بانتظار قرار توجيه ضربة عسكرية عقابية لسوريا على استخدام الحكومة "أسلحة كيماوية" ضد شعبها، تصدر الولاياتالمتحدة في غضون ساعات تقريرا يقدم الأدلة على مسئولية الحكومة السورية وليس مقاتلي المعارضة عن تلك الهجمات. ويهدف التقرير إلى تعزيز السند القانوني لتوجيه ضربة لسوريا، حتى بدون اجماع في مجلس الأمن، وكذلك الرد على مواقف روسية وغيرها تتهم المعارضة السورية باستخدام "أسلحة كيماوية" لتوفير مبرر لتدخل عسكري أجنبي. ومن شأن التقرير أيضا تبرير أي عمل عسكري على أساس أنه لا يستهدف "تغيير النظام بالقوة الخارجية" وإنما هو رد من أجل حماية المدنيين و "شل قدرة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية". وكانت أكبر صحيفة صينية شبه رسمية كتبت اليوم في افتتاحيتها أن "الولاياتالمتحدة تسعى لتغيير النظام في سوريا". وتشير تسريبات صحفية إلى أن التقرير الأمريكي الذي يصدر الأربعاء أو الخميس سيتضمن أدلة استخباراتية على أن الحكومة السورية هي التي قصفت مناطق بريف دمشق بالأسلحة المشار إليها، خاصة وأن فريق التحقيق الموجود في سوريا الآن ليس من مهامه تحديد من استخدم تلك الأسلحة وإنما فقط تقديم أدلة على استخدامها. وبدأت التسريبات الصحفية لما قد يتضمنه التقرير، إذ نشرت "فورين بوليسي" أن الاستخبارات الأمريكية التقط محادثة هاتفية تؤكد أن الجيش السوري هو من أطلق تلك الأسلحة. وقالت المجلة الأمريكية إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تنصتت على مسئول في وزارة الدفاع السورية يجري "مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيماوي" وهو "مصاب بالذعر" بعد هجوم الأسبوع الماضي. وهناك تسريبات أيضا بأن الأقمار الصناعية التقطت صورا لقذائف "أسلحة كيماوية" تنقل من مخازنها السورية قبل الهجوم بوقت قصير. ويبدو أن واشنطن تسعى لتفادي ما حدث بشأن أدلة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي عرضها الجنرال كولن باول (وزير الخارجية الأمريكي آنذاك) في الأممالمتحدة قبل عقد من الزمان، وثبت بعد ذلك أنها مفبركة.