المصالحة الوطنية.. حتمية فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر لتحقيق الاستقرار والعبور ببلدنا إلى بر الأمان.. ولكن هل يجوز التصالح مع القتلة والمجرمين الملطخة أياديهم بدماء المصريين..؟ المصالحة حقا ضرورية لإنقاذ البلاد مع مختلف القوى السياسية الوطنية.. ولكن قطاع عريض من الناس يرى أنه من المستحيل التصالح مع من أشهر السلاح لتدمير الوطن وصمم على حرقه مادام خارج السلطة.. خاصة أن هذا النوع قد تربى على مبدأ السمع والطاعة.. وتنفيذ أوامر قادته بسلاح الإرهاب والقتل بدعوى الجهاد.. أولا.. يجب أن نفرق بين عضو الجماعة الإخوانية أو الإرهابية الذى قتل أو شارك أو حرض على أعمال القتل والعنف والفوضى أو ينتمى لتلك الجماعة مدركا لأهدافها والعمل على تحقيقها بشتى السبل بما فيها العنف والإرهاب والقتل..وبين الشاب المنتمى المغرر به والذى ندم لهذا الانتماء بعد اكتشافه للأغراض الخبيثة لتلك الجماعة وسعيها لتدمير الوطن. ثانيا.. يجب أن نفرق أيضا بين الشخص الذى استأجرته الجماعة لتنفيذ أعمالها الإجرامية أو البلطجى الذى يشارك فى تلك الجرائم بأجر.. وبين الشباب الغض الذى نجح أعضاء الجماعة فى خداعه وتعاطف معهم ولا يعلم مكرهم ومخططهم لبيع الوطن أو تقسيمه أو تدميره. ثالثا.. ينبغى التفرقة بين الخاطف من أعضاء الجماعة والمخطوف من الغلابة البسطاء إلى ميدان الاعتصام أو التظاهر نظير وجبة طعام أو مائة جنيه أو خمسمائة لإطعام أسرته.. ولاعلاقة له بالجماعة ولا يعرف أهدافها أو حتى اسم مرشدها.. لا يمكن مد يد المصالحة لمن قتل أو حرض على القتل وحرق الوطن أو تخريبه..ولكن هناك شباب قد غرر به وخدعته الجماعة.. وهذا الشباب يريد بصيص أمل للانخراط فى المجتمع والعودة لأحضانه الدافئة.. وهذا النوع يجب أن نحرص عليه ونؤكد له أن الأيادى ممدودة لاحتضانه والاستفادة من طاقاته لخدمة المجتمع..وقد طلب منى شاب تعاطف مع الإخوان قبل أن يكتشف أغراضهم الدنيئة التأكيد على هذا المعنى لأن هناك أمثاله كثيرون ندموا على انسياقهم وراء الجماعة الإخوانية بلا وعى أو إدراك لمخططهم المدمر وأهدافهم الدنيئة.. ويأملون أن تمد لهم الأيادى.. ولا تلاحقهم قبضة الأمن أو نظرات الناس. لقد قال لى أحد أصدقائى.. أليس غريبا أن يتمسك بعض الساسة بالمصالحة مع جماعة إرهابية.. بينما رفض هؤلاء التصالح مع أعضاء الحزب الوطنى المنحل وأصروا على عزلهم..؟! إنهم يكيلون بمكيالين.. وربما ألف مكيال.. إنها لعبة السياسة التى يقال عنها فى لغة العلم.. رئاسة.. وفى الواقع مؤامرات ونجاسة!