بات واضحًا انعدام وتردي الخدمات الصحية في مستشفيات محافظة الشرقية، وأن المنظومة الصحية بها ماتت إكلينيكيًا، وأن الإهمال ونقص الأطباء والتمريض وإعطال الأجهزة، وضعف المعدات هو العامل المشترك بين كافة مستشفياتها. ومستشفى الإبراهيمية لخير شاهد على ذلك الذى أُنفق على إنشائه ملايين الجنيهات، ثم اغتالته يد الإهمال، وأصبح مستشفى على الورق فقط فأقسام المستشفى بأكملها تعاني من نقص الأطباء والممرضين والأجهزة؛ ليتحول المستشفى إلى مجرد محول يستقبل الحالات ويشخصها بالكاد ثم يحيلها إلى مستشفى الزقازيق العام" الأحرار" وإلى المستشفى الجامعي فلا أجهزة ولا أطباء ولا علاج ولا أي شيء يمكنها أن تقدمه للمرضي الفقراء الذين ساقهم حظهم العثر إليها حتى أصبح الداخل مفقودًا والخارج مفقودًا، ولم يجدوا المرضى بديلا إلا اللجوء إلى المستشفيات الخاص. قال أحد الأطباء داخل مستشفى الإبراهيمة" للوفد":" إن المستشفى بها نقص كبير من الأدوية لدى المخزن، وتم إرسال طلب إلى مديرية الصحة لتمويل المستشفى بمبلغ وقدرة 100 ألف جنيه لشراء الأدوية التى تعانى المستشفى من نقص كبير بها، كما أنها تعانى من نقص فى الأجهزة كجهاز ضغط الدم، وخيط العمليات الأولية"، فضلاً عن الحاله السيئة لخدمة الاستقبال للمواطنين المرضى والمصابين التى نراها لا تعمل ‘لا للحالات الضرورية جدًا، والأكثر خطورة، وتتوقف لفترة أكبر من عملها. وأضاف الطبيب أن المستشفى يعانى من قلة شديدة في عدد الأطباء، ويوجد بها طبيب واحد أو اثنين في كل تخصص، وأشار قائلا: لا يعقل أن يظل الطبيب يعمل مستمرًا طوال أيام الأسبوع بمفرده". مشيرًا إلى أن المستشفى منذ عشرة سنوات لم يتم فيه إجراء عملية لتخصص"الأنف والأذن والحنجرة". وناشد الطبيب المسئولين لتوفير الأطباء لدى المستشفى؛ وذلك بسبب أن المواطنين يعانون بالفعل من هذا النقص، مضيفًا أن العناية المركزة بالمستشفى متوقفة؛ نظرًا لعدم وجود أطباء عناية، وتم إبلاغ المديرية على ذلك ويتم تحويل بعض الحالات إلى مستشفى الزقازيق الجامعي، بالإضافة إلى نقص في متخصصي الرمد والقلب والأشعة والأنف. وفى ذات السياق، قال أحمد فاروق عامل ومقيم بمدينة الإبراهيمية:" إنه ذهب إلى المستشفى؛ لإنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وعند دخوله إلى الاستقبال تم الكشف عليه مرتين من قبل الطبيب الموجود، لكن فؤجئ بنتائج مختلفة في قياس النتيجة وتساءل: أليس من أبسط الإمكانيات المتاحة جهاز ضغط دم سليم وطبيب متعاون؟، فضلًا عن أن المستشفى غير قادرة على إجراء عمليات في عدد من التخصصات؛ مما يضطر المستشفى إلى تحويلنا إلى مستشفيات أخرى. وأوضح محمد الدمرداش نجار مسلح ومقيم الإبراهيمية أن في أثناء تداوله على قسم الغسيل الكُلوى بالمستشفى يحضر معه متبرعون لعدم وجود دم كافٍ داخل بنك المستشفى، وبعدها يقوم الأطباء بتوجيه المتبرعين لمستشفى الزقازيق الجامعى للتبرع بالدم ببنك الدم الخاص بها.