كل عام والشعب المصرى العظيم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات.. كل عام والشعب المصرى متمسك بثورته العظيمة وثوابتها فى تحقيق الحياة الكريمة فى ظل الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية التى تعبر بالبلاد إلى بر الأمان.. كل عام والمصريون قادرون على تحقيق آمالهم وطموحاتهم فى دولة يسودها الديمقراطية ويتم فيها تفعيل القانون.. وفى ظل دستور يعبر عن جموع المصريين بما يضمن تداول للسلطة بين فصائل وقوى المصريين والأحزاب السياسية.. لا دستور يعبر عن تيار سياسى بعينه ولا حزب بذاته. لقد كافح المصريون منذ عام 2011، وقاموا بأعظم ثورتين فى التاريخ منذ عرفت الدنيا الثورات ضد الظلم والقهر وإهدار حقوق الإنسان.. ففى يناير 2011 كانت الثورة الأولى التى سرقتها جماعة الإخوان فى غفلة من الزمن، وحكموا لمدة اثنى عشر شهرًا، وخيبت «الجماعة» حلم المصريين فى الحياة الكريمة، وتدهورت معيشة الناس بشكل لم يسبق له مثيل، وعانوا خلال هذه المدة القصيرة الويلات والويلات بدرجة أكبر مما عاشوه من قهر طوال ثلاثين عامًا فى ظل حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك وهذا ما دفعهم إلى القيام بالثورة الثانية يوم 30 يونية وأكدوها بثورة ثالثة يوم 26 «يوليو» عندما خرجت الملايين فى مشهد تاريخى، لتفويض الجيش فى القضاء على الإرهاب وأصحابه المتطرفين. الشعب المصرى العظيم الذى يحتفل بعيد الفطر المبارك اليوم، يستحق كل التعظيم والسلام، ولا يستحق أبدًا الترويع والإرهاب الذى تمارسه جماعات ضالة، ضحكت على الناس لفترة طويلة من الزمن وتاجرت باسم الدين والأخلاق، وهى فى الأساس تسعى إلى تحقيق مآرب سياسية، وزادت من الطين بلة أن تستقوى بأعداء الأمة من الصهاينة الذين لا يريدون خيرًا لهذا الشعب.. لقد وجدت الصهيونية العالمية المتمثلة فى الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضالتها فى «الجماعات» المتطرفة التى شذت عن قاموس الحياة المصرية، تتفذ لها رغباتها وأطماعها، ولكن الشعب المصرى كان أوعى من المخططين ومن المنفذين الذى تصرفوا بطريقة صبيانية. كل عام والشعب المصرى يتمتع بحريته متمسكًا بإرادته العظيمة فى رفض الإرهاب والقهر الظلم ورغم أن الدنيا كلها شهدت بثورة المصريين وشجاعتهم وريادتهم، إلا أن هؤلاء الذين يتذرعون بأنهم يريدون الحرية والديمقراطية للمصريين، لا يزالون يتدخلون فى الشأن المصرى مخالفين بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية، ولا يزالون يمارسون سياسة المناصرة للإرهابيين والمتطرفين الذين ينفذون المخططات الشيطانية فى مقابل ضخ الأموال إليهم وحبهم الشديد للسلطة والتمسك بالكرسى. زيارات الوفود الغربية من دول أوروبا، والولاياتالمتحدةالأمريكية، تدعو إلى العجب الشديد من تصرفات هؤلاء الذين يزعمون أنهم رعاة الحرية والديمقراطية.. فأى ديمقراطية هذه التى يتحدثون عنها وأى حرية هذه التى يريدونها للمصريين، إنها ديمقراطية السمع والطاعة فقط التى تنفذها جماعات الخونة بالبلاد من أجل تحقيق الحلم الصهيونى فى تقسيم مصر مثلما حدث فى العراق ولبنان وسوريا. ولأن الله رحيم بالدولة المصرية والشعب المصرى باءت كل المحاولات الصهيونية بالفشل الذريع، ولا تزال إرادة الشعب المصرى فوق كل إرادة مهما فعل المخططون من الصهيونية، ومهما حاول المنفذون من أفعال صبيانية.. لقد أصاب المصريين العجب الشديد من الزيارات المتكررة مؤخرًا، بزعم التحقق من أن هذه ثورة شعبية، رغم رؤيتهم الملايين التى نزلت الشوارع ورغم الرفض الشديد لحكم الإرهابيين وما فعله مؤخرًا ماكين وجراهام عضوا الكونجرس الأمريكى يؤكد أن الولاياتالمتحدة، لا تريد استقرارًا لهذا البلد الآمن، فتصرفاتها تدل على أن أهل مصر كشفوا كل المؤامرات التى تحاك ضد المصريين من الصهيونية وأتباعها فى الداخل.