لم تتوقف الأحلام الذى تراود تيار الإسلام السياسيى عن تحقيق أهدافها للوصول الى تحويل المشروع الإسلامى الى أمر واقع على المجتمع المصرى برغم أن المجتمع لفظ التيار بكل تنظيماته بعد التجربة الإخوانية الفاشلة سواء كانت رئاسية وبرلمانية أو دستورية. ولم ينل حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية الضرر بشكل كامل مما لحق بباقى التيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين, فوجد من ذلك مخرجا لتراوده الأحلام في أن يكون فارس الرهان غير مبال في ذلك بأنه رهان خاسر، خاصة أن ثورة 30 يونية غيرت نفوس المواطنين وبدلت الوضع لوضع مغاير عن ذلك الذي سمح للإسلام السياسي بالحصول على أغلبية برلمانية شعب وشورى وأغلبية بنسبة 50% لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان وحزب النور. ومازال يرى النور ان هناك طوائف من الشعب يلعب على عواطفها الدينية , او من يحلمون بالمشروع الاسلامى مثلهم من الشعب. وفى مشهد يعود بنا لاحداث ماضية نجد الفارق الكبير بين تمثيل النور السلفى فى لجنة دستور 2012 عن لجنة الخمسين فيما بعد 30 يونية, ففى لجنة الخمسين لم يحصل حزب النور إلا على نسبة بسيطة بواقع فردين فقط مقارنة ب 16 ممثلا له في لجنة المائة التي وضعت دستور 2012 المؤقت، ومثل الحزب فى العهد الإخوانى 16 من قيادات الحزب وهم الدكتور عماد الدين عبدالغفور، رئيس حزب النور وأشرف ثابت، القيادي بحزب النور ووليد عبد الأول، القيادي بحزب النور وشعبان عبد الحميد درويش، القيادي بحزب النور ووجيه عبد القادر الشيمي، أستاذ الشريعة بجامعة الفيوم، وعضو بحزب النور ومحمد إبراهيم عبد الحميد منصور، عضو بحزب النور وأحمد خليل، عضو بحزب النور ومحمد عبد الوهاب الكردي، عضو بحزب النور. وضمت القائمة أيضا محمد سعد عبدالكريم جاويش، صاحب مكتب استيراد وتصدير، عضو حزب النور والمهندس صلاح عبدالمعبود، عضو حزب النور ووكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب المنحل الدكتور طلعت مرزوق والمستشار القانوني وعضو الهيئة العليا لحزب النور ونادر بكار، المتحدث الرسمى لحزب النور والدكتور يونس مخيون، عضو حزب النور والدكتور بسام الزرقا، مستشار الرئيس، عضو حزب النور والمستشار نور الدين على، عضو حزب النور والدكتور شعبان عبدالعليم، عضو حزب النور- أستاذ متفرغ بكلية التجارة جامعة بنى سويف. وعلى الرغم من مطالب حزب النور المستمرة بزيادة عدد مقاعده في لجنة الخمسين لتعديل الدستور إلا أنه بعد رفض الحكومة الحالية ومؤسسة الرئاسة لم يجد النور بدا من المشاركة بأى عدد أيا كان هو بحجة المحافظة على مواد الهوية والشريعة ليكون اللعبة الاخيرة هو زيادة العدد الى 3 أعضاء بدلا من عضوين فقط وهو ما لم تبت فيه الرئاسة أيضا حتى الآن. وما بين 16 عضوا مشاركا لوضع الدستور وحتى الوصول الى الفصال فى 3 أعضاء بدلا من عضوين فقط ومشهدين عكسيين لحزب اسلامى وسط احزاب مدنية يحاول أن يشب على قدميه كى يراه الآخرون وسط الزحام يحمل بعض قيادات النور هذا المشهد للإخوان المسلمين التى انفردت بالحكم وأدت الى توريط المشروع الاسلامى والوصول الى هذه النقطة الظلامية. فالحزب الذى يحلم الآن ويسعى للحفاظ على الهوية الإسلامية التى حارب من أجلها فى 2012 وأدى تمسكهم بنقاط عدة فى هذا الدستور الى انسحاب عدد من القوى الوطنية المدنية, سقط الآن فى هاوية الصراع من أجل التواجد وإثبات ذاته وسط التيارات الرافضة له. وفى تعليق من جانب الحزب أوضح الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسي للحزب، إن النور قرر المشاركة في لجنة تعديل الدستور للحفاظ على مواد الهوية والدفاع عنها خاصة المادة 219 الخاصة بتفسير مبادئ الشريعة في الدستور. وتابع: هناك من يريد العبث بهوية مصر الاسلامية ومشاركتنا بلجنة الخمسين لتعديل الدستور جاءت من الأصل للوقوف أمام هذا المد, وألمح الى ان النور طرح عددا من الاسماء فيما قبل للمشاركة فى لجنة الدستور الحالية وتم التوصل الى 5 اسماء منهم الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب والمهندس صلاح عبدالمعبود والدكتور محمد سعد الأزهرى والدكتور محمد ابراهيم منصور وتم التوصل الى 3 اعضاء من بينهم فقط. فيما أكدت مصادر بالحزب أن هناك زلزالا بالفعل تعرضت له قوى التيار الإسلامى بسبب أخطاء الجماعة التى انفردت بالحكم وهو ما أضاع الفرصة أمامنا للحفاظ على المكتسبات السابقة من مشاركة واسعه بلجنة الدستور وخلافها, والحزب يحاول الآن الوقوف على قدميه ليعوض هذا السقوط فى مقابل محاولات عدة للعبث بالهوية الاسلامية لمصر. وكشفت المصادر عن استلام مؤسسة الرئاسة على ترشيحات النور المتمثلة فى الدكتور بسام الزرقا والدكتور محمد سعد الازهرى والدكتور محمد ابراهيم منصور.