البعض أصابه القلق، والبعض أصابه الهلع والخوف، عندما دعت تركيا مجلس الأمن للانعقاد العاجل لبحث الموقف في مصر.. ولكنني قلت لمن حولي «طظ» في مجلس الأمن.. فلم يخرج من هذا المجلس إلا ما يضر مصر.. ومنذ خرج للنور عام 1945!! ولكن البعض نسوا أن هذا المجلس له مواقف كثيرة ضدنا.. ومنذ أصبحت أمريكا هي السيدة الأولي للعالم.. أصبح مجلس الأمن مطية لها ينفذ تعليماتها، وتابعوا معنا موقف هذا المجلس وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين لتتأكدوا مما نقول.. وعندما فرض مجلس الأمن الهدنة علي حرب فلسطين الأولي.. نفذتها الجيوش العربية، وفي مقدمتها الجيش المصري كانت هذه الهدنة ضدنا.. بينما استغلتها إسرائيل في إعادة تسليحها وتوزيع قواتها.. فعادت أقوي مما كانت، بل وحاصرت قواتنا هناك واستولت علي مناطق أكبر من فلسطين.. وكذلك فعلت بنا الهدنة الثانية التي فرضها مجلس الأمن أيضاً، ولم تتورع إسرائيل ذاتها عن قتل فولك برنادوت ممثل الأممالمتحدة نفسه إلي فلسطين، خلال هذه الحرب!!. وطوال الصراع المصري- الإسرائيلي نسأل: كم قراراً أصدره مجلس الأمن ضد إسرائيل.. ولم تنفذه إسرائيل.. حدث ذلك خلال العدوان الثلاثي عام 1956 كما حدث خلال حرب 67 إذ استمرت إسرائيل في عملياتها العسكرية ضدنا حتي أحكمت سيطرتها علي كل سيناء.. وكذلك خلال حرب 73 عندما لم تهتم إسرائيل بقرارات هذا المجلس، لكي توسع من عدوانها علي مصر «غرب القناة» إذ تقدمت بقواتها مرة شمالاً في اتجاه الإسماعيلية ومرة جنوبا في اتجاه السويس لكي تصبح في يدها أوراق للضغط.. حتي بعد قرار الوقف الثاني لإطلاق النار.. ودلوني علي عدد القرارات التي أصدرها مجلس الأمن، وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة لشعب فلسطين الذي مارست إسرائيل ضده- في الداخل وأيضاً في الخارج- أبشع عمليات العنف والإرهاب، ورغم ذلك لم تنفذ إسرائيل قراراً واحداً منها، وحتي عدوان إسرائيل المتجدد علي لبنان الذي طال حتي العاصمة بيروت.. فضلاً عن اعتداءات متواصلة علي الجنوب اللبناني.. ورغم ذلك.. تعاملت معها إسرائيل وكأنها قصاصات من.. ورق!! فهل بعد ذلك نهتم باجتماع مجلس الأمن أو نخشي قرارات يصدرها ضدنا.. وهي قرارات مرفوضة - حتي ولو صدرت - لأنها تمس الأمن القومي المصري ونعتبرها تدخلاً في الشئون الداخلية لنا.. حتي ولو صدرت عن.. مجلس دولي!! ومصر التي وجدت في الموقف الروسي والموقف الصيني دعماً لها داخل مجلس الأمن تقدر موقف الدولتين.. وما كان أي قرار يمكنه أن يمر في نيويورك في ظل وجود حق الفيتو الذي تملكه روسيا والصين بحكم أنهما من الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في المجلس بجانب أمريكا وانجلترا وفرنسا ومواقف هذه الدول الثلاث معروفة ضدنا.. لأنها لا تريد خيراً لمصر.. بل تريد أن تشتعل مصر بالكامل.. حتي لا تنهض مصر من جديد، لأن في نهوضها تحطيماً لأحلامها في مصر، وفي المنطقة كلها، ذلك لأن مصر هي التي تقف بالمرصاد أمام مخططات الدول الثلاث.. مهما قلل البعض من الموقف الروسي والقول بأنها تتحرك لتحقيق هدفها من البقاء في البحر المتوسط بعد احتمال ضياع قاعدتها البحرية في سوريا أو من الموقف الصيني التي تحلم بتدعيم تواجدها في المنطقة.. نقول لهؤلاء لا يهمنا ذلك.. ما دام يحقق مصالحنا القومية.. ويكشف أطماع الغرب فينا.. أما تركيا - التي قدمت الطلب إلي مجلس الأمن - فواضح أن ما حدث في مصر ضد الإخوان قد حطم أحلامها في استعادة «سيادتها» علي المنطقة وهنا لا نفرق بين أطماع تركيا وسياستها تجاه سوريا.. وأطماعها في مصر ذلك أن هذا «غير الطيب» أردوجان كان يحلم باستعادة الامبراطورية التركية العثمانية في مصر وسوريا اللتين سبق أن استولت عليهما بالخيانة عامي 1516 و1517 وكان ذلك بداية لاحتلالها أيضاً لكل شبه الجزيرة العربية واليمن.. ولكن الصحوة المصرية الشعبية أضاعت هذا الحلم التركي.. وأربكت خططه وتصرفاته رغم انه احتضن اجتماع التنظيم الدولي للإخوان.. فوق أراضيه.. لقد كشف التحرك الشعبي المصري ضد الإخوان العدو من الصديق.. وعلينا أن نعيد حساباتنا وأن نعمل علي توثيق صلاتنا بالاصدقاء وفي مقدمتهم السعودية وملكها الوفي عبدالله بن عبد العزيز.. ودعمها لمصر في محنتها وكذلك دولة الامارات ورئيسها الشيخ خليفة بن زايد ابن أسد الامارات الشيخ زايد بن سلطان.. وهكذا الأسود.. أبناء الأسود.. فالأول - الملك عبد الله - هو نجل أسد الجزيرة.. والثاني - الشيخ خليفة - هو نجل أسد الامارات زايد بن سلطان.