كشفت صحيفة واشنطن بوست ان أمريكا تبحث تجميد ارسال طائرات الهليكوبتر نوع اباتشى «D64Apache AH» إلى مصر، وعددها 12 طائرة انتاج عام 2009 كان مقررا ارسالها للقاهرة الشهر القادم والتى تعد جزءا من معونة عسكرية لمصر قيمتها 820 مليونا، وقد يكون حجب امريكا لهذه الطائرات عن مصر اكثر قوة وفاعلية من قرار أمريكا بتجميد ارسال طائرات اف 16 الشهر الماضى كنوع من الضغط على الجيش، ونسبت الصحيفة هذه المعلومة الى مسؤول أمريكي رفيع. ولفتت الصحيفة الى ان مظاهرات الشعب التى خرجت يوم 30 يونيو فى ميدان التحرير للاطاحة بمرسى والإخوان، وقام الجيش بتأمينها من خلال تحليق طائرات هليوكبتر امريكية الصنع، وألقت الطائرات الاعلام المصرية فوق المتظاهرين ، قد يتغير هذا المشهد ويتأثر بمنع امريكا ارسال طائرات الاباتشى، واضافت الصحيفة بان أوباما يبحث مثل هذا القرار ، وهو يحاول فى نفس الوقت لعب سياسة متوازنة مع مصر ، سياسة تتفق بين رغبته فى منع العنف وحاجته للحفاظ على النفوذ والأهداف الامريكية عبر علاقة طويلة الأمد، فإدارة أوباما تلعب لعبة التوازن، في محاولة لإرسال رسائل حادة تكتيكيا، مع الحفاظ على النفوذ في مجتمع مستقطب بشكل متزايد، وحماية مصالح الأمن القومي الأخرى في المنطقة وتحديد المواقع الولاياتالمتحدة لعلاقة استراتيجية طويلة الأمد، واذا كانت امريكا ستحجب طائرات الأباتشى ، ستعجز عن تعليق كل المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بما في ذلك قطع الغيار اللازمة للحفاظ على المعدات الأمريكية الصنع ، مشيرة الى ان مصر لديها نحو ثلاث عشرة مروحية أباتشي من جملة المساعدات السابقة. ونوهت الصحيفة الى ان أوباما أمر فريقه للأمن القومي إلى «تقييم الآثار المترتبة على الإجراءات المتخذة» من قبل الحكومة المصرية الحالية وايضا وضع تصورات حول ردود الافعال لمزيد من الخطوات الامريكية التي يمكن اتخاذها عند الضرورة كالغاء صفقة الهليكوبتر، وتجميد المدفوعات من المساعدات التي تمولها الإمدادات العسكرية لمصر ، وذلك حال ما لم يجد الجيش المصري طريقة لوقف العنف والتحرك بسرعة على الطريق لتحقيق حكومة مدنية. وفى سياق مصرى اخر قالت مجلة «كومنتاري» الأمريكية ان هجوم أنصار جماعة ‘الإخوان' على كنائس بمحافظات المنيا وسوهاج والسويس على خلفية فض القوات الأمنية لاعتصام رابعة العدوية، يرجع الى عدة اسباب، الاول هو ان المسيحيين اقلية، بعكس الجيش، لذا يمكن مهاجمتها، وقد كان المسيحيون وكنائسهم الأكثر استهدافا إبان معاناة مصر في ظل نظام ‘الإخوان وفقا للمجلة، والسبب الثاني هو ان الهجوم على الكنائس ليس مجرد احداث جانبية وانما جزء من حرب أهلية يحاول التيار الإسلامي قيادتها من اجل استعادة السلطة التي فقدوها في أعقاب تظاهرات كاسحة شجعت الجيش على التدخل لحمايتها مما ادى الى الاطاحة بنظام محمد مرسى والمرشد ، السبب الثالث هو أن الهجوم على الكنائس يعد جزءا لا يتجزأ من تصور الجماعة للهوية الإسلامية للدولة والتى لا مكان فيها للمسيحيين أو العلمانيين، وهذا هو بعينه السبب وراء مباركة غالبية الشعب المصرى لتدخل الجيش كفرصة أخيرة لحماية هوية البلاد من الانزلاق لحكم ديني لا قرار له، واكدت المجلة أن الهجوم على الكنائس يجب أن يكون بمثابة انذار للغرب بأن مخاطر الصراع في مصر مرتفعة ، ومن هذا المنطلق فان سعي واشنطن لعرقلة خطوات الجيش المصري ليس في صالح الديمقراطية. واشارت المجلة الى ان أصحاب الفكر في امريكا يتصورون ان الجيش، وليس المتظاهرين في القاهرة، هو من يسعى إلى إنهاء الاستبداد، مؤكدة أن جماعة «الإخوان» رغم وصولهم عبر صناديق الانتخابات الديمقراطية الى حكم البلاد لكنهم لم يقبلوا ابدا الاستسلام مجددا لارادة الشعب أو يسمحوا لخصومهم بالوصول الى السلطة سلميا وعبر ارادة الشعب، واضافت المجلة ان العالم الخارجى يبدى تعاطفا مع الاخوان لسقوط قتلى من بينهم في شوارع القاهرة بسبب الحملة الأمنية لفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية ، ولكن هذا خطأ فالاخوان ليسوا ضحية بريئة لهجوم مسلح من سلطة تطلع إلى عودة الشمولية كما يدعى الاخوان ، وعلى امريكا ان تعرف حقيقة هذا حتى وان لم تر فى النظام الحالى الجديد بمصر شريكا محببا إلى قلبها، ويجب ألا تنطلى عليها ادعاءات «الإخوان». واوضحت المجلة إن حقيقة الإخوان اتضحت على مدار الأسابيع الأخيرة من خلال الطريقة التي أداروا بها معسكرات اعتصاميهم، فقد استعانوا ببلطجية يتسلحون بالشوم وأسلحة أخرى لحراسة الاعتصام، وأن صفحات تسجيل هذه الاحداث لا تتضمن خلو المظاهرات من العنف. وعلى من يسعون لقطع المعونة الأمريكية عن مصر أن يتذكروا ان البديل الوحيد للجيش هم جماعة الاخوان الذين يحرقون الكنائس في الوقت الراهن.