سوريا بهدف تدمير الجيش السوري، وتمويل المجموعات والعناصر المسلحة في ليبيا لهدم الدولة هناك لأنه ببساطة يجهل طبيعة الشعب المصري في تقديره واحترامه لمؤسسته العسكرية، ولا يعرف «الخرع» أن المصري لا يشك أبدا في وطنية جيشه، وان الشعب كان يقف في حروب 56 و67 و73 مع الجيش ومشاركا في معاركه وداعيا ومؤيدا له في هزائمه وانتصاراته، وأن اية محاولات للوقيعة بينهما فاشلة وهو ما لم يدركه حتى الآن الخرع أقصد أوباما!! وعادة «الخرع» يتصرف برعونة ويرتكب حماقات عندما يشعر أن كرامته أتمسح بها الأرض.. وأوباما لم يفق حتى الآن من صدمة فشله المدوى مع الجماعات الإرهابية فى مصر التى حاول من خلالها تدمير الجيش المصرى وتحويل مصر الى عراق آخر أو سوريا أخرى وذلك بالاستمرار فى التصرف بطريقة متخاذلة بإصراره علي دعم جماعة الإخوان الإرهابية رغم ما ترتكبه من مجازر فى حق الشعب المصرى، ومازال مترددا فى اعترافه بالموجة الثانية لثورة يناير في 30 يونية، ويبدو أنه فقد السيطرة حتى على نفسه الى درجة أنه أراد أن يعوض خسارة الإخوان فى مصر بتبنى قرار الحرب على سوريا بدعوى مواجهة نظام بشار الأسد، رغم معرفته انه لن يستطيع ذلك فى ظل اعتراض روسيا والصين على هذه الحرب!! على أى حال، سيظل المصرى، شعبا وجيشا، شوكة فى ظهر أمريكا وإسرائيل فى الشرق الأوسط، وأن أية محاولات لاستخدام الجماعات الإرهابية لتدمير مصر واستبدالها بقوة إقليمية أخرى مثل إيران أو تركيا ستفشل على صخرة التلاحم بين الشعب والجيش من ناحية وعلى قوة العلاقات العربية المصرية من ناحية أخرى رغم أنف أى خرع فى أوروبا أو أمريكا!!