تبدو «الإخوان المسلمين» بعد سقوطها المدوى بعد ثورة 30 يونية 2013 أحد الألغاز الكبرى فى القاموس السياسى المصرى، لسقوط مشروع الخلافة الإسلامية الذى حلمت به طوال 85 عاما فى أربعة ايام فقط هى الفترة من 30 يونية حتى 3 يوليو، وهو ما يدعونا الى محاولة قراءة ما خلف الكواليس عبر ممارسات الجماعة التى شكل كل منها فزورة قائمة بذاتها، تتطلب الإجابة عليها لرصد التاريخ الحقيقى لجماعة الإخوان المسلمين. ومن أشهر فوازير الإخوان: • لماذا تصر الجماعة على التصعيد حتى الآن ضد الدولة عبر تنظيم المسيرات المؤيدة للرئيس المعزول مرسى وآخرها «جمعة الشهيد» بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة؟ ولماذا لا تعود إلى تنظيم صفوفها ومراجعة تجربتها الفكرية لبقاء التنظيم قائما بدلا من دفع الدولة إلى حظره واعتباره تنظيما إرهابيا؟ هل تراهن على الخارج؟ وهل يستطيع الخارج الوقوف ضد الإرادة الشعبية المصرية؟ إن المواجهة خاسرة بكل المقاييس والمجتمع المصرى كله يدفع ثمنها وأولهم شباب الجماعة أو المنتسبون إليها من التيارات الإسلامية الأخرى. • ما سر اختيار محمود عزت مرشدا للجماعة بعد القبض على محمد بديع؟ وهل صحيح أن عزت يدير عمليات العنف ضد الدولة المصرية من فندق فى غزة؟، إنه طبيب مشهور بأنه رجل مخابرات الإخوان وهو شخصية تصفوية دموية وتلميذ سيد قطب –التيار المتشدد داخل الجماعة– فهل من مصلحة الجماعة اختيار عزت الآن فى وقت تبدو فيه الجماعة أشد حاجة إلى المصالحة بدلا من الصدام مع الدولة؟ ولماذا لم يتم اختيار رشاد بيومى أو عبدالمنعم أبو الفتوح بدلا منه؟ وهل حماس تساوم فعلا لتسليم عزت إلى مصر مقابل فتح معبر رفح واستمرار بعض الأنفاق أو توفيق أوضاعها مع مصر لتسهيل مرور البضائع الى غزة.؟ • ما سر الجثث الدوارة؟ البعض يؤكد أن الاختلاف فى عدد ضحايا فض اعتصامى رابعة والنهضة بين تقديرات وزارة الصحة المصرية – 600- وجماعة الإخوان – 3000 – يرجع لقيام الجماعة بدفن الجثث ثم إعادة استخراجها مرة أخرى لإضافتها لأعداد الضحايا للضغط خارجيا على الحكومة الانتقالية. • هل صحيح أن الإخوان أنفقوا 300 مليون دولار على شركات العلاقات العامة الأجنبية لإرجاع مرسى إلى الحكم بالنشر فى وسائل الإعلام المختلفة واستضافة سياسيين أجانب فى مصر مدفوع لكى يتبنوا قضية الإخوان دوليا باعتبار أن ما حدث كان انقلابا وليس ثورة؟ وهل تم اقتطاع هذا المبلغ من الميزانية المصرية؟ • ما سر العلاقة الخاصة جدا بين قطر وتركيا والإخوان؟ لماذا تنحاز قناة الجزيرة هذا الانحياز الأعمى إلى الجماعة ضد معظم المصريين والذين فاق عددهم 30 مليون مواطن قالوا: لا لمرسى؟ هل قطر جزء من مخطط دولى لتقسيم مصر فى مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ أم أنها تصفية حسابات سياسية بين حمد بن ثانى حاكم قطر السابق والد الأمير تميم الحالى وبين مبارك لرفض الأخير تسوية حادث سير تسبب فيه أمير قطرى بالقاهرة وأودى بحياة 7 أشخاص وأصاب 30، وحاول حمد احتواء الموقف وبعد فشله تم تهريب الأمير القطرى فى طائرة خاصة وسفره لبلاده دون التحقيق معه؟ أم أن الامر يتعلق بالمنافسة بين قطر ومصر للريادة على المنطقة وقطر تتصور أنها بقناة الجزيرة يمكن أن تكون ندا لمصر؟ • ماذا عن أردوغان تركيا؟ لماذا يتدخل فى الشأن المصرى الداخلى ويطالب بالإفراج عن مرسى؟ هل لأنهما أبناء فصيل واحد هو الإخوان وهو تنظيم عابر للقارات ويتخطى الأوطان ويسعى إلى إحياء الخلافة الإسلامية؟ أم أن أردوعان يخشى مصير مرسى بعد أحداث «ميدان تقسيم»؟ وما هى الوثائق التى يملكها رئيس الوزراء التركى والتى يزعم أنها تؤكد تورط إسرائيل فى عزل مرسى؟ • نعود الى اصل الداء وهو عزل مرسى.. لماذا خاض الإخوان انتخابات الرئاسة اصلا ودفعوا بمرشحين هما الشاطر ومرسى بعد اعلان عدم خوض الانتخابات؟، لقد كتب فهمى هويدى وهو محسوب على الإخوان وقتها مقالا انتقد فيه بشدة قرار خوض الانتخابات وقال إن احتكار الإخوان البرلمان والشورى ولجنة الرئاسة والحكومة والرئاسة مغامرة محفوفة بالمخاطر، لسبب بسيط وهو عدم ترحيب بعض القوى الإقليمية والدولية بهم تحت أية ذريعة وهو ما تجلى واضحا بعد فوز حماس بالانتخابات الفلسطينية، فمن هو العبقرى الذى ورط الإخوان ودفعهم إلى خوض الانتخابات الرئاسية التى أطاحت بهم خارج المشهد السياسى ودفع البلاد إلى أحداث عنف وهجوم على المؤسسات والكنائس وارتكاب مجازر غير مسبوقة فى التاريخ المصرى الحديث مثل كرداسة والوراق وأسوان؟ • لماذا تبدو الخيانة والخسة والغدر والتقلب صفات أساسية فى الإخوان؟ نحن هنا نتحدث عن الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون والذى كان له دور أساسى فى التقريب بين الامريكان وقطر من ناحية وبين الإخوان من ناحية اخرى، ومع ذلك وضعه الإخوان على قوائم اعتقال الإعلاميين والسياسيين قبل ثورة يونية مباشرة ولم تنفذ لانه لم توجد جهة أمنية تنفذها من المخابرات إلى الحرس الجمهورى إلى الأمن الوطنى، أما الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق وعلاقته بالإخوان فهى محيرة حقا وتحتاج الى فك طلاسمها.. فمن الاعتداء على البرادعى فى المقطم فى 2011 وتشويه صورته فى المنتديات الإلكترونية الى الاحتفاء به لاستقالته احتجاجا على فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة رغم قلة الضحايا ورغم أن البرادعى نفسه أقر الخطة ووافق عليها فى اجتماع مجلس الوزراء، ثم سافر بعدها ليلتقى أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان فى النمسا!